يُعد التوتر المزمن سببًا خفيًّا لما قد يشعر به بعضنا من آلام مفاجئة، وتظهر أعراض الألم المفاجئ هذه دون وجود سبب واضح لها، فما التوتر النفسي، وما أسبابه، وكيف يمكننا تجنب مضاعفاته شديدة الخطر؟ هذا ما ستتعرف عليه في هذا المقال.
التوتر النفسي المزمن هو الشعور بالضغط أو الإجهاد أو العجز عن التكيُّف مع بعض المتغيرات أو مواجهة التحديات المفاجئة، والشعور بالتوتر قد يكون إيجابيًّا حين يكون طفيفًا ويدفعك لإنجاز مهامك وتحقيق أهدافك وطموحاتك، بشرط ألَّا يتجاوز حده وينقلب إلى أثر عكسي فيعرقلك ويحبطك ويشعرك بالعجز والاستسلام، ويُسبب لك مضاعفات صحية شديدة الخطر.
أسباب التوتر النفسي
إننا نعيش في عصر السرعة، عصر تحولت فيه الحياة إلى سباق مادي مهول، مع فقدان شديد للقيم والمبادئ الإنسانية النبيلة، وهذا يجعل الشعور بالتوتر النفسي أمرًا وارد الحدوث ومتكررًا لدى جميع البشر. وفيما يأتي سنبيِّن أهم الأسباب الشائعة لحدوثه:
- مرض أو وفاة شخص عزيز قد يسبب للبعض منا صدمة نفسية كبيرة تدخله في دوامة من الجزع والحزن والآلام النفسية والجسدية.
- ضغوط العمل المتكررة تجعل المرء عصبيًّا سريع الانفعال، وهذا بدوره يُسبب الوقوع تحت تأثير التوتر المزمن وتبعاته شديدة الخطر.
- المشكلات المالية تُعد سببًا شائعًا لحدوث التوتر المزمن.
- المشكلات الاجتماعية والعلاقات غير الصحية من أهم أسباب الشعور بالضغط والإجهاد النفسي، وتؤثر مباشرة على الصحة النفسية والجسدية.
- التفكير السلبي (التشاؤم) وتوقع الشر دومًا له دور مهم في حدوث التوتر النفسي المزمن.
- ضعف الثقة بالنفس أو ضعف تقدير الذات يجعل المرء تحت طائلة ضغط التوتر المزمن.
ما مضاعفات التوتر المزمن؟
إن جميع البشر يتعرضون للتوتر النفسي بشكل أو بآخر، لكن طريقة استجابتهم له تختلف من شخص إلى آخر، فالبعض يتعامل مع الضغوط والمشكلات بحكمة، ويعدها تحديات تصقل شخصيته وتقويها وتزيده خبرة في هذه الحياة، ويفكر بطريقة إيجابية لحلها وتجاوزها والمضي قدمًا لتحقيق أهدافه وإنجازاته، والبعض الآخر يعجز ويستسلم للضغوط النفسية، ويتحول لديه إلى شعور مزمن يودي به إلى مشكلات ومضاعفات صحية نفسية وجسدية شديدة الخطر، نذكر منها التالي:
- زيادة احتمال الإصابة بارتفاع ضغط الدم والسكري والنوبات القلبية والسكتات الدماغية.
- ضعف المناعة ما يسبب سهولة الإصابة بالعدوى الفيروسية وكثرة الإصابة بنزلات البرد وغيرها.
- الإصابة بعدد من الأمراض النفسية كالاضطرابات العصبية والاكتئاب وانفصام الشخصية.
نصائح مهمة للحد من التوتر المزمن وتجنب مضاعفاته
- ممارسة التمارين الرياضية كالسباحة والمشي يوميًّا بانتظام مدة 20 دقيقة، فقد ثبت علميًّا أن ممارسة الرياضة بانتظام يعزز الصحة النفسية والعقلية والجسدية، ففي أثناء ممارسة الرياضة يُفرَز هرمون (الإندروفين) الذي يعمل على تخفيف الألم ويحد من الشعور بالتوتر.
- تنظيم وإدارة الأعمال عن طريق كتابة جدول للمهام اليومية وترتيب الأولويات؛ من أجل تسهيل وتسريع الإنجاز والحد من تراكم المهام والمسؤوليات الذي بدوره يؤدي إلى الشعور بالضغط والتوتر.
- التركيز على تقوية العلاقة بالله عز وجل واللجوء إليه في كل وقت وحين، ومحاولة بناء علاقات إيجابية قوية بالناس وطلب الدعم من الأصدقاء والمقربين عند الحاجة إلى ذلك.
- النوم لمدة كافية خلال الليل، فقلَّة النوم تجعلك تشعر بالإرهاق والإجهاد والتعب وانعدام القدرة على التركيز، ما يشعرك بالتوتر المستمر.
- اتباع أسلوب حياة صحي عن طريق ممارسة العادات الإيجابية كالخروج إلى أحضان الطبيعة بين الفينة والأخرى، وقضاء بعض الوقت مع الأصدقاء، والتنفس بعمق، وممارسة التأمل بانتظام.
- الاهتمام بتناول الأغذية الطبيعية الصحية يوميًّا بانتظام، والتقليل جدًّا من الوجبات السريعة (الفاست فود) وجميع المواد المضرة بالصحة كالسكر والدقيق والزيوت المهدرجة والمقليات والمعجنات والمشروبات الغازية وجميع المعلبات المضاف لها مواد حافظة ومنكهات وألوان صناعية.
وفي الختام، نؤكد أن التوتر النفسي أصبح سمة ملازمة لحياتنا المعاصرة نتيجة للتحولات الكبيرة والسريعة في كل المجالات، ويجب أن ندرك كيف نتعامل مع مسبباته كضغوط العمل والمشكلات المالية والاجتماعية، ولا نسمح بتحوله إلى شعور مزمن يسبب لنا مضاعفات نفسية وجسدية شديدة الخطر كالاكتئاب المزمن وانفصام الشخصية والضغط والسكري والسكتات الدماغية، وذلك عن طريق تقوية إيماننا بالله سبحانه وتعالى وحسن توكلنا عليه، وممارسة الرياضة بانتظام، وحسن إدارة الوقت وتنظيم المهام، واتباع أسلوب حياة صحي.
احسنتي يا نجوى ... التوتر يؤدي إلى حدوث الأمراض النفسية والجسدية والجلطات الدماغية والقلبية
أحسن الله إليك شهد🌹، وقانا الله التوتر ومخاطره.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.