لن أعدك مغرمًا بي إن ضحكتَ معي على شيء نجده مضحكًا، أو قرأتَ الكتاب نفسه الذي يُمثِّل أنماطنا معًا، أو اشتريتَ منزلًا موقعه مناسب لنا، أو سمعتَ قصةً قصصتها لكَ وأنت تحب سماعها جدًا. لن أشعر بالتميز إن كنتَ تُشاركني الأفكار نفسها. يعتقد الجميع أن التشابه رائع، ولكن هل فكروا أعمق من مجرد فكرة؟!
ماذا لو تشاجرنا على من سينام جوار النافذة؛ لأننا نحب الجهة نفسها التي اختارها كلانا بالقدر نفسه؟
ماذا لو كنا ثرثارين نحب القصص عن أنفسنا كثيرًا؟ من سيتحدث عن نفسه؟
من الذي سيطبخ إن كان كلانا يكره العمل في المطبخ؟!
من الذي سيجالس الضيف إن كان كلانا يحب العزلة؟!
من ذا الذي سيتنازل إن كان كلانا عنيدًا؟!
من ذا الذي سيعتذر عند حدوث خلاف إن كان كلانا غير مقتنعًا؟
عزيزي، لم يُخلق الناس مختلفين عن عبث. أين الحكمة في الاختلاف؟!
تقول الآية: {وجعلناكم شعوبًا وقبائل لتعارفوا}.
ماذا تعني؟
جعلناكم مختلفين لتنسجموا مع بعضكم، كيف سيكون الانسجام مع شخص يشبهك فعلًا؟
انظر، عندما تكون الفتاة غاضبة، صبيانية، عنيدة، يكون الشاب هادئًا، عاقلًا، متساهلًا. بالتأكيد لا يعجبه تصرفها، لكنه يجاريها بسهولة!
إذا كنتِ تُفضلين جوار النافذة، فهو يزعجه الضوء.
إن كنتِ تكرهين المطبخ، فقد كان حلمه عند الصغر.
إن كنتِ تقرئين الروايات وتخبرينه بما فيها، فهو يحب قراءة الكتب العلمية وسيخبركِ بالمفيد.
إن ضحكتِ على شيء وجدته مضحكًا، سيضحك لأنه أضحككِ، لا لأنه أضحكه! فهو من أجلكِ...
إن أراد منزلًا قريبًا من عمله، وأردتِ منزلًا قريبًا من المتنزه، سيتنازل لكِ.
إن كنتِ تكرهين الزوار، فسيؤدي دوركما معًا.
إذا حدث خلاف بينكما، سينتظر وقت هدوئكِ أو سيكون هو من يجعلكِ تهدئين.
إذا أردتِ التحدث عن نفسكِ، فسيستمع.
إن كنتِ تُفضلين قنوات الموضة، وهو يُفضل الأخبار، فستعرفين شيئًا عن العالم!
الاختلاف يُغيِّر من حياتكِ النمطية المعتادة، ستختبرين شعورًا جديدًا، معلومات جديدة، أسلوبًا جديدًا. لن تكوني مُقيَّدة بفعل ما تُحبينه فقط، بل لن تعرفي ما تحبينه جيدًا إلا إذا جربته. ولن تجربيه مع شخص يُحب كل ما تحبينه ويفعل كل ما تفعلينه.
تزوجي من تتوافقين معه، لا من تتشابهين معه!
هذا هو التآلف: شخص غاضب وآخر يُهدئه، شخص خائف وآخر يحميه، شخص منعزل وآخر اجتماعي...
هذا هو التناغم.
👍👍👍
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.