إذا كنت قد شعرت يومًا بألم في الجزء العلوي من بطنك أو عانيت مشكلات في الهضم، فقد تكون تعاني من مشكلة في الأمعاء الدقيقة وتحديدًا الاثنى عشر.
التهاب الاثنى عشر قد يبدو غير مألوف لكثيرين، لكنه حالة شائعة يمكن أن تؤثر في حياتك اليومية إذا لم تُعالج.
هل تعلم أن هذه الالتهابات قد تكون نتيجة عوامل بسيطة مثل النظام الغذائي أو عدوى بكتيرية؟
في هذا المقال، سنتناول ما تحتاج معرفته حول التهاب الاثنى عشر، وكيف يمكنك حماية نفسك واتخاذ الخطوات الصحيحة للوقاية منه.
قد يهمك أيضًا كيف تساعد ميكروبات الأمعاء في محاربة الأمراض؟
ما التهاب الاثنى عشر؟
هو التهاب يحدث في الاثنى عشر، وهو الجزء الأول من أمعائك الدقيقة، وهو الجزء الأقرب إلى معدتك.
قد يهمك أيضًا علاج مرض التهاب الأمعاء ومخاطر الإصابة بالسرطان
كيف يحدث التهاب الاثنى عشر؟
يبطن الاثنى عشر من الداخل بطانة تحميه من البكتيريا والفيروسات والطفيليات، وليس هذا فقط بل تحميه من الحموضة الشديدة للعصارة الهضمية التي تخرج من معدتك، وهذا هو الطبيعي.
ولكن ما يحدث بالالتهاب أن الجهاز المناعي الخاص بك يشعر أن شيئًا ما يهدد هذه البطانة سواء كان بالعدوى أو من عصارة المعدة شديدة الحموضة.
قد يهمك أيضًا انتبه: 5 مؤشرات تحذرك من تفاقم صحة أمعائك والإصابة بأمراض أخطر
هل التهاب الاثني عشر يُنذِرُ بالخطر؟
عادةً ما يكون غير محفوف بالخطر ويختفي من تلقاء نفسه.
أما إذا كان التهاب الاثنى عشر مزمنًا أي منذ مدة طويلة فهو يتطلب علاجًا بواسطة طبيبك، فيصف لك الطبيب دواء واحدًا أو أكثر، يخفف هذا العلاج تلف بطانة الاثنى عشر، ويمنع المضاعفات.
قد يهمك أيضًا فوائد الأطعمة المخمرة لتحسين علاج السرطان.. تعرف عليها الآن
ما أعراض التهاب الاثنى عشر؟
بعض الأشخاص لا تظهر عليهم أي أعراض، والبعض تظهر عليه الأعراض وتختفي. وقد تستمر ولكن تكون خفيفة. والبعض تظهر الأعراض عليه فجأة وتكون شديدة، وتشمل الأعراض ما يلي:
· ألم في الجزء العلوي من البطن، ويصف المرضى الألم بأنه يشبه الحرقان أو العض، ويتحسن الألم عند تناول الطعام.
· انتفاخ وألم بالمعدة.
· الغثيان والقيء.
· إسهال.
· تعب وإرهاق.
· غازات.
· فقدان الشهية.
وقد تجد العلامات التالية وهي تشير إلى وجود نزيف في الجهاز الهضمي، وذلك يصاحب التهاب الاثنى عشر الشديد:
- قيء دموي قد يكون لونه مثل القهوة.
- دم في البراز لونه داكن مثل لون القطران.
تحذير: إذا وجدت أيًّا من هذه الأعراض يجب عليك التوجه للطبيب على الفور؛ لأنها تتطلب العلاج الفوري.
قد يهمك أيضًا كل ما تريد معرفته عن التهاب القولون التقرحي من أسباب وأعراض وطرق العلاج
ما أسباب التهاب الاثنى عشر؟
كما ذكرنا مسبقًا أن الالتهاب يحدث بسبب شيء ما مثل العدوى، أو عصارة المعدة الشديدة تثير الجهاز المناعي؛ فيشن هجومًا على الجزء المصاب لمحاربة العدوى، وإصلاح الضرر، وينتج عن ذلك الهجوم الالتهاب. وأسباب ذلك:
عدوى الجرثومة الملوية البوابية
ويُعد ذلك أكثر الأسباب شيوعًا، وهي نوع من البكتيريا توجد بمعدة 50% إلى 75% من سكان العالم. ويمكن لهذه البكتيريا أن تنتقل إلى الاثنى عشر أيضًا.
في العادة تكون هذه البكتيريا مسالمة ولا تحدث أي ضرر إلا إذا تكاثرت خارج نطاق السيطرة، فتسبب عدوى تآكل بطانة الاثنى عشر.
أنواع جراثيم أخرى
وتوجد أنواع جراثيم أخرى مثل:
- فرط نمو البكتيريا في الأمعاء الدقيقة.
- داء الجيارديا (عدوى تسببها طفيليات الجيارديا).
الإفراط في استخدام مضادات الالتهاب والمسكنات غير الستيرويدية
مثل الأسبرين والإيبوبروفين ونابروكسين الصوديوم؛ فكثرتها تؤدي إلى تآكل بطانة الاثنى عشر (أو المعدة)، ما يؤدي إلى حدوث الالتهاب.
زيادة إفراز حمض المعدة
من الطبيعي أن يمر حمض المعدة إلى الاثنى عشر، ولكن كثرته تؤدي إلى تآكل البطانة وحدوث التهاب.
أمراض المناعة الذاتية
مثل:
- مرض الاضطرابات الهضمية، فيطلق جسمك استجابة مناعية عند تناول الجلوتين.
- مرض كرون: وهو مرض التهابي في الأمعاء الدقيقة والغليظة.
الارتجاع الحمضي المزمن
فيؤدي ذلك إلى حدوث التهاب في جميع أنحاء الجهاز الهضمي، بما في ذلك الاثنى عشر.
تناول الأطعمة أو المشروبات التي تهيج الجهاز الهضمي
مثل حساسية الحليب والصويا، الكافيين (القهوة والشاي) والتدخين، والإفراط في تناول الكحوليات.
علاج السرطان
فالعلاجات الإشعاعية والعلاجات الكيميائية كما تقتل الخلايا السرطانية يمكنها أن تحدث التهابًا في الجهاز الهضمي، بما في ذلك الاثنى عشر.
قد يهمك أيضًا الآلام البطنية المزمنة وأنواعها وطرق الوقاية منها
هل التهاب الاثنى عشر معدٍ؟
يُعد التهاب الاثنى عشر نفسه غير معدٍ، ولكن البكتيريا الحلزونية البوابية التي تسبب الالتهاب عادة ما تكون معدية.
وتنتشر من شخص لآخر عن طريق اللعاب (البصاق) والبراز والطعام والماء الملوثين. على سبيل المثال، يمكن أن تُصاب بالبكتيريا الحلزونية البوابية من التقبيل.
ويمكن أيضًا أن تصاب بها من تناول الطعام الذي أعده شخص مصاب لم يغسل يديه بعد الذهاب إلى الحمام.
قد يهمك أيضًا أعضاء الجهاز الهضمي لدى الإنسان ووظيفة كل عضو
ما مضاعفات التهاب الاثنى عشر؟
تحدث المضاعفات عند ترك التهاب الاثنى عشر دون علاج وهي:
· التهاب شديد طويل الأمد في الاثنى عشر (التهاب مزمن).
· قرحة الاثنى عشر: وهي تقرحات مفتوحة مؤلمة نتيجة لتلف بطانة الاثنى عشر، وقد يصاحبها نزف. ويستدل على ذلك بفحص البراز والقيء لوجود الدم بهما.
· الجفاف: ويحدث نتيجة للقيء والإسهال المصاحبين لالتهاب الاثنى عشر، ويكون الجفاف خطيرًا بشكل خاص عند الأطفال وكبار السن الذين تبلغ أعمارهم 65 عامًا أو أكثر.
· الأنيميا ( فقر الدم): ويحدث ذلك بسبب عدم امتصاص الحديد بالاثنى عشر بسبب الالتهاب.
قد يهمك أيضًا مرض الإمساك.. أعراضه وطرق علاجه
كيف يتم تشخيص التهاب الاثنى عشر؟
أولًا: سيأخذ الطبيب منك تاريخك المرضي والأعراض التي تعاني منها، وإذا اشتبه في إصابتك بالتهاب الاثنى عشر، فسيجري اختبارات لمعرفة سبب الالتهاب. قد تشمل الاختبارات ما يلي:
فحوص الدم
وتساعد فحوص الدم في كشف ما يلي:
- جرثومة الملوية البوابية.
- الأجسام المضادة للجلوتين (كما في مرض الاضطرابات الهضمية).
اختبار البراز
ويساعد في كشف إصابتك بعدوى الجرثومة الملوية البوابية.
اختبار التنفس
يكشف تنفسك أيضًا ما إذا كنت مصابًا بعدوى بكتيريا الملوية البوابية. وذلك عن طريق قياس مستويات غاز ثاني أكسيد الكربون في نفسك.
المنظار العلوي للجهاز الهضمي
وهو منظار مزود بكاميرا صغيرة مثبتة لإظهار الجزء الداخلي من الجهاز الهضمي العلوي (المريء والمعدة والاثني عشر). ويمكن باستخدامه أيضًا أخذ عينات من الأنسجة لإجراء الاختبارات المعملية.
الأشعة السينية للجهاز الهضمي العلوي
وهي صور للجهاز الهضمي العلوي تعطي طبيبك فكرة عن سبب الالتهاب في الاثني عشر بشكل.
قد يهمك أيضًا القرحة المعدية المؤلمة.. تعرف على الأعراض والأسباب والعلاج
ما علاج التهاب الاثنى عشر؟
في الغالب لا تحتاج لعلاج، فهو يتحسن من تلقاء نفسه بمرور الوقت.
وإذا لم يتحسن، فإن الطبيب يعالج الأسباب:
- أدوية لقتل البكتيريا الحلزونية البوابية.
- أو أدوية لتقليل حمض المعدة الذي يلحق الضرر ببطانة الاثنى عشر.
- تغييرات في نمط حياتك لحماية أمعائك من التهيج والالتهاب.
وتشمل العلاجات:
· المضادات الحيوية: تستخدم لقتل بكتيريا الملوية البوابية.
· أدوية لخفض حموضة المعدة: مثل مضادات الحموضة ومثبطات مضخة البروتون.
تغييرات نمط الحياة:
- التوقف عن تناول مضادات الالتهاب والمسكنات.
- تجنب تناول الجلوتين إذا كنت تعاني من مرض الاضطرابات الهضمية.
- الإقلاع عن التدخين والتوقف عن تناول الكحول.
· عملية جراحية لإصلاح الأنسجة المتضررة، إذا كنت تعاني من تلف شديد في الاثنى عشر.
قد يهمك أيضًا أعشاب فعالة في تحسين هضم الطعام
كم من الوقت يستغرق علاج التهاب الاثنى عشر؟
يعتمد ذلك على شدة وسبب الالتهاب. فمثلًا:
إذا كنت تعاني عدوى جرثومة المعدة: تحتاج لأسبوعين مع تناول المضادات الحيوية لتحسن حالتك. ولكن انتبه حتى لو شعرت بالتحسن يجب عليك تناول جميع الأدوية بمدتها وجرعاتها الصحيحة.
كيف يمكنني تقليل خطر الإصابة بالتهاب الاثنى عشر؟
- النظافة الجيدة لتقليل خطر الإصابة بالعدوى.
- غيِّر نمط حياتك بحيث تجنب تناول الأطعمة التي تسبب الإسهال.
- اغسل يديك: اغسل يديك عند تحضير الطعام وقبل الأكل. اغسل يديك في كل مرة تستخدم المرحاض.
- لا تدخن، وإذا كنت تدخن فتوقف عن التدخين.
- لا تشرب الكحول.
- لا تتناول مضادات الالتهاب والمسكنات غير الستيرويدية لأكثر من ثلاثة أيام لعلاج الحمى أو أكثر من 10 أيام لعلاج الألم ما لم يسمح لك طبيبك بذلك.
- ابتعد عن الأطعمة أو المشروبات التي تسبب تهيج الأمعاء. ويشمل ذلك الجلوتين إذا كنت تعاني مرض الاضطرابات الهضمية، والأطعمة التي تعاني حساسية تجاهها.
قد يهمك أيضًا الأطعمة الموصى بها للإمساك المزمن
ما الأطعمة التي يجب أن أتناولها أو أتجنبها عند الإصابة بالتهاب الاثنى عشر؟
- تجنب الأطعمة التي يمكن أن تهيج أمعاءك، مثل الأطعمة الحارة، والأطعمة شديدة الحموضة مثل الحمضيات، أو الأطعمة التي تحتوي على الطماطم.
- تجنب المشروبات التي يمكن أن تهيج أمعاءك، بما في ذلك المشروبات التي تحتوي على الكافيين مثل القهوة أو الشاي أو الصودا.
- توقف عن شرب الكحول.
- تناول الوجبات الخفيفة حتى تتحسن أعراضك. بعد ذلك يمكنك إضافة أطعمة ذات قيمة غذائية أعلى قليلًا تدريجيًّا، مثل حساء الدجاج والمرق.
- قسِّم الوجبات على مدار اليوم بدلًا من تناول 3 وجبات كبيرة قسمها لـ 5 أو 6 وجبات صغيرة حتى لا تضغط على جهازك الهضمي.
- تجنب تناول أي طعام سواء خفيف أو دسم قبل النوم بـ 3 ساعات حتى تريح جهازك الهضمي وتستطيع النوم.
قد يهمك أيضًا أعراض القولون العصبي الشائعة وأسبابه
متى يجب عليَّ رؤية الطبيب الخاص بي؟
اتصل بالطبيب إذا لم تتحسن أعراضك خلال ثلاثة أو أربعة أيام، أو إذا حدث أي مما يلي:
- تقيؤ مستمر مدة يومين متتاليين.
- تفقد السوائل بكثرة ولا تحتفظ بها بجسمك مدة 24 ساعة.
- إسهال لمدة تزيد على 24 ساعة.
- ظهرت عليك علامات الجفاف مثل جفاف الفم والبشرة والعين المجوفة والعطش الشديد.
- ارتفاع بدرجة الحرارة أكثر من 39 درجة مئوية.
- دم في القيء أو البراز.
- ألم مفاجئ وشديد أو تورم في البطن.
في النهاية، صحتك تبدأ من داخلك، وجهازك الهضمي يؤدي دورًا رئيسًا في شعورك اليومي بالراحة.
التهاب الاثنى عشر قد يبدو مزعجًا، لكنه قابل للعلاج والوقاية إذا اتخذت الخطوات الصحيحة. اعتنِ بنظامك الغذائي، وكن واعيًا لما يدخل جسمك، واستشر الطبيب عند ملاحظة أي أعراض غريبة.
الحفاظ على صحة جهازك الهضمي ليس مجرد رفاهية، بل هو استثمار طويل الأمد في جودة حياتك.
الآن، بعد أن عرفت المزيد عن التهاب الاثنى عشر، يمكنك أن تتخذ خطوات عملية لحماية صحتك والعيش براحة أكبر.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.