التنمر الإلكتروني وتأثيره على الإنسان

يشهدُ العالَم تطورات غيرَ مسبوقةٍ في تقنيات وسائل التواصل الاجتماعي، تنعكس في تنوعها، وسرعتها، وأدواتها، وتأثيرها، وقدراتها.

توفّرُ أدوات وسائل التواصل الاجتماعي الكثير من المعلومات حول الأفراد، والشركات، والمؤسسات التعليمية، ووسائل الإعلام، والاقتصاد، والترفيه، والسياسة والأحزاب والمنظمات، والمؤسسات الربحية والتطوعية، ووسائل الإعلام.

وترصد أخبار وأحداث العديد من الأشخاص على شاشات الهواتف والحواسيب والتلفزيونات، وترافق الناس على ساعات اليد.

اقرأ ايضاً إدمان وسائل التواصل الاجتماعي | الأعراض وكيفية العلاج

كيفية استخدام شبكات الاتصال

ومن يستخدمها يمكنه توصيل رسالتهم أو استخدامها لأغراضهم إيجابية كانت أم سلبية من خلال العالَم الافتراضي والتفاعل مع البعيد والقريب.

لقد سهّلت شبكات الاتصال الاستخدامات المفيدة والسلبية أيضاً، وكما فتحت هذه التقنيات الباب أمام استخدامات إيجابية فإنها أيضًا فتحت الباب أمام فئات من السلوك المنحرف نفسيًا وفكريًا.

وسمحت لهم بالانخراط في جريمة التنمر الإلكتروني لتحقيق أهداف غير أخلاقية مثل: الإهانة، والسخرية، والابتزاز، والتشهير، وهذه تصرفات تؤذي المتنمر عليه نفسياً، واجتماعياً، ومهنياً، واقتصادياً.

وهذا يدل على اهتمام الباحثين بهذه المشكلة ومتابعتها من خلال إجراء العديد من الدراسات حول علاج أجزائها وتأثيراتها والبحث عن حلول لها.

كانت الجامعات نشطة في إنتاج الدراسات الأكاديمية والميدانية بدعمٍ من السلطات والحكومات، وأصحاب المصلحة، ومن بين أنواع الدراسات.

التي تركز عليها الدراسات الأكاديمية دراسة إحصاء أنواع وصور التنمر الإلكتروني بما في ذلك: المكالمات الهاتفية، والرسائل النصية، وأشرطة الصوت أو الفيديو التي تسيء إلى أصحابها.

وكذلك سرقة البيانات الشخصية أو المصرفية أو الحسابات التابعة، أو انتحال هوية الضحية، واختراق معلومات الهاتف والكمبيوتر، والمغازلة، والنية الخبيثة، وغيرها من أشكال جرائم الإنترنت.

وبالتالي يتم تكثيف الجهود البحثية الاجتماعية والإعلامية والقانونية والرسمية، ومراقبة ما يحدث على وسائل التواصل الاجتماعي، وتعزيز دورها الحضاري.

والحد من إساءة استخدامها للأغراض المحظورة أو المشبوهة، وحماية الأفراد، والمنظمات، والمجتمعات من كافة أشكال الاعتداء على الحقوق، والخصوصية، والملكية، وضمان الأمن النفسي، والفكري والاجتماعي.

اقرأ ايضاً التأثيرات السلبية للمواقع الإلكترونية وخطرها

ما رأى الباحثون والرواد والعلماء فى التنمر الإلكتروني؟

ويبذل الباحثون قُصارى جهدهم للتعرف على الدوافع وراء هذا السلوك الإجرامي، وطرق تحديد من يقف وراءه وشرح دوافعه وأسبابه ومن ثم تحديد أفضل الطرق الممكنة للتعامل معه قانونيًا ونفسيًا واجتماعيًا.

ومن بين الرواد العلماءُ الذين درسوا هذه الظاهرة ودوافعها وطرق التعامل معها.

ويربط العديد من خبراء التنمر الإلكتروني ممارسة هذا السلوك بالتطور التكنولوجي والطرق الجديدة لاستخدام التكنولوجيا، وحرية التعبير غير المحدودة لمجموعات معينة في المجتمع.

ونقص المعرفة الإعلامية بالقوانين واللوائح للسيطرة عليها، وعملية الكشف تدعم التقارير عند كشفها بالإضافة إلى وجود تقنية جديدة تسمح للتنمر بإخفاء هوية المتنمر مما يشجعه على ممارسة السلوكيات غير المقبولة اجتماعيًا.

وغياب الحواجز التقليدية في الزمان والمكان ما دامت أدوات الاتصال موجودة وفعالة، مع الافتقار إلى دليل يدين التحرش، لذلك يعتقد الخبراء أن عواقب التحرش الإلكتروني أكثر خطورة من الوسائل التقليدية للتحرش وأشكاله المعتادة في الماضي.

اقرأ ايضاً التنمر الإلكتروني.. أسبابه ونتائجه

ما تعريف التنمر؟

يتم تعريف التنمر على أنه سلوك عدواني من أي نوع، والهدف من معرفته ملاحقته، والضرب على يد المنكر بتهديده، أو توبيخه، أو مضايقته، أو إهانته، أو ضربه، أو دفعه، أو تغيير ملامح وجهه التي يمارسها -كالتجهم أو الإيماءات غير اللائقة- أو عزله عمداً عن الجماعة.

وذلك لمواجهة السلوك الذي يحدث للطرف الآخر بشكل متكرر ويستمر بمرور الوقت، مما يجعل من الصعب على الطرف الآخر الدفاع عن نفسه.

المضايقات الإلكترونية

فعل يتضمن أي طريقة لإيذاء أو مضايقة شخص آخر من قبل شخص أو أكثر بقصد التأثير سلبًا على الضحية عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

 طبيعة التنمر الإلكتروني

التنمر والبلطجة والمضايقات والترهيب أسماء مختلفة لظاهرة سلبية اكتشفت في الغرب، وبدأت تغزو المؤسسات التعليمية والخدمية والإنتاجية بسبب آثار العولمة واتساع نطاق التوزيع الإعلامي.

ونظرًا لأن التكنولوجيا الحديثة توفر للشباب طرقًا جديدة للتواصل فإنها تقدم أيضًا تحديات جديدة، فلما كان التنمر يحدث وجهاً لوجه .

فإنه يحدث الآن عن بُعد وبشكل أكثر تعسفًا من خلال الرسائل النصية والصور ومقاطع الفيديو عبر وسائل التواصل الاجتماعي والبريد الإلكتروني والهواتف المحمولة حيث أصبحت تقنيات الاتصال جزءًا لا يتجزأ من الحياة الحديثة.

ولدى بعض الشباب فرصة ضئيلة للغاية للهروب من سوء المعاملة، ويظل الكثير منهم في حالة قلق وتوتر دائمين، واحدة من كل ثلاث ضحايا تعرضوا للأذى من خلال التسلُّط عبر الإنترنت.

وواحد من كل 10 من كبار السن الذين حاولوا الانتحار، وضحايا التنمر عبر الإنترنت هم أكثر عرضة للمعاناة من الاكتئاب والقلق والمشاكل الصحية والأداء الأكاديمي الضعيف.

خصائص التنمر الإلكتروني 

ومن الطبيعي أن نجد أوجه تشابه في الأسباب والعوامل التي تدفع كلا النوعين من التنمر التقليدي والإلكتروني، في حين أن التنمر الإلكتروني يتميز بمجموعة من الخصائص، وعلى رأسها النسيج العمراني الذي أدَّى إلى تغييرات في التفاعلات وتغيراتها.

الانتقال من الأرض إلى الفضاء الافتراضي، حيث أدى انتشار استخدام التقنيات الحديثة إلى زيادة استخدامها في أيدي الجميع؛ وهذا يسهل الهدف التعليمي للبعض.

وهو الشغف في جمع المعلومات والحصول عليها باستخدام الكمبيوتر والإمكانيات الجديدة لنظم المعلومات؛ لتحقيق مكاسب مادية، والتطفل على أنظمة المعلومات، بالإضافة إلى الدوافع الشخصية.

والرغبة في تحقيق الذات والرضا عن الظهور، والتي يمكن أن تكون سببًا لارتكاب التنمر الإلكتروني.

وإضافة إلى الشهرة والفضول والمكاسب المادية مقابل الابتزاز، وتصفية الحسابات، وإيذاء الآخرين، مثل: التلاعب بالشبكات الاجتماعية قد تتحول وسائل التواصل إلى أن تكون أداة للانتقام بسبب التقاضي خارج الفضاء الإلكتروني عن طريق اختراق حسابات التواصل الاجتماعي عن طريق استغلال مهارات وفن الاختراق والتشهير.

ونشر مواد مسيئة مثل: الصور والمقاطع الإباحية، وانتهاك خصوصية صاحب الحساب.

كما أن هناك أسباب مجتمعية، منها البطالة والضغوط العامة والحياتية.

وما يزيد من انتشارها سهولة ممارستها مع التستر، وعدم التعرض للإبلاغ، وضمان الإفلات من العقاب، وضعف التشريعات، وضعف إنفاذ القانون وإنفاذ هذا النوع من سلوك التنمر المنحرف.

ما الفرق بين التنمر والعدوان؟

يعتبر التنمر أكثر عمومية وأوسع نطاقاً من العدوانية حيث يعتبر التنمر سلوكًا عدوانيًا وليس كل سلوك عدواني تنمرًا.

على الرغم من أن سلوك التنمر هو سلوك عدواني، إلا أن هناك أشياء يمكن أن تميزها على النحو الآتي:

  1. التنمر هو سلوك متكرر أمام السلوك العدواني فلا داعي للتكرار.
  2. يحب المتنمر أن يمارس تنمره للترهيب، والشخص ذو السلوك العدواني لا يشعر بهذه المتعة.
  3. سلوك التنمر أو الشغب هو سلوك له هدف وليس عاجلاً أو عرضيًا مثل السلوك العدواني.
  4. التنمر يهدف إلى فرض السيطرة على الآخرين، وهذا لا يتوفر في السلوك العدواني.
  5. لدى الشخص المتسلط نية مسبقة لإيذاء شخص معين، بينما السلوك العدواني موجه نحو الأفراد بشكل عام.

ما انواع وأهداف السلوك العدواني؟

السلوك العدواني نوعان: الإيجابي، ويستخدم في الدفاع عن النفس والدعم،

والسلوك العدواني الذي يهدف إلى تدمير النفس أو الآخرين، أما التحرش فهو مرفوض بجميع أشكاله.

عناصر التنمر الإلكتروني

المعتدي (المتنمر)

الشخص الأساسي الذي يمارس التنمر، ويختار ضحاياه حسب رغباته الداخلية، والرغبات التي تدفعه إلى ارتكاب الفعل العنيف والضار، ويوجّه خطاياه وإساءة معاملته وعدوانه تجاه الناس، لتحقيق أهداف ومكاسب معينة عندما يتسم المتنمر بالسلوكيات العدوانية.

وعلى الأخص الحاجة إلى فرض القوة والسيطرة والقهر على الآخرين والمتعة في رؤيتهم وهم يعانون، والتباهي بهذه القوة أمام أقرانهم، وأنهم في وهم مركز السيطرة، وأن سيطرتهم على عواطفهم أقل.

وأن إحساسهم بالذنب مضطرب، وأنهم يعانون من عيوب أخلاقية وقيمية ويتسمون بالنرجسية وقلة التعاطف.

الضحية

هو الشخص الذي استهدفه المتنمر، والذي واجّه الفعل الضار المتمثل في التنمر مما تسبب له بالأذى من قبل شخص أو عدة أشخاص آخرين سواء أكان نفسياً أم جسدياً أم اجتماعياً.

شهود التنمر الإلكتروني

هؤلاء هم الأشخاص الذين يشهدون ويعرضون حالة التنمر الإلكتروني في السياق الإلكتروني، ونعني بذلك أنه عضو في المجموعة التي حدث فيها التنمر أو تمت إضافته إلى صفحة المتنمر أو الشخص الذي تعرض للتنمر من قبل الآخرين.

وقراءة نصوص التعليقات والدردشة أو مشاهدة مقاطع فيديو لسلوك التنمر على وسائل التواصل الاجتماعي وعبر الإنترنت.

الأسلوب

من المخطط استخدام التقنيات الحديثة عبر الإنترنت، ومواقع التواصل الاجتماعي.

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة