أهمية التمارين والتغذية السليمة للأشخاص المصابين بالشلل

تعد التمارين المنتظمة والتغذية السليمة عنصرين أساسيين للحفاظ على صحة الأشخاص المصابين بالشلل، إذ تساعدهم التمارين على تحسين الدورة الدموية، وتقوية العضلات، وتعزيز الاستقلالية في أداء الأنشطة اليومية، في حين تسهم التغذية المتوازنة في الوقاية من المضاعفات الصحية مثل قرح الضغط ومشكلات الكلى. في هذا المقال، نوضح أهمية التمارين والتغذية للأشخاص المصابين بالشلل، مع نصائح عملية لتحسين جودة الحياة.

تمارين الوقوف والمشي لمرضى الشلل

إن ارتداء الملابس وتسيير الكرسي المدولب والانتقال من الكرسي إلى السيارة... إلخ، تمثل جميعها أنواعًا من التمارين، ويمكن أن تكون هذه الفعاليات مجهدة في حالة المشلولين البدينين. ومهما يكن، فإن الأمر المهم على نحو خاص هو أن الأناس الصغار -أقصد بهذا أولئك الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن خمسين سنة- يجب أن يؤدوا كل يوم مقدارًا معينًا من التمارين الخاصة إضافة إلى الفعاليات السابقة، من أجل المحافظة على صحتهم جيدًا.

تسيير الكرسي المدولب والانتقال من الكرسي إلى السيارة وغيرها أنواع من التمارين للمصابين بالشلل

فوائد الوقوف والمشي للمشلولين

إن التمرين الأول الذي يبرز غيره هو تمرين الوقوف أو المشي الذي يقوم به المشلول، فهو التمرين الممتاز الذي يضاهي تمرينًا عنيفًا يستحق الاعتبار يقوم به شخص سليم البنية. يتم تعليم جميع المشلولين تقريبًا الذين يدخلون في مركز العلاج والتأهيل على الوقوف والمشي بمساعدة المساند والعكازات أو، في بعض الحالات، بمساعدة العصي. ويميل المشلول إلى التخلي عن هذا التمرين عند العودة إلى البيت، وأود تأكيد أن هذا تصرف غير معقول جدًا.

 فبإمكان حتى أولئك المشلولين الذين يواظبون على العمل بدوام كامل أن يوفروا نصف ساعة كل يوم لكي يمارسوا خلالها الوقوف والمشي. إن المقدرة على إجراء هذه الممارسة أمر مفيد، وفي بعض الحالات، يمكن أن تكون هذه الممارسة غير مناسبة في حالة تخلي المشلول عن مزاولة «عادة» الوقوف، إذ يجب له أن يعتمد في النهاية على معارفه لرفعه ونقله. ما عدا هذا، فإن ما يبذل من جهد يحسن كثيرًا الدورة الدموية، كما نُظِم بأن جلسة المشلول بوضع منتصب ذات أهمية كبيرة في تمكين الكلى من أداء وظائفها بصورة مرضية.

أهمية المشي لمرضى التلف الواطئ والعالي

إن ذوي التلف الواطئ، بالأخص المصابين بتلف عند ذنب الحصان أسفل موقع الفقرة القطنية الثالثة، سيمارسون طبعًا المشي كثيرًا في حياتهم اليومية، وسيكتشفون بإكثارهم مزاولة المشي أنهم سيصبحون ماهرين جدًّا، كما سيقل الجهد الذي تفرضه عملية المشي. ويجد ذوو الضرر الأعلى، من الفقرة الصدرية الثانية عشرة إلى الفقرة الصدرية الثانية أو الفقرة الصدرية الثالثة، أن المشي قليل الفائدة في حياتهم اليومية، ولهذا السبب فإنهم يميلون إلى التخلي عن ممارسة المشي حالما يندمجون بسياق الحياة في البيت.

مع استخدام المساند لتثبيت الركبتين سيتمكن مرضى التلف من الوقوف والسير يوميًا بين حاجزي المتوازي

 إن هذا أمر يدعو إلى الأسف؛ لأن المسألة بسيطة لأولئك المشلولين الذين لا يستخدمون العكازات، أو حتى المساند، أو متوازيًا من الخشب، وهذا يمكن صناعته بسهولة من قبل نجار المنطقة الذي يتمكن المشلول بواسطته، ومع استخدام مساند الجبس الجاف لتثبيت الركبتين، من أن يقف بيسر وأن يسير كل يوم بين حاجزي المتوازي ذهابًا وإيابًا.

تمارين أخرى مفيدة لتحسين الصحة

توجد تمارين أخرى مفيدة تحافظ على الصحة العامة، فضلًا على تمارين الوقوف والمشي، ممارسة مجموعات من التمارين اليومية لتوسيع الصدر بمساعدة معدات رياضية باسطة لعضلات الصدر، ولعضلات الذراعين باستخدام زنبرك «نابض» مثبت إلى الحائط بواسطة خطاف، تكون مفيدة في تحسين قدرة تلك العضلات التي يعتمد عليها المشلول إلى درجة عظيمة في تحقيق استقلاله.

التغذية السليمة لمرضى الشلل

إن أنواعًا خاصة من وجبات الغذاء تكون ضرورية عادة في مراحل الشلل المبكرة، وفي المراحل المتأخرة، إذ تحدث قرح الضغط أو تحدث مضاعفات أخرى، خصوصًا تضرر الكلية، إذ إن هذه المسائل هي التي سوف تؤثر في ما يشير به المسؤول الطبي أو طبيب المريض من نظام تغذية. مهما يكن الأمر، فيجب أن يكون كل مشلول مطلعًا على مبدأ أو مبدأين: إن عددًا كبيرًا من أولئك الأشخاص الذين يصبحون مشلولين هم من الشباب اليافعين الذين لديهم شهية جيدة للأكل، والذين سوف يمارسون عادة مقدارًا قليلًا من التمارين.

توجد أنواع خاصة من وجبات الغذاء تكون ضرورية عادة في مراحل الشلل المبكرة وفي المراحل المتأخرة

ختامًا.. إن ممارسة التمارين اليومية والتغذية السليمة عنصران أساسيان للحفاظ على صحة الأشخاص المصابين بالشلل، فتمارين الوقوف والمشي لا تعزز فقط القوة البدنية، بل تحسن الدورة الدموية وتساعد في الحفاظ على وظائف الكلى. فضلًا على أن التمارين الرياضية الأخرى تسهم في تعزيز الاستقلالية وتقوية العضلات الداعمة للحركة، إلى جانب ذلك، تؤدي التغذية السليمة دورًا حيويًا في الوقاية من المضاعفات الصحية وتعزيز جودة الحياة؛ لذا فإن الالتزام بأسلوب حياة صحي وممارسة التمارين المناسبة يمكن أن يحدث فارقًا كبيرًا في حياة المشلولين، ما يمنحهم مزيدًا من القدرة على التكيف والاستقلالية.

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة