التليفزيون إلى مثواه الأخير

بالارتداد نحو منتصف القرن الماضي نجد أن التليفزيون كان أكثر وسائل الاتصال سحرًا وبريقًا وكان أحدث صيحات اختراع جيله، وعلى الرغم من ثنائية لونيه الأبيض والأسود؛ فإنه كان النافذة الوحيدة في العالم التي تُمكِّن أبناء كوكب الأرض من الانفتاح على بلدان العالم، وبواسطته تُمنح تذكرة سفر افتراضية بلا حدود.

غير مطلوب منك أي جهد جسدي، فقط تحتاج إلى سمعك وبصرك؛ يُمكنك أن تكون وسط هوليود القاطنة في أحضان القارة الأمريكية، ولا سيما الاستمتاع الحُر بعروض بوليود في بلاد العجائب، حتى غابات الأمازون أصبح بإمكانك أن تكون مغامرًا افتراضيًّا بين أدغالها الوعرة.

إنه التليفزيون الذي سحر أعين مشاهديه، واستحوذ على عقولهم بحالة من التدليك الذهني والإنعاش الفكري، لكن أين دور ذلك الساحر محبوب الجماهير في عصر التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي؟

اقرأ أيضًا: فوائد وسلبيات مواقع التواصل الاجتماعي.. تعرف عليها الآن

عصر التليفزيون

وبعد أن غدا التليفزيون المشبع الفوري والخيار الأول لملء وقت الفراغ بمجرد ضغطة زر، فإنك تجد خيارات متنوعة ما بين أفلام سينمائية وبرامج ترفيهية وأدبية وفنية وسياسية، إضافة إلى المنوعات الرياضية، ولاختلاف الميول والأذواق كان لكلٍ جمهوره الخاص به، وظل عدد المشاهدين في تزايد مستمر، حتى أحرز التليفزيون نجاحًا منقطع النظير، وتربع على عرش قلوب محبيه من مختلف بلدان الكرة الأرضية.

لكن سؤالًا يفرض نفسه أين التليفزيون اليوم؟ هل اندثر وبات في طي النسيان وحل مكانه ساحر جديد سرق منه قلوب متابعيه، ما الذي حدث؟

لم يعُد التليفزيون غريبًا على أحد في عصرنا هذا، فجميع البلدان تقريبًا، أصبحت لديها مئات القنوات بواسطة الأقمار الصناعية.

إن ما كان بالأمس ظاهرة كمالية ومعجزة مستمرة، أصبح اليوم من الضرورات، وهنا لا يسعنا إلا أن نتساءل، تُرَى ما مستقبل التليفزيون بعد التطور التكنولوجي الهائل في عصر الإنترنت ومنصات التواصل الاجتماعي وازدهار الذكاء الاصطناعي مؤخرًا؟

اقرأ أيضًا: وسائل التواصل الاجتماعي والصحة العقلية للمراهقين

بريق التلفزيون يخفت أمام نهضة التكنولوجيا

بات التلفزيون في دائرة ضيقة مقارنةً برفاهية وتنوع الاختيار في شبكة الإنترنت عبر التطبيقات والمنصات المتنوعة، فلم يعُد التليفزيون شامخًا متفردًا كبوادر عهده، وجاء عصر نهضة التكنولوجيا واكتسح الإنترنت الساحة بجدارة، إذ يمكنك بواسطته مشاهدة ما يجوب بخاطرك بأي وقت ومكان.

حتى إن التلفزيون لم يستطع أن يحفظ لنفسه ساحة الشهرة الوحيدة، فيمكنك أن تستعرض جميع مواهبك وتصبح مشهورًا ومتصدرًا محرك البحث عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي، فالآن عصر مشاهير السوشيال ميديا.

إلى الآن يمكننا القول إن التلفزيون ما زال حجر زاوية لا غنى عنها في كل منزل ومطعم ومقهى وغير ذلك، لكن بعد عشر سنوات من الآن هل تعتقد أنه سيظل محتفظًا بذلك المستوى؟ الأمر متروكٌ لك.

عزيزي القارئ إلى هنا ينتهي مقال اليوم، ونلتقي بالمقالات القادمة.

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة