في عصر التكنولوجيا المتطورة، أصبحت العلاقة بين الذكاء البشري والذكاء الاصطناعي موضوعًا حيويًا ومثيرًا للجدل. يتسم الذكاء البشري بقدرة فريدة على التفكير النقدي، الإبداع، والتفاعل الاجتماعي، مما يجعله عنصرًا أساسيًا في اتخاذ القرارات وحل المشكلات.
من جهة أخرى، يعكس الذكاء الاصطناعي قفزات هائلة في معالجة البيانات وتحليلها، مما يمكّنه من تنفيذ مهام معقدة بسرعة ودقة تفوق البشر في بعض الحالات.
في هذا المقال، سنستكشف كيف يتفاعل هذان النوعان من الذكاء، وتأثيراتهما على مختلف جوانب الحياة اليومية، من التعليم إلى العمل، وكيف يمكن أن يكمل كل منهما الآخر في المستقبل.
هل هناك فرق بين الذكاء البشري والذكاء الاصطناعي؟
إن الذكاء الإنساني له عدة تعريفات علمية وفلسفية، ولكن هنا سنناقش الفرق بين الذكاء الإنساني (إذا صح التعبير) والذكاء الاصطناعي.
عندما بدأ الانسان في التعامل مع الآلات بدءا من المعول، والشادوف، مرورا بالسيارة والمصانع، وحتى الحاسب الآلي كان الهدف هو القيام بأعمال روتينية بشكل أسهل، وبجهد أقل، وفي وقت أقل، ولكن بلا حاجة من الآلة للتفكير أو الاعتماد على ذكائها، وبالتالي فإن الآلة منذ أن تصنع وتدخل الخدمة وحتى انتهاء صلاحيتها أو عطبها لا تفعل إلا ما صنعت من أجله، بما في ذلك الحاسب الآلي (التقليدي) فكل الآلات صممت لعمل معين أو أعمال محددة لا تستطيع أن تقوم بغيرها إلا بتدخل الإنسان بالتعديل أو البرمجة أو التطوير.
وكان على الإنسان دائما أن يطور الآلة بحيث تؤدي العمل بسرعة، وبدقة، وبأقل تكاليف، وربما بدون الحاجة للإنسان إلا في الطوارئ كتوقف الآلة أو الحاجة للصيانة.
ولكن بمرور الوقت استطاع الإنسان أن يوجد برامج (تطبيقات) يمكن جعلها تكتسب معلومات من مستخدميها عن طريق جمع بيانات بأشكالها المختلفة (مكتوبة أو صورية أو صوتية وغيرها) تتم معالجتها بحيث إن البرنامج يمكنه تعديل الأداء (سلوكه) حسب هذه البرمجيات وربما حسب المستخدم نفسه، وساهم الإنترنت بشكل كبير (وربما ما كان هذا ممكنا بدونه) في التطور المذهل لهذه البرامج حتى جاء اليوم الذي تم فيه بلورة الأمر وتسمية هذا بالبيانات الكمية، وتعلم الآلة وفي الشكل الإعلامي "الذكاء الاصطناعي" والذي يجب التأكيد على أنه ليس نفس الذكاء الإنساني الذي هو في أبسط تعريفاته: "التعامل مع مشكلة جديدة ليس لها سابقة وحلها"، والمرتبط بأن العبقرية هي: "توقع مشكلة ليس لها سابقة وإيجاد حل لها".
فالذكاء الاصطناعي ليس إلا استخدام بيانات (معلومات مجازًا) متاحة للآلة بشكل مستمر للتعامل مع معطيات جديدة، ولكنها تبقى في إطار هدف محدد أو أعمال محددة تقوم بها هذه الآلة.
وماذا عن صوفيا (Sophia the robot)؟
صوفيا ينطبق عليها نفس المنطق، ولكي تقوم صوفيا بالكلام والرد على أسئلة يجب أن تظل مربوطة بكم البيانات الهائل المتاح على الإنترنت، ولتقوم بأي عمل مثلما قامت بالرسم مؤخرا فإنه يلزمها كمًا من البيانات تحوله إلى حركات تؤدي إلى الرسم... وهذا هو الذكاء الاصطناعي.
إذا كان هكذا فلماذا هو مهم؟
لأنه طوّر كل من سرعة الأداء ودقتها بالإضافة إلى إمكانية تعدد المهام والمجالات، وهذه نقلة حضارية يجب أن تفرغ الإنسان للتفكير في تطورات وأفكار أكثر بينما تقوم الروبوتات بأداء الأمور الروتينية بشكل يبدو ذكيا وسريعا ولطيفا.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.