التفكير الناقد.. ومتى ظهر هذا المصطلح

كطلاب جامعيين بشكل خاص وكأي إنسان ينوي عيش حياة متوازنة نحتاج لتعلم مهارات أساسية لنستطيع عيش حياة مليئة بالإنجازات والرضا عن الذات والاستفادة مما في متداول أيدينا قدر الإمكان ومنها إدارة الوقت.

الذكاء العاطفي والقائمة تطول، ولعل من أهم مهارات الحياة التي من الواجب تعلمها هي مهارة التفكير الناقد، إذ إنه يُعتبر من أهم المهارات المعرفية التي يمكن تطويرها والاستفادة منها في الحياة العامة والمهنية أيضًا. 

انضم الآن إلى كورس التفكير النقدي من هنا!

متى ظهر مصطلح التفكير الناقد؟

ظهر مصطلح التفكير الناقد في الفترة بين 1910م - 1939م، وكان قد استخدمه الفيلسوف جون ديوي، وأطلق عليه آن ذاك مصطلح التفكير التأملي أو المعاكس، وكان يرى أنه أسلوب تفكير يعتمد على التأني في الحكم وعدم الانجراف خلف ما نرى أو نسمع قبل أن نملك دليلًا واضحًا، جاء بعده إدوارد جليسر ليتوسع في تعريف التفكير الناقد، فقال: إنه يشمل فحص العبارات والمعتقدات، والأهم عامل الخبرة التي تشكلت بفعل التجارب والصعوبات التي مر بها الفرد بالإضافة إلى مهاراتي التقصي والاستدلال المنطقي.

لم يكن ديوي وجليسر الوحيدين اللذين اهتما بتعريف التفكير الناقد، إذ جاء بعدهما عدد كبير من العلماء والفلاسفة الذين اهتموا به نظرًا لأهميته نذكر منهم: روبرت أنيس وهو الذي وصفه أنه تفكير عقلاني يعتمد على اتخاذ القرارات الصحيحة حول ما يتوجب فعله في موقف ما، كما اهتمت ديانا هالبرن به فعرفته على أنه: نمط من التفكير يعتمد على استخدام المهارات المعرفية ومهارات الاستدلال التي اكتسبناها مسبقًا بهدف الوصول للنتائج الصحيحة التي تساعدنا على اتخاذ القرار.

ستجد أيضاً على منصة جوك ما مدى التزامك بما تقول؟

تعريفات أخرى للتفكير الناقد

ولكيلا تتعدد التعاريف حاول المجلس الوطني للتفكير الناقد تجميع آراء الفلاسفة والعلماء السابقين بتعريف شامل فعرفه على أنه: عملية ذهنية مضبوطة بعمليات ومهارات تشمل الاستيعاب وتحليل المعلومات وتقييمها بشكل سليم وفقًا للخبرات السابقة التي تُبنى على الملاحظة أو التجربة دون أن ننسى مهارات التواصل الفعال، والأهم أنه يُبنى على قيم فكرية عالمية مثل: الوضوح، والأدلة الصحيحة، والإنصاف، والعدالة، والدقة، والعمق، وغيرها.

ويرى الدكتور معن زيادة أن التفكير الناقد مجموعة من المهارات التي يكتسبها الفرد نتيجة التجارب والخبرات، والتي تساعده على التحليل الموضعي مما يمكنه من التمييز بين الفرضيات والحقائق، أما بيتر آي فاسيون فقد وضح في أبحاثه ما هي هذه المهارات التي ذكرها الدكتور معن بتفصيل وشرح أوسع، فقال: إن التفكير الناقد يشمل نوعين من المهارات: المهارات الوجدانية والمهارات المعرفية، كما أنه يرى أن المهارات المعرفية هي بالتحديد جوهر المهارات الوجدانية وهي تتكون من: 

  1. التفسير.
  2. التحليل.
  3. التقويم.
  4. الاستدلال.
  5. الشرح.
  6. تنظيم الذات. 

في الملف السابق كان يهدف لدراسة مشكلات الطلبة الجدد، كما أنه درس الفروق بين الطلبة الذكور والإناث من حيث المشاكل التي تواجههم، وحدد الفروق في المشاكل باختلاف التخصصات، كما تناول المشكلات التي قد تواجههم من عدة جوانب اجتماعية، واقتصادية، ودراسية، وبعد قراءة الملف بشكل كامل وباستخدام مهارات التفكير الناقد في الحالة المعروضة وباستخدام مهارة الاستدلال نجد أن الدراسة المقدمة لا تعطي لمحة كاملة عن مجتمع الطلاب وإنما عن فئة محصورة بجامعة واحدة (جامعة وهران السانيا)،

ونلاحظ أن الدراسة أجريت على ٢٠طالباً من طلاب علم النفس وعلوم التربية؛ أي إنها لم تشمل جميع التخصصات، كما أنه لم يكن هناك تنوع كبير في التخصص وهذا برأيي يجعلها قاصرة عن الخروج بنتائج دقيقة.

وكما باستخدام مهارة التحليل والاستقراء نجد أن الباحث لم يستطع الوصول إلى دراسة سابقة ترتبط بالدراسة الحالية لقراءة النتائج ومقارنتها مع ما توصل إليه، بل إنه اعتمد على دراسات بينها وبين دراسته في فترة زمنية ليست بقصيرة، كما أن الاستقراء هنا ناقص لأنه لم يغط المجتمع الطلابي بأكمله وإنما اقتصر على عينة منه.

ونجد أيضًا أن نسبة عدد الذكور في الاستقراء أقل بكثير من عدد الإناث، كما أن أغلب الطلاب من تخصص علم النفس وكأن الباحث متحيز لهم.

ونجد أيضًا باستخدام مهارة الاستنباط أن العينة متفاوتة النتيجة، لذا لا يمكن التعميم برأيي أن المشاكل التي توصل لها البحث هي مشاكل حقيقية، لكن النسب قد تكون متفاوتة مما يجعل الملف السابق أقرب للرأي من الحقائق، وفي النهاية فإن التفكير الناقد يساعدنا على قراءة مثل هذه الأبحاث، وتمييز الحقائق المطلقة من الآراء القابلة للنفي أو الإثبات.

وإذا أردت تحسين أدائك المهني بشكل ملحوظ فإن التفكير النقدي هو مفتاح النجاح. يساعدك التفكير النقدي على تحليل المشكلات بدقة وتحديد الحلول الأكثر فاعلية. من خلال تقييم القرارات بناءً على الأدلة والحقائق، يمكنك تجنب القرارات العشوائية التي قد تؤثر سلبًا على النتائج.

كما يعزز التفكير النقدي قدرتك على التكيف مع التغيرات المهنية، والتعامل مع التحديات بمرونة واحترافية. بالإضافة إلى ذلك، يمنحك القدرة على التفكير بشكل استراتيجي، مما يسهم في تحسين الإنتاجية وزيادة فرص النجاح في بيئة العمل التنافسية.

أفضل كتب التفكير الناقد

من أبرز كتب التفكير الناقد يأتي كتاب "التفكير الناقد" للدكتور محمد عبد الله الذي يشرح أساسيات التفكير العقلاني وكيفية تقييم الأفكار والحجج. كما يعد "فن التفكير الناقد" للدكتور سامي النجار من المراجع المفيدة حيث يعرض استراتيجيات عملية لتحليل المواقف واتخاذ قرارات مدروسة.

أيضًا يُعتبر كتاب "التفكير الناقد في الممارسة اليومية" للدكتور علي حسين إضافة قيمة لفهم كيفية تطبيق التفكير الناقد في الحياة اليومية، مما يعزز القدرة على التعامل مع التحديات بوعي ومنطق. هذه الكتب تساعد في تحسين مهارات التفكير والتحليل لدى القراء.

كيف تختار كورس التفكير النقدي المناسب لك؟

عند اختيار كورس التفكير النقدي يجب أن تبدأ بتحديد هدفك الشخصي من التعلم،  إذا كنت تبحث عن تحسين قدرتك على التحليل واتخاذ القرارات، ابحث عن كورسات تتناول مواضيع مثل تحليل الحجة، المنطق، وتقييم الأدلة. تأكد من أن الكورس يتناسب مع مستواك الحالي، سواء كنت مبتدئًا أو لديك معرفة سابقة. اختر كورسًا يحتوي على مواد تعليمية متنوعة مثل محاضرات، تمارين عملية، ومناقشات تفاعلية، لتطبيق ما تعلمته بشكل عملي. ولا تنسَ التحقق من تقييمات وآراء المشاركين السابقين لضمان جودة الكورس وفعاليته.

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة