رحلة داخلية نحو الشفاء... تبدأ من الصدق مع الذات وتنتهي بسلامٍ عميقٍ يسكن القلب.
إن تفريغ المشاعر المكبوتة، وتحرير الأحداث العالقة في الذاكرة، يزيح عن النفس عبئًا ثقيلًا طالما حملته في صمت.
بدلًا من محاربة الحياة ومقاومة مجرياتها، نبدأ بتوجيه التركيز إلى جودة العيش، إلى لحظتنا الراهنة، إلى الحضور الذهني الحقيقي في «هنا والآن».
الكتابة بنية التحرر ليست كلمات فحسب.. بل بوابة صادقة لشفاء داخلي، ومواجهة شجاعة لما يؤلم في الظل.
سواءً كانت هذه المواجهة مباشرة مع أشخاصٍ في الواقع، أو عبر تخيُّل ذهني صادق، فهي تسمح لما علق في النفس أن يتحرك، أن يُفهم، أن يُحتوى.
اسمع لقلبك.
فهو مرشدك الأعمق، وصوتك الحقيقي، الذي لا يصرخ، بل يهمس حين يهدأ عقلك، ويطمئن جسدك.
والطريق إليه يبدأ من التنفس العميق -التنفس البطني البطيء- الذي يربطك بجسدك، ويهدئ نظامك العصبي، ويعيدك إلى إنسانيتك.
حين يتعرض الإنسان لصدمات مستمرة، قد يدخل جهازه العصبي في حالة «تجمُّد» أو «تأهب دائم»، فيصبح تنفسه سطحيًّا، ويغلق جسده على نفسه، ويتوقف نموه النفسي والعاطفي.
يتحوَّل إلى آلة، لا يشعر، لا يتفاعل بعمق، ولا يبني روابط حقيقية.
وتظل الحياة تكرر نفس المشاهد حتى يقرر هو، بإرادته الواعية، أن يستيقظ.
الاستيقاظ يبدأ من الداخل.
من الجلوس مع الألم، دون هروب أو إنكار.
من تفكيك القصص المؤلمة، وفهم معناها، واحتضان النفس، ومسامحة الذات والآخر.
من التحرر من الماضي، لا بتغييره، بل بتغيير المعنى الذي نحمله عنه.
وهنا يأتي التنفس أداة مقدسة، يهمس للعقل والجسد:
«أنا الآن في أمان... الماضي انتهى، وأنا أختار السلام».
حين أتنفس بعمق، أخبر جسدي أني لم أعد في خطر.
أني الآن شخصٌ ناضج، واعٍ، قادر على حماية نفسي، ووضع الحدود، وقول «لا».
عندها، يتلاشى الألم.
يتوقف الماضي عن تكرار نفسه، ويبدأ الحاضر في النمو.
وهكذا أختار أن أوجّه انتباهي ومشاعري لما يجعلني أزدهر.
هكذا أتناغم مع نفسي، وأطلق نواياي في الكون بثقة، لتقودني الأدوات، والأشخاص، والفرص، لتحقيق ما أريده في هذا العالم.
نعم، الداخل يُكتب على الحجر...
ويصبح هو الموجّه للخطى في الخارج.
فالفعل الخارجي ما إلا أثر لما هو داخلي.
اعلم أن الخروج من المألوف يتطلب جهدًا وإرادة حقيقية.
لا بأس إن انحرفنا، لا بأس إن تأخرنا...
ما دمنا نعود، ونستعين بالله، ونتنفس من جديد.
إن طريق القلب، هو طريق رابح دائمًا.
أنت أو أنتِ، أول من يربح،
ومن بعدك، يربح المحيط،
ويربح المجتمع بأسره...
لأن كل امرئٍ يعمل على شاكلته.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.