صحة العقل وصحة النفس ترتبطان على نحو كبير، ورغم الاختلاف الظاهري بينهما، فالعلاقة بينهما طردية بالزيادة أو النقصان.
اقرأ أيضاً التغلب على الضغوط الحياتية
صحة العقل
تشمل القدرة على التفكير والتعلم والتذكر واتخاذ القرارات، وتتعلق أيضًا بالوظائف العقلية الأخرى، مثل: التركيز والانتباه، وجميع الوظائف الحيوية حتى التنفس.
وإذا كان لديك صحة عقلية جيدة، فإنك تشعر بالوضوح العقلي والقدرة على التعامل مع التحديات والضغوطات الحياتية والنفسية.
اقرأ أيضاً الضغوط النفسية.. موت بلا إنذار
صحة النفس
تشير إلى الحالة العاطفية والنفسية العامة، وتشمل صحة النفس عواطفنا ومشاعرنا ومستوى سعادتنا ورفاهيتنا العامة، إذا كانت لديك صحة نفسية جيدة، فإنك تشعر بالسعادة والرضا والاستقرار العاطفي، ببساطة ترى القبيح جميلًا.
ومع ذلك، يُعد العقل والنفس نظامًا مترابطًا ومركبًا، فتؤثر العوامل النفسية في العقل والعكس على سبيل المثال، الضغوط النفسية والتوتر المستمر قد يؤثران سلبًا في وظائف العقل والتفكير. لذلك، من الضروري العناية بصحة العقل وصحة النفس على حد سواء، عن طريق برنامج متكامل نوصي به لاحقًا.
اقرأ أيضاً كيفية التخلص من الضغوط النفسية ؟
الضغوط الحياتية والصحة النفسية والعقلية
يكفي أن تتخيل ضائقة مالية يمر بها رجل، ترقد ابنته رهينة ثمن العملية، إنها كفيلة بتدميره كليًّا، وعليه يمكن أن تؤثر في الصحة النفسية والعقلية للأشخاص، وتشمل هذه الضغوط عدة عوامل مختلفة، مثل:
- الضغوط العملية
قد يتعرض الأشخاص لضغوط متعلقة بالعمل، مثل: ضغوط المهمات والمسؤوليات، والمواعيد النهائية أو الفصل النهائي والبيئة العملية السلبية، قد يؤدي ذلك إلى زيادة مستويات التوتر والقلق.
- الضغوط الاجتماعية
قد يواجه الأشخاص ضغوطًا اجتماعية من العلاقات العائلية، والأصدقاء، والشركاء العاطفيين، ويمكن أن تشمل هذه الضغوط الصراعات والتوترات العاطفية، والضغوط الناجمة عن توقعات المجتمع والثقافة أو العلاقات السلبية والغيرة المدمرة المغلفة بجو من الصداقة الخادعة.
- الضغوط المالية
قد يسبب القلق المالي والديون الضغط النفسي على الأشخاص، ما يؤثر في صحتهم العقلية والنفسية.
الأحداث الحياتية الصعبة أو القدر
مثل فقدان الحبيب، أو الانتقال إلى مكان جديد، أو حدوث مشكلات عائلية، أو مشكلات صحية، يمكن أن تسبب ضغوطًا كبيرة وتؤثر في الصحة النفسية والعقلية، وتكون النتيجة ما يأتي:
- القلق والتوتر المستمر.
- الاكتئاب والحزن المستمر.
- صعوبة في التركيز والانتباه.
- الاضطرابات النومية، مثل: الأرق أو النوم المفرط.
- التغيرات في الشهية الغذائية، مثل: فقدان الشهية أو زيادة الشهية.
- الإجهاد المستمر والتعب العام.
- التهيج والغضب المستمر.
- الانعزال وفقدان الاهتمام بالأنشطة الاجتماعية والترفيهية.
استراتيجيات للتعامل مع الضغوط الحياتية
للتعامل مع الضغوط الحياتية والحفاظ على الصحة النفسية والعقلية، يمكن اتباع بعض الاستراتيجيات، مثل:
1. إدارة الوقت جيدًا وتحديد أولويات الأعمال، فكل شيء لا ينجز في الوقت نفسه، وكل شيء لا يمكن التفكير فيه في آن واحد، فرفقًا بنفسك.
2. ممارسة التمارين الرياضية والنشاطات البدنية المنتظمة، يكفي القليل شرط الاستمتاع به؛ ليغير مزاجك ونظرتك للحياة، ويجدد دوافعك وشغفك بسعادة.
3. الحصول على قسط كافٍ من النوم الجيد، لا تتعجب صديقي، فـ(موتور) ثلاجتك يفصل؛ ليستريح، ثم يعاود العمل بنشاط مرة أخرى، فلا تهمل هذا الجانب المضيء.
4. تعلم تقنيات التنفس العميق والاسترخاء فعندما يصل الأكسجين لجميع خلايا مخك، سترى العجب في إبداعك وقدراتك.
5. العناية بالنظام الغذائي، وتناول وجبات صحية، والحذر كل الحذر من السكر والنشويات الضارة، إنها المدمرة والقاضية.
6. البقاء على اتصال مع الأصدقاء والعائلة، والاستعانة بدعمهم.
7. تحديد أوقات للراحة والاسترخاء، وممارسة الهوايات المفضلة.
ومثلما قلت سابقًا يا صديقي، إنك لا تعمل منفردًا، بل تؤثر في مَن حولك، وتتأثر بهم، نصيحتي لك اعتزل ما يؤذيك قدر المستطاع، وإن لم يكن فحاول تعديله؛ ليرضيك.
لا تتحامل على نفسك، ولا ترهق تفكيرك، فتذكر كم من مشكلة واجهتك سهرت ليالي تفكر في حلول، وتضع بدائل، ثم يكون الحل الإلهي فوق توقعاتك وأبسط مما تتخيل، رفقًا بنفسك، رفقًا بعقلك، من أجلك أنت.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.