يؤدي الغذاء اليومي دورًا أساسًا في الصحة، ويؤثر سلبًا أو إيجابًا عليها بناء على نوعيته وتوازنه، والملاحظ في العصر الحديث انتشار الأمراض المزمنة انتشارًا غير مسبوق نتيجة لاختلال منهجية التغذية لدى الأجيال الحديثة، وظهور الجنك فود، والأطعمة المصنعة، وإضافة المواد المضرة بالصحة للغذاء بأنواعها ومسمياتها المختلفة.
سنسلط الضوء في هذا المقال على ذكر مجموعات الغذاء الأساسية، وتعريف الأمراض المزمنة، وأثر التغذية المتوازنة في الوقاية منها، وتوضيح مفهوم الحمضية والقلوية وعلاقته بالصحة.
مجموعات الغذاء الأساسية
إن التغذية الصحية المتوازنة هي التي تجمع بين مجموعات الغذاء الطبيعي الأساسية على نحو متوازنٍ يتيح للجسم أخذ ما يحتاج إليه من كل منها ليؤدي وظائفه الحيوية على نحو سليم.
فما مجموعات الغذاء الأساسية؟ سنذكرها في التالي:
الكربوهيدرات
وتشمل السكريات والنشويات والألياف، وهي المصدر الأساس للطاقة في أجسامنا، ويحصل الجسم على الكربوهيدرات من مصادر متعددة كالفاكهة والعسل والسكر المكرر (سكر المائدة) والحبوب الكاملة والأرز والبطاطا والبقوليات والخضراوات النشوية.
البروتينات
تدخل البروتينات في بناء أنسجة الجسم وإصلاحها، وتكوين الإنزيمات والهرمونات وتقوية المناعة.
ويحصل الجسم على البروتين من اللحوم والبيض والحليب ومشتقاته، ومن المكسرات والبقوليات والطحالب الخضراء (السبيرولينا) التي تعد أعلى مصدر طبيعي للبروتين النباتي الحيواني.
الدهون
هي مصدر مهم من مصادر الطاقة، وتؤدي الدهون الصحية دورًا مهمًا في الحفاظ على صحة القلب، ورفع الكوليسترول النافع، وتخفيض الضار، وخفض ضغط الدم، ومقاومة الالتهابات.
وحديثًا ظهرت مجموعة من الدهون غير الصحية (المصنعة والمهدرجة) كالمارجرين (الزبدة أو السمن النباتي)، والزيوت النباتية المهدرجة، وهذه تؤثر سلبًا في الصحة.
ونجد الدهون الصحية في الزبدة الحيوانية وزيت الزيتون وزيت جوز الهند والمكسرات والبذور والأسماك، لا سيما الدهنية منها كالسالمون والماكريل والأفوكادو.
الفيتامينات
للفيتامينات أهمية كبيرة، فهي تسهم في عملية الأيض (التمثيل الغذائي)، وتساعد الجسم على أداء وظائفه الحيوية على نحو متوازن.
وتوجد معظم الفيتامينات في الفواكه والخضراوات، ويوجد بعضها في الأغذية الأخرى كاللحوم والبيض والبقوليات والمكسرات والحبوب الكاملة.
المعادن
تدخل المعادن في تكوين الدم والعظام والأسنان، ولها دور مهم في صحة الأعصاب والعضلات ومختلف الوظائف الحيوية عامة.
ومن مصادرها: الخضراوات الورقية والفواكه والمكسرات واللحوم والبقوليات والحبوب الكاملة.
الماء
يمثل الماء نحو 60% من مكونات جسم الإنسان، ويدخل في الوظائف الحيوية جميعها، ويسهم في تنظيم حرارة الجسم، والحفاظ على رطوبة أعضاء الجسم، ويسهم في إخراج السموم والفضلات، وتسهيل الهضم، وتحفيز الأيض.
وينصح بشرب الماء بكميات كافية في اليوم، وتقدر بنحو لترين إلى 3 لترات، إضافة إلى الماء الذي يستخلصه الجسم من المشروبات والعصائر والفواكه والخضراوات.
ما النظام الغذائي المتوازن؟
والنظام الغذائي المتوازن هو النظام الذي يحوي كميات متوازنة من المجموعات الغذائية التي ذكرناها جميعها، وهو يمثل حجر الأساس للحفاظ على صحة جيدة، والوقاية من الأمراض عمومًا.
وحين يختل النظام الغذائي، وتطغى فيه خيارات الأغذية غير الصحية كالمقليات والمعجنات والحلويات والدهون المهدرجة والمشروبات الغازية والعصائر المعلبة، وكل أنواع (الجنك فود) تتدهور الصحة، ويضعف الجهاز المناعي، ويتعرض الجسم إلى مشكلات صحية، وأمراض مزمنة، وهي الأمراض التي تستمر مدة طويلة من الزمن، وقد تستمر مدى الحياة، وتتطور ببطء غالبًا، ولا تنتقل بالعدوى، ومنها على سبيل المثال: السكري والقولون العصبي والسرطان والتهابات المفاصل والصرع وأمراض القلب والأوعية الدموية وأمراض الجهاز التنفسي.
والحقيقة أن هذه الأمراض جميعها يمكن الشفاء منها، أو في الأقل التخفيف من حدتها باتباع نظام حياة صحي متكامل، يتضمن الاهتمام بالغذاء الصحي، وتجنب غير الصحي، وشرب الماء، والنشاط البدني المعتدل، والحفاظ على نفسية راضية مطمئنة، كل هذه العوامل مجتمعة يمكنها أن تصحح الاختلالات وتساعد الجسم على الشفاء الذاتي التدريجي بإذن الله.
مفهوم الحمضية والقلوية وعلاقته بالصحة
تتميز الأجسام الصحية بوجود نسب متوازنة من الحمضية والقلوية في سوائلها، فتكون درجة القلوية أعلى من درجة الحمضية، وحدوث خلل في هذا التوازن يؤدي إلى نشوء مشكلات صحية مختلفة، وتقاس حمضية وقلوية الأغذية بمقياس درجة الحموضة، أو ما يعرف بالـ(PH - الرقم الهيدروجيني)، وهو مقياس يتدرج من الصفر إلى 14، فما كانت درجته أقل من 7 درجات يصنف بأنه طعام حمضي، وما كان منها أعلى من 7 درجات يصنف بأنه طعام قلوي (قاعدي).
ويؤدي الإكثار من الأطعمة الحمضية إلى زيادة نسبة الحمضية داخل الجسم، ما يخلق عددًا من الأعراض السيئة، كالصداع وآلام المفاصل والعضلات والخمول والإرهاق المزمن، ومشكلات في الهضم، وسوء المزاج، وهذه تتطور مع الوقت إلى أمراض مزمنة، في حين أن الأطعمة القلوية تساعد على تحقيق التوازن الحمضي القلوي المطلوب للتنعّم بصحة جيدة، وفيما يأتي بيان للأطعمة الحمضية والقلوية.
الأطعمة الحمضية
هي الأطعمة التي تزيد درجة الحمضية داخل الجسم، وتشمل السكر المكرر والوجبات السريعة (مقليات ومعجنات وحلويات) والمشروبات الغازية والعصائر المحلّاة والصلصات والأطعمة المعلبة والمعالجة والحليب البقري ومشتقاته واللحوم الحمراء والدقيق الأبيض والأرز الأبيض وغيرها.
الأطعمة القلوية
هي الأطعمة التي تساعد على جعل الجسم في المستوى المتوازن من الحمضية والقلوية؛ كالخضراوات والفواكه والمكسرات والبذور النيئة والزيوت النباتية الصحية.
وبناء على ما جاء سابقًا، ينصح بأن تكون نسبة الأطعمة القلوية في طعامك 80%، ونسبة الأطعمة الحمضية 20% للحفاظ على توازن الحمضية والقلوية داخل الجسم؛ ليتمتع بصحة أفضل.
ختامًا نذكّر بأن التركيز على الغذاء الصحي أمر مهم جدًّا للحفاظ على الصحة، ومقاومة الأمراض المزمنة، إضافة إلى أن الحرص على تحقيق التوازن الحمضي القلوي للجسم يساعد على التمتع بصحة أفضل.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.