لقد تلاشت الفروق والحدود عندما انتشر الإنترنت في كل مكان على الكرة الأرضية، وعلى إثر ذلك نعيش كثيرًا من التغيرات، وهي تلك التغيرات التي لا يلمسها سوى من عاش في مدة ما قبل انتشار الإنترنت، ويعيش في المدة الحالية التي يسطر فيها الإنترنت على نواحي الحياة كلها.
ومن ضمن تأثيرات الإنترنت التعليم المدمج وتأثير التكنولوجيا في العملية التعليمية، فنجد أنه بالإمكان الآن التواصل مع معلمين في دول أخرى لكي يستفيد الطالب من خبراتهم التعليمية، فالآن مع تطور وسائل التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي يملك الطالب والمعلم إمكانية الوصول إلى كم غير محدود من المعلومات.
ما المقصود بالتعليم المدمج؟
قبل سنوات عدة لم تكن فكرة التعلم عن بعد معروفة، لكن اختلف الأمر بعد عام 2020، وتحديدًا عندما ظهرت جائحة كورونا التي انتشرت في أجزاء كثيرة في العالم، ونعيش آثارها إلى يومنا هذا، فبعد كل مدة يظهر متحور جديد لهذا الفيروس، لكن لم تنته آثار هذه الجائحة في الجانب الصحي فقط.
بل امتدت في شتى نواحي الحياة، وأرست مجموعة من التغيرات التي يعتقد أنها ستستمر معنا فيما بعد، ومنها ما المقصود بالتعليم المدمج؟ فما ذلك النوع من التعليم؟
إنه مصطلح يشير إلى الخلط بين التعليم التقليدي الذي يتلقاه الطلبة في الصف الدراسي داخل المدرسة أو الجامعة أو أي مؤسسة تعليمية وبين التعليم بواسطة الإنترنت، أو ما يسمى بالتعلم عن بعد، ففي بداية الجائحة كانت معظم الممارسات التعليمية تجري عن بعد عبر التطبيقات التي ذاع صيتها في هذا الوقت وإلى الآن؛ مثل: زووم وجوجل ميت وغيرهما.
إذن، يجمع التعليم المدمج بين التعلم عبر الإنترنت، والتعلم داخل الفصل الدراسي، ويشمل التعلم عبر الإنترنت تلك المعلومات التي من الممكن أن يصل إليها الطالب بعيدًا عن معلومات المعلم الذي يتعامل معه، بل إنه من الممكن أن يطلع الطالب على شروح معلمين آخرين مسجلة عبر عدة منصات تعليمية، أو عبر قنوات يوتيوب التعليمية، فلم يعد الآن الطالب بحاجة مطلقة إلى المعلم، بل إن دور المعلم الآن يعد دورًا إرشاديًّا أكثر.
التعليم المدمج وتأثير التكنولوجيا في العملية التعليمية
ذكرنا في السطور السابقة تعريف التعليم المدمج، وسوف نتحدث الآن عن مجموعة من النقاط عن تأثير التكنولوجيا في العملية التعليمية، وعن ثراء التعليم المدمج، فتابع معي النقاط التالية:
- لم يعد المعلم المصدر الوحيد للمعلومات للطالب، بل يمكن للطالب التواصل مع معلمين آخرين خارج نطاق دولته، وأيضًا يمكنه الاطلاع على معلومات لا حصر لها من الملفات، ومقاطع الفيديو التعليمية المتوفرة عبر الإنترنت.
- تنشط عددًا من الأساليب التعليمية، ومنها التعليم المدمج كما أشرنا سابقًا، والتعليم المعكوس الذي يعتمد فيه الطلاب على مقاطع الفيديو التعليمية؛ لكي يحصلوا على مزيد من المعلومات غير تلك التي يوفرها المعلم.
- تطورت فكرة العمل على المشروعات والبحوث كنوع من أنواع التعلم الفعّال الذي يخرج الطالب من إطار الكتب الدراسية إلى عالم المعلومات المفتوح.
- اقتصر التعليم فيما سبق على ما يكتب على السبورة، وما يدون في الكتب الدراسية وفي الكتب الخارجية، لكن أصبح التعليم الآن بعد تدخل التكنولوجيا ونمو التعليم المدمج أكثر شمولًا، وأصبح مفتوحًا أكثر على المعلومات المتعلقة بالمواد الدراسية، لكنها أكثر إثراء وغنى.
- اقتصر الوصول إلى المواد التعليمية في الماضي على الكتب الدراسية الورقية، لكن يمكن للطلاب الوصول إلى المواد التعليمية بطرائق عدة، وبمنتهى السرعة، ودون الحاجة إلى طباعتها على الورق.
- تعود الطلاب على استخدام الإنترنت في أمور ذات أهداف سامية بدلًا من اقتصاره على الاستخدام الترفيهي فقط.
- تغير نظرة أولياء الأمور عن الإنترنت والأجهزة الإلكترونية، فبعد أن كانوا ينظرون لها على أنها مجرد أدوات لإضاعة الوقت والتسلية أصبح لها استخدام مهم ومحوري في العملية التعليمية.
- يمكن الآن للطلاب أن يتواصلوا مع المعلمين في أي وقت، ولم يعد يقتصر هذا التواصل على الحجرة الدراسية فقط، بل يمكنك الآن التواصل مع المعلم في غير أوقات الدراسة من أجل إعادة شرح الأجزاء الصعبة في المنهج، ومناقشة الأسئلة التي تشغل بال الطلاب، في ظل مناهج تعليمية أكثر تطورًا تعتمد على فهم الطالب أكثر من الحفظ والتلقين.
- شجع التعليم المدمج والتكنولوجيا الطلاب على التعاون فيما بينهم في عملية مذاكرة المواد التعليمية، وعمل البحوث والمشروعات المتعلقة بالدراسة والاختبارات.
- عززت التكنولوجيا من دوافع العلم، إذ أصبحت تعتمد على الأجهزة التي يفضلها الطلاب.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.