التعليم الرقمي.. قيثارة المعلم ج1

بدأت طفرة ووفرة التعلم الرقمي تغزو المدارس منذ مدة زمنية لا تُعدُّ قليلة، لكنها أحدثت كثيرًا من التغيير، بل أحدثت تحولًا كبيرًا في عملية التعليم. وسوف نركز في الحلقات الأولية من سلسلتنا على التعليم، وهو دور المعلم والإدارة المدرسية، وليس التعلم، وهو المعني به المتلقي أي الطالب.

سأذكر منها دراسات لحالات من واقع تجربتي الشخصية بصفتي معلمة للغة العربية للناطقين بغيرها سابقًا ورئيسة قسم للغة العربية سابقًا أيضًا، لكنني أود أن ألقي الضوء كذلك على الدور الذي أدته دراستي في كلية الهندسة وأنا في مقتبل عمري، وعَمَلي أيضًا مهندسة لنظم المعلومات الجغرافية، ما عزز شغفي بعالم الرقمنة، وبذلك كان له كبير الأثر على عملي في مجال التدريس.

الرقمنة التعليمية

سأبدأ مع بداياتي أنا وزملائي في عالم الرقمنة التعليمية الذي كان غريبًا في بدايته على الجميع، لكن بنسب متفاوتة جدًّا. فقد كانت البداية مع الشاشة الذكية التي هي القاعدة والأداة الأساسية التي ترتكز عليها عملية التعليم التي سأتحدث عنها باختصار شديد كذلك؛ لأن النسبة الكبيرة من القراء لديهم علمٌ بها واستطاعةٌ على التعامل معها أيضًا. -إن انتهيتُ إن شاء الله- لكل من يعمل في مجال التعليم، سوف أبدأ بسلسلة التعلم التي ستكون أكثر إمتاعًا، وسيستفيد منها كثير لما سأستعرضه من دراسات لحالات أحدثت تقدمًا وتحصيلًا دراسيًا جيدًا مع طفرة التعلم الرقمي.

الشاشة الذكية The Smart Board شاشة تتصل بجهاز الكمبيوتر المحمول عن طريق أسلاك مخصصة لذلك

الشاشة الذكية (The Smart Board)

وهي الشاشة التي تتصل بجهاز الكمبيوتر المحمول عن طريق أسلاك مخصصة لذلك، وقد احتكرت إنتاجها في البداية شركات معدودة، لكن مع وجود شاشات التلفاز الذكي، أصبح إنتاجها في متناول معظم شركات الأجهزة الإلكترونية على مستوى العالم. فبواسطة هذه الشاشة، يستطيع المعلم أن يشرح ويستعرض ويكتب ويرسم أيضًا مباشرة على تطبيقات التعليم وعلى تطبيقات Microsoft جميعها، وذلك باستخدام قلم خاص أو بيده إن لم يتوافر القلم.

كانت هذه بداية تعرُّفنا على الشاشة الذكية، ثم جاء دور التعرف على البرنامج الخاص بها الذي يشبه شبهًا كبيرًا تطبيق شرائح العروض التقديمية الخاصة بـMicrosoft الذي وجدنا أن العمل عليه سوف يسهم في اندماج الطلاب، خصوصًا طلاب مراحل رياض الأطفال وأيضًا المراحل الابتدائية؛ لما يحويه هذا البرنامج من ألعاب شائقة ومن إمكانيات تعليمية قوية خاصة بجميع المواد، غير مقتصرٍ فقط على تعليم اللغات.

وما وجدناه هو أنه على المعلم أن يُعدَّ الدروس إعدادًا رقميًّا جيدًا، كي يتمكن من إيصال المعلومة لطلابه عن طريق هذه الشاشة الذكية التي أعدها من منظوري ومن منظور معظم العاملين في مجال التربية والتعليم، طفرةً، بل كما ذكرت سابقًا، تحولًا بزاوية 180 درجة، أي تحولًا من حال إلى حالٍ آخر في مجال التعليم، لكنه مملوء بالتحديات التي سأذكر بعضًا منها على سبيل المثال لا الحصر.

لكن قبل سرد التحديات، أود أن أذكر هنا دور الإدارات المدرسية في دعم المعلم، إذ وفرت الدورات التدريبية المتسقة التي تُقام بصفة دورية، كي يطَّلع ويتدرب على كل ما هو جديد ومتسارع جدًّا في عالم التعلم الرقمي، كما وفرت أيضًا في كل منشأة تعليمية أقسامًا خاصة بصيانة الشاشات الذكية، وأيضًا صيانة دورية لأجهزة الكمبيوتر المحمول الخاص بكل معلم.

من التحديات الخاصة باستخدام الشاشة الذكية كونها معرضة للتلف إن لم تُستخدم بحذر وبطريقة احترافية

تحديات خاصة باستخدام الشاشة الذكية

أولًا: عدم تمكن المعلم من استخدام جميع إمكاناتها بسهولة والتعرف على خباياها التي ستكون أداة مفيدة له، لكن بسبب انشغاله بكثير من متطلبات مهنة التدريس التي تُعد شاقة في معظم المدارس، فليس لديه الوقت لذلك، وفي بعض الأحيان ينعدم الشغف لدى المعلم بسبب أنها مرحلة انتقالية، كما ذكرنا، بين التعليم التقليدي المعتمد على السبورة اليدوية، والتعليم الحديث المعتمد على السبورة الذكية.

ثانيًا: من الممكن أن يتوقف العمل في أي لحظة في أثناء الحصة الدراسية، وذلك لأسباب فنية لا دخل للمعلم بها، حالها كحال أي جهاز رقمي، وهذا قد يسبب إرباكًا ومضيعةً للوقت للمعلم وأيضًا للمتعلمين.

ثالثًا: تحتاج إلى صيانة دورية، ومن الممكن أن تتعرض للتلف إن لم تُستخدم بحذر وبطريقة احترافية.

رابعًا: تسارع الاختراعات الرقمية، وعلى هذا التزايد المستمر في إنتاج التطبيقات الخاصة بالتعليم الرقمي، لا سيما مع وجود تطبيقات الذكاء الاصطناعي المذهلة التي سهلت عملية التعليم وعززت وظيفة المعلم، وهو ما سأستعرضه في الجزء الثالث، وذلك بعد استكمال الحديث عن تطبيقات التعليم الرقمي التي سأذكر منها البعض، وهذا أيضًا على سبيل المثال لا الحصر؛ لأنه باختصار لا يمكن حصرها، وذلك بسبب كثرتها وكثرة الشركات المنتجة لها أيضًا.

أترككم، وكلي شغف لكتابة واستعراض باقي أجزاء هذه السلسلة الشيقة «التعليم الرقمي.. قيثارة المعلم».

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

شكرا جزيلا أستاذ حبيب و سأوافيكم بإذن الله بكل ما هو جديد
أضف ردا

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة