التعلم الإلكتروني.. أنواعه ومصادره ومميزاته وتحدياته

أحدث التعلم الإلكتروني ثورة حقيقية في طرق اكتساب المعرفة وتطوير المهارات، محطمًا حواجز الزمان والمكان التقليدية بفضل تسخيره لقوة التكنولوجيا الرقمية، لم يعد التعلم مقصورًا على الفصول الدراسية، بل أصبح متاحًا للجميع عبر منصات وتطبيقات وموارد رقمية لا حصر لها، ما يفتح آفاقًا واسعة للتعلم الذاتي والتطور المهني المستمر.

يتناول هذا المقال مفهوم التعلم الإلكتروني بعمق، مستعرضًا أنواع التعليم الإلكتروني المتعددة، كالتعلم عبر الإنترنت والتعلم المدمج، ويناقش مميزات التعليم الإلكتروني الجوهرية مثل المرونة والتخصيص، ولا يغفل التحديات التي تواجهه، أبرزها الفجوة الرقمية والحاجة إلى مهارات تقنية وتفاعل اجتماعي.

أصبح مصطلح «التعلم الإلكتروني» أحد المصطلحات المتداولة بكثرة في السنوات الأخيرة؛ نظرًا للتطور الكبير في وسائل التكنولوجيا وأدوات التواصل، ودخول الإنترنت في كل تفاصيل التفاعل البشري، وبذلك أصبحت الاستفادة من هذا التطور في مجال التعليم أمرًا طبيعيًّا ومنطقيًّا، وفتح الباب أمام الأشخاص في كل مكان في العالم للوصول إلى كل مصادر التعليم ووسائل اكتساب المهارات ونقل المعرفة والخبرات بصورة غير محدودة؛ لذا فإن الانعزال عن هذا الواقع وعدم مجاراته سيؤدي إلى عواقب كبيرة، إضافة إلى أن التعامل مع هذا الواقع المتطور دون دراية كافية أو معرفة قوية قد يؤدي إلى العواقب نفسها.

ما التعلم الإلكتروني؟

تتعدد التعريفات التي تشير إلى «التعلم الإلكتروني»، فإنها في النهاية تتحدث عن الموارد الرقمية المتاحة للجميع التي يمكن للمتعلم الوصول إليها من أي مكان في العالم بأدوات التكنولوجيا، ليتمكن من استخدام التطبيقات والمنصات والبرامج والمكتبات الرقمية بغرض الدراسة والتعلم والحصول على شهادة أو دورة أو الانتساب إلى فصل دراسي أو مجموعة علمية أو تدريبية على نحو تفاعلي وسهل ومرن، يضمن له الحصول على أغراضه وتحقيق التطور والتقدم المطلوب، وتجاوز كل العقبات التقليدية التي كانت ترتبط بالزمن والمسافة والإمكانات المادية والجسدية والعمرية، وبذلك أصبح «التعلم الإلكتروني» ميدانًا كبيرًا للناس كلهم على اختلاف ظروفهم وأوضاعهم ومواقعهم.

ما التعلم الإلكتروني

مصادر التعلم الإلكتروني الأساسية

بالتعريف الذي قدمناه عن «التعلم الإلكتروني»، يمكننا الاستنتاج أن عددًا من المصادر التي تُسْتَخْدَم والاستفادة منها في عملية التعلم الإلكتروني من أجل الحصول على كامل الفائدة والتطور، بوضع خطة أو إستراتيجية من الجهات المسؤولة عن تقديم خدمة «التعلم الإلكتروني» تناسب المتعلمين والمتدربين وتساعدهم على تحقيق أهدافهم، ولعل أبرز مصادر «التعلم الإلكتروني» ما يلي:

المنصات التعليمية

تُعد المنصات التعليمية من أهم مصادر «التعلم الإلكتروني» التي شهدت في الفترات الأخيرة إقبالًا هائلًا من راغبي التطور والتعلم في كل المجالات، إذ أصبح من السهل نشر العلوم والخبرات والدورات التعليمية والتدريبية على المنصات، مثل تعلَّم إدراك ورواق وCoursera وedX وUdemy وKhan Academy، بأنواع وظروف متعددة تناسب الجميع، فيستطيع المتدربون والمتعلمون الاستفادة من هذه المواد في أي وقت وفي أي مكان، إضافة إلى أن التكلفة تكاد تكون مناسبة للجميع، بعكس الدورات التقليدية التي تخدم عددًا قليلًا في مواعيد محددة وبمبالغ مرتفعة.

منصة تعلم

البرامج والتطبيقات

تُعد البرامج والتطبيقات أيضًا من المصادر المهمة في عالم «التعلم الإلكتروني»، إذ إنها تمثل كنزًا كبيرًا للمتعلمين والمتدربين بتحميلها على الهواتف المحمولة والأجهزة اللوحية، والاستفادة منها في عملية التعلم الذاتي، والتدرب، والمراجعة، وخوض الاختبارات والامتحانات في أي وقت وفي أي مكان.

ثم إن البرامج والتطبيقات شهدت طفرة كبيرة في السنوات الأخيرة، فتطابق طموحات الأشخاص الذين يبحثون عن المعرفة والتدريب بأنواع متطورة، مثل الأنشطة والتمارين والمسابقات والتحديات والمستويات المتعددة (Gamification)، كتطبيقات تعلم اللغات (Duolingo)، أو البرمجة (SoloLearn)، أو تطبيقات المذاكرة (Quizlet)، وهو ما يجعل التطبيقات والبرامج مناسبة للجميع، وقد يمكن استخدامها أيضًا بجانب الانتساب إلى منصة تعليمية أو حتى إلى جانب التعلم التقليدي وسيلة من وسائل زيادة المستوى ورفع الكفاءة.

المكتبات الرقمية

لعل أبرز مصادر «التعلم الإلكتروني» هي المكتبات الرقمية، التي تضمن كمًّا هائلًا من المواد التعليمية والتثقيفية والتدريبية قد لا تضمها المكتبات التقليدية، فالمكتبات الرقمية تضم مئات الآلاف من المقاطع التعليمية والمراجع والمقالات العلمية ورسائل الدكتوراه والأوراق البحثية التي تنتمي إلى أماكن متفرقة وأزمنة متفرقة التي لا يمكن الوصول إليها بالطرق التقليدية.

المكتبات الرقمية

ثم إن المكتبات الرقمية تحتوي ميزة مهمة جدًا، وهي التحديث المستمر الذي يحدث كل يوم تقريبًا. لذا، فالتعامل مع المكتبات الرقمية كأحد مصادر «التعلم الإلكتروني» أمر ضروري ومفيد، وربما يكون مجانيًا في معظم الأحيان.

الفصول الافتراضية

مع أنَّ مسألة «الفصول الافتراضية» قد ظهرت وانتشرت بدرجة كبيرة بعد جائحة كورونا، فإنها أصبحت واقعًا مرضيًّا لعدد من رواد العملية التعليمية، سواء المدرسين والمعلمين والمدربين أو حتى المتدربين والمتعلمين، إذ سمحت «الفصول الافتراضية» بإنشاء مناخ تعليمي يجمع الطلبة والمعلمين.

ويسمح بشرح المحتوى التعليمي بطريقة افتراضية يتضمن عددًا من أوجه التفاعل وطرح الأسئلة وعقد الاختبارات، دون اللجوء إلى النمط التقليدي في التعليم، لذا زالت كثير من العقبات التي كانت موجودة في العملية التقليدية مثل المكان والزمان والتنقل، وكثير من الصعوبات التي اُسْتُبْدِلَت بالإنترنت وأجهزة الاتصال، سواء الهواتف أو الأجهزة اللوحية أو حتى أجهزة الكمبيوتر.

أنواع التعلم الإلكتروني

مع الحديث عن مصادر «التعلم الإلكتروني»، قد يظن معظم الناس أن «التعلم الإلكتروني» مرتبط بطريقة واحدة ونمط واحد في التعلم، لكن الأمر يتسع ليشمل عددًا من أنواع التعلم الإلكتروني التي تناسب ظروف كل شخص وأهدافه، وهو ما يجعلنا نستعرض أشهر أنواع التعلم الإلكتروني:

التعلم عبر الإنترنت

هذا النوع من «التعلم الإلكتروني» هو ما يكون بـ«الفصول الإلكترونية» و«المنصات التعليمية» التي ينتسب إليها الأشخاص، إذ يُعْلَن عنها بما يتضمن الشروط والمواعيد والتكاليف، يشمل هذا النوع التعلم المتزامن (Synchronous) عبر الفصول الافتراضية المباشرة، والتعلم غير المتزامن (Asynchronous) الذي يتيح للمتعلم الوصول للمواد في أي وقت يناسبه.

ويوجد عدد من أنواع «التعلم الإلكتروني» عبر الإنترنت تُقَدَّم مجانًا لخدمة قطاع عريض من الناس، خاصة تلك الخدمات التي تقدمها الجامعات الأهلية والمؤسسات التي لا تسعى للربح.

التعلم عبر الإنترنت

لذا فإن مجال «التعلم الإلكتروني» عن طريق الإنترنت يتسع للجميع مهما كانت إمكانياتهم وظروفهم، لكن الأمر يحتاج إلى كثير من الجدية والعمل لتحقيق الأهداف، وعدم التعامل مع الأمر بعدِّه وقتًا للتسلية والمتعة، دون الوضع في الحسبان أن «التعلم الإلكتروني» يشبه «التعلم التقليدي» في أغراضه والحالة الانضباطية التي يتطلبها الأمر للوصول إلى نتائج حقيقية على أرض الواقع.

التعلم عن بعد Distance Learning

ربما سمعنا من قبل عن هذا المصطلح، وهو يُعد نوعًا من أنواع «التعلم الإلكتروني»، إذ تُسْتَخْدَم الوسائل الإلكترونية ووسائل التواصل التكنولوجية لتحقيق غاية التعلم، وهو ما يحدث مثلًا في المؤتمرات التي تُقام بالفيديو، إذ يحضر إلى المؤتمر ويشارك فيه الباحثون والأساتذة والمشاهدون والمتابعون والمهتمون بأعمال المؤتمر عن طريق الفيديو، ثم إن كثيرًا من المؤتمرات التي تُقام في مكان محدد بصورة تقليدية، وتُستخدم فيها أيضًا تقنية الفيديو من أجل استضافة باحث أو أستاذ أو ضيف على المؤتمر ليُقدّم توصياته أو معلوماته أو مشاركاته من أي مكان في العالم، وهو ما يُعد وسيلة من وسائل «التعلم الإلكتروني» عن بعد.

ثم إن استخدام الوسائل الإلكترونية الأخرى مثل البريد الإلكتروني وتطبيقات التواصل في مناقشة الرسائل العلمية وإرسال البحوث وتبادل الخبرات التعليمية يُعد أيضًا من وسائل «التعلم عن بعد» التي تصب في النهاية في «التعلم الإلكتروني».

التعلم المدمج Blended Learning

مع أنَّ «التعلم المدمج» يعتمد في فكرته على دمج أو جمع «التعلم الإلكتروني» و«التعلم التقليدي»، فإنه يُعد من أكثر أنواع التعلم نجاحًا في الوصول إلى الأهداف التعليمية، إذ يمكن دمج «التعلم الإلكتروني» إلى «الفصول الدراسية التقليدية» ليتلقى الطلاب والمتدربون جزءًا من تعليمهم وتدريبهم على نحو تقليدي، وجزءًا آخر عن طريق الحقائب التدريبية الإلكترونية، والمحتوى الذي يُقَدَّم عبر الإنترنت، واستخدام المكتبات الرقمية والتطبيقات التكنولوجية التي تساعدهم على المراجعة والحفظ وخوض الاختبارات والأنشطة، بطريقة تسهم كثيرًا في عملية التعلم؛ لذا فإن عددًا من دول العالم قد اتجهت فعلًا لتطبيق فكرة «التعلم المدمج» بعدِّها أنجح أأنواع «التعلم الإلكتروني» حتى الآن.

التعلم المدمج

مميزات التعلم الإلكتروني

مع أنَّ «التعلم الإلكتروني» أصبح واقعًا لا يملك أحدهم رفاهية إنكاره أو عدم التعامل معه، على المستوى الفردي والمستوى الجماعي، فإن معرفة الناس بمميزات «التعلم الإلكتروني» قد يكون لها أثر كبير في تحفيزهم ورفع مستوى القبول والتفاعل مع «التعلم الإلكتروني»، وقبول التطورات والتغيرات المستمرة بشيء من الحب والحماس. ولعل أبرز مميزات «التعلم الإلكتروني» ما يلي:

المرونة والحرية

أبرز ما يميز التعلم الإلكتروني هو المرونة وهو ما لم يكن متاحًا أو موجودًا بدرجة كافية في التعلم التقليدي، ولعل الأجيال السابقة تعرف ذلك جيدًا، فالتعلم الإلكتروني يمنح الطلاب كثيرًا من الحرية في اختيار أوقات دراستهم وتنظيمها بما يتناسب مع ظروفهم واحتياجاتهم الأخرى، وربما بما يتطابق مع أوضاعهم الصحية والنفسية، دون التقيد بالجداول الزمنية المحددة ومواعيد الاختبارات الثابتة التي قد تتعارض مع الظروف الشخصية، وربما قد يتسبب الأمر في مشكلات كبيرة على المستوى العام إذا طرأت ظروف طارئة مثل «جائحة كورونا» على سبيل المثال، أو حدثت كارثة طبيعية أو حتى ظروف مناخية قد تعيق العملية التعليمية التقليدية.

مميزات التعلم الإلكتروني

وبذلك يمنح التعلم الإلكتروني حرية اختيار التوقيت ووسائل التعلم والتدريب، ويمنح -في كثير من الأحيان- اختيار المعلم والطريقة المناسبة، وهو ما لا يدع أي مجال لترك العلم والتدريب واكتساب المهارات والتطور المستمر أمام أي شخص، تحت أي ظروف.

التخصيص وتلبية الاحتياجات الفردية

الميزة الأخرى التي يمنحها التعلم الإلكتروني هي ميزة التخصيص، إذ يمكن لكل طالب أن يتخصص بالشكل الذي يناسب احتياجاته ويتوافق مع مهاراته، وهو ما يجعل من عملية التعلم في حد ذاتها متعة كبيرة، كما يجعل لها -بعد ذلك- فائدة أكبر وفعالية هائلة من قبل المتعلم.

وهو ما يصب في النهاية في مصلحة المجتمع الذي سيحظى بمتخرجين ذوي مهارات متعددة، وإمكانات تطابق سوق العمل، وتجاري ميولهم، فلا نجد شخصًا يعمل في مهنة لا تناسبه ولا يحبها، وكذلك لا يحدث فجوة كبيرة بين الخريجين وبين احتياجات المجتمع.

التقييم المستمر والفوري

كذلك فإن التقييم المستمر يعد من أهم المميزات التي تصب في صالح التعلم الإلكتروني، إذ يتيح إمكانية تقييم الطلاب على نحو مستمر، من أجل الوقوف على المستويات التعليمية والتدريبية، والبحث في الاحتياجات، والتعامل مع العقبات التي تظهرها النتائج، وهو ما يمنح عملية التعلم القدرة على التطور والوصول إلى أهدافها في أسرع وقت، وأقل تكلفة على مستوى الوقت والجهد، خلافًا لما يحدث في عملية التعلم التقليدية التي ترتبط بمواعيد محددة للتقييم، قد لا تتطابق مع كل الطلاب أو مع كل مجالات التعلم.

تقييم الطلاب في التعلم الإلكتروني

وهو ما يجعل من التعلم الإلكتروني فرصة هائلة للأشخاص ذوي القدرات الإبداعية والظروف الخاصة، ما يمكنهم من التعلم على النحو الذي يناسبهم، وتقييم أنفسهم في أي وقت وتحت أي ظروف، ومعرفة ماذا يتطلب الأمر للوصول إلى الأهداف والنتائج.

تحديات التعلم الإلكتروني

هذا الكلام الطيب الذي وضحناه عن مفهوم التعلم الإلكتروني ومميزاته وأنواعه، يقودنا إلى أمر لا بد من الحديث عنه، وهو العقبات والتحديات التي قد تعوق مسيرة التعلم الإلكتروني أو تمنع الأشخاص والمجتمعات من الاستفادة من هذا الكنز الكبير.

ولعل أبرز تحديات التعلم الإلكتروني ما يلي:

كبرى المشكلات التي تواجه الأفراد والجماعات في مسألة التعلم الإلكتروني هي التكنولوجيا نفسها، فعلى الرغم من أن التكنولوجيا أصبحت متاحة للجميع؛ فإنها في الحقيقة أيضًا تحتاج إلى إمكانيات مادية قد لا تتوافر لبعض الجماعات والأفراد، وربما الدول والمؤسسات، وهو ما يجعل فكرة التعلم الإلكتروني فكرة أو حلم فحسب.

فكيف يتعلم الطلاب إلكترونيًّا دون وجود أجهزة كمبيوتر أو أجهزة لوحية؟ وكيف يمكن تحقيق هذا الأمر دون وجود إنترنت بجودة مناسبة وعلى نحو مستمر، فلا تنقطع الخدمة لظروف تقنية تتعلق في الأساس بالوضع المادي للمؤسسة أو الدولة أو الجماعة أو الفرد؟

كذلك، فإن التعلم الإلكتروني يتطلب مجموعة من المهارات لدى الفرد، سواء كان المعلم أو المدرس أو المدرب، أو من الناحية الأخرى الطالب أو المتدرب، فلا يستطيع أي شخص أن يستفيد من منظومة التعلم الإلكتروني، إلا إذا كان يمتلك مهارات التعامل مع هذه الأجهزة والتطبيقات، ويجيد اللغات والقدرة على التواصل التي تبدو مهارات منطقية، لكنها قد تكون عقبة أو تحديًا لدى بعض الناس كأفراد أو كمجتمعات.

تحديات التعلم الإلكتروني

التحدي الأكبر الذي يواجهه التعلم الإلكتروني هو التفاعل الاجتماعي، الذي ربما يفقده الأشخاص نتيجة انخراطهم في أجهزة الكمبيوتر والهواتف والأجهزة اللوحية والإنترنت والفصول الإلكترونية والمنصات التعليمية، وهو ما قد يؤثر في الطبيعة الإنسانية، وقد يؤدي إلى خفض معدل التحفيز.

فعلى الرغم أن التعليم التقليدي به عدد من المشكلات والعقبات والتحديات أيضًا، فإنه كان يتيح التفاعل الاجتماعي تفاعلًا كبيرًا، ما يساعد على بناء الشخصية، ويضع الحوافز أمام الطلاب والمتدربين، ويمنح كثيرًا من المهارات الاجتماعية التي يحتاج إليها الأشخاص؛ لذا فإن فكرة التعلم الإلكتروني قد يكون لها جانب سلبي يحتاج إلى التعامل معه بجدية، من أجل الاستفادة من المكاسب وعدم الوقوع في فخ الخسائر.

ويمثل التعلم الإلكتروني نقلة نوعية ومستقبلًا واعدًا لنشر المعرفة وتطوير القدرات البشرية، مقدمًا حلولًا مبتكرة لتجاوز قيود التعليم التقليدي، بفضل مرونته وقدرته على التخصيص وإتاحة الوصول لمصادر هائلة؛ فإنه يفتح الأبواب أمام الجميع للتعلم المستمر مدى الحياة، ومع ذلك، تبقى تحديات مثل ضمان المساواة في الوصول الرقمي (العدالة الرقمية)، وتطوير المهارات اللازمة، والحفاظ على الجانب الإنساني والتفاعل الاجتماعي، وضمان الجودة والاعتماد على قضايا محورية تتطلب حلولًا مبتكرة وتعاونًا مجتمعيًا، إن الاستثمار الواعي في البنية التحتية وتدريب المعلمين والمتعلمين، مع تبني نماذج التعلم المدمج التي تجمع أفضل ما في العالمين، وتطوير آليات لضمان الجودة والاعتراف بالشهادات، هو السبيل لتعظيم فوائد التعلم الإلكتروني وبناء مجتمعات معرفة قادرة على مواجهة تحديات المستقبل.

وفي نهاية هذا المقال الذي حاولنا من خلاله التعريف بفكرة التعلم الإلكتروني، والإشارة إلى أهم أنواعه ومميزاته، وكذلك التحديات التي قد تواجه التعلم الإلكتروني، نرجو أن نكون قد قدمنا لك المتعة والإضافة، ويسعدنا كثيرًا أن تشاركنا رأيك في التعليقات، ومشاركة المقالة على مواقع التواصل لتعم الفائدة على الجميع.

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة