التعريف بعلم الاجتماع وأهميته

تشترك كل العلوم الإنسانية في دراسة الظواهر الاجتماعية التي يمكن تعريفها في كثير من البساطة والدقة.

وفي الوقت نفسه بأنها: "التصرفات الإنسانية التي توجد على درجة معينة من الانتشار في مجتمع معين وفي وقت معين".

اقرأ أيضًا مفاهيم في علم الاجتماع: مسألة البنية والطريقة

دراسة الظواهر الاجتماعية

فالزواج ظاهرة اجتماعية؛ لأنه تصرف يمارس في المجتمع بدرجة معينة من الانتشار، والطلاق يعد في الوقت نفسه ظاهرة اجتماعية؛ لأنه يمارس في المجتمع بدرجة معينة من الانتشار، وعلى الرغم من أن الظاهرتين تعدان اجتماعيتين لكن درجة أو نسبة انتشار كل منهما في المجتمع تختلف عن الأخرى.

إن العلوم الإنسانية عامة تقوم بدراسة الظواهر الاجتماعية، ولكن الظواهر الاجتماعية نجدها في العادة على درجة معينة من التركيب والتعقيد.

إن أية ظاهرة اجتماعية نجد لها جوانب متعددة، منها الجانب الاقتصادي والثقافي والسياسي والديني ... إلخ.

فالأسرة مثلًا ظاهرة اجتماعية لها جوانبها الاقتصادية والدينية والقانونية والسياسية وخلافها، ويمكن أن تكون مجالًا لدراسة الباحث في العلوم الاقتصادية أو السياسية أو الدينية أو القانونية.

إن الباحث في علم الاجتماع يهمه في دراسته للظاهرة الاجتماعية أنها ظاهرة إنسانية تحدث في المجتمع الإنساني، وإن هناك من الظواهر ما نراه ممثلًا في كل المجتمعات البشرية قديمها وحديثها، متخلفها ومتقدمها.

اقرأ أيضًا ابن خلدون: عبقرية تفوقت على زمانها وأفكار شكلت التاريخ (1332م-1406م)

فلسفة ابن خلدون

توجد قوانين تتحكم في الظواهر الاجتماعية، وقد راودت المفكرين القدماء، ونجدها واضحة في فلسفة ابن خلدون في القرن الرابع عشر الميلادي، حين رأى أن الظواهر الاجتماعية ليست ظواهر عشوائية، بل هي ظواهر لها نوع من النظم ولها ما يتحكم فيها من قوانين.

وما يقال عن محاولة العالم الاجتماعي ابن خلدون يمكن أن نقوله عن محاولة العالم الإيطالي كورادوجيني في القرن العشرين حينما حاول أن يضع قانونًا لنشأة وتطور واضمحلال المجتمعات الإنسانية وفق قواعد معينة يجتازها المجتمع في نشأته ثم ازدهاره وفنائه.

ومن الملاحظ أن كلًّا من ابن خلدون وكورادو جيني قد أراد أن يطبق نظريته أو قانونه على المجتمعات الإنسانية عامة، بصفته قانونًا تخضع له هذه المجتمعات في كل زمان ومكان.

إن كلمة Sociologie نفسها لم تظهر إلا نحو سنة 1830م حينما صاغها أوجست كونت ثم شاع استعمالها واعترف بها في اللغات الأخرى.

فنجدها في الإنكليزية Sociology وفي الألمانية Soziologie وفي الإيطالية Sociologia، حتى في اللغة العربية كثيرًا ما يستخدم الاصطلاح الأجنبي نفسه إلى جوار الاصطلاح العربي (علم الاجتماع).

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة