سنا السباعي أكتوبر 16, 2022, 1:05 م

التعبير عن الذات والمشاعر وما حولهم

نحن نعبِّر؛ لأنَّنا نشعر بالامتنان، والتَّعبير نعمة وعطيَّة من عطايا المنَّان، تُجبر قلوب النَّاس عندما نعبِّر لهم عن محبتنا، وترتقي بروحنا نحن لأسمى درجات النقاء والتصالح مع الذات، وأمَّا في حالة تعبيرنا عن السَّعادة فهنا نتشاطر الفرح مع من شاطرونا صعوبة الطريق، وخاصة لو عبَّرنا عن سعادتنا بالنَّجاح، ذلك الاحتضان المشترك بيننا وبين داعمينا في طرقاتنا الصّعبة المليئة بالعقبات والإخفاقات، فهؤلاء النّاس هم من يعينوننا على النُّهوض..

أمَّا عن مشاعرنا الحزينة والضّعيفة الّتي نادرًا ما نتكلَّم عنها؛ لأنَّ النّاس السَّطحيين عمومًا في هذه الحياة المعقّدة تحبُّ رؤية ومعرفة الفرح غالبًا، وليس لهم أيُّ علاقة بهمومك إلا البعض، لذلك أنعم علينا ربنا بنعمة الدَّمع حتى نبكي ونعبِّر سواء لوحدنا على وسائدنا العزيزة أم على كتف من نَعُدُّه أمانًا، وغالبًا لو بكينا سنبكي على أكتاف الأصدقاء والدَّاعمين لنا في طرقنا الصعبة، أولئك النّاس الأوفياء الأنقياء النَّادرين الذين قلَّ ما نجدهم، إن وجدتموهم شدُّوا عليهم بقلوبكم وأرواحكم، وكما رافقوكم بمشقتكم وسعادتكم رافقوهم في كلِّ وقت وكلِّ حالة؛ لأنهم لا يُعَوَّضون.

إنَّ التعبير هو ما يجعلنا أفضل من الداخل، هو ما يحيينا، ويقربنا من الناس، فيتحول بعض الأشخاص لعائلة قريبة وملازمة لروح الإنسان، كدرها من كدره، وسعادتها من سعادته، كم ذهب أناس من حياتنا أو حياة الآخرين، وكان في صدورنا وصدورهم آلاف الكلمات التي نحملها لهم، وفجأة وجدنا أنَّ الوقت قد فات على قولها؟ كم وقفة في الحياة كان التّعبير فيها حلًّا لمشكلة أو إنقاذًا لحياة الآخرين؟

التعبير بمختلف أشكاله وخاصَّة الكلمة الطَّيبة منه هو فعلًا صدقة ونعمة كبيرة، النّاس قلوبها متعبة، فلنكن نحن اللِّين بكلماتنا، وتعبيرنا عن مشاعرنا، لنعش الحياة ببساطة ونطلق العنان لدقائق شعورنا، كلُّ الفراشات جميلة عندما تكون حرَّة تحلِّق عاليًا كالتَّعبير عن المشاعر.

بقلم سنا السباعي

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة