من أروع النصائح التي تُقال للأزواج الجدد "إن لم تكن لديكم الرغبة في احتضان أبنائكم بين الحين والآخر، فلا تزيدوا عدد الأحياء، ولا تنجبوا شخصًا من أجل أن تجعلوه يتمنى الموت إذا أصبح حزينًا".
اللهَ اللهَ في أولادكم، كن صانعًا للبسمة على شفاههم، أيها الأب، أيتها الأم، أيها المعلم، أيتها المعلمة، كونوا صُناعًا للسعادة في حياة صغاركم في البيت والمدرسة، اجعلوهم يُقبلون على الحياة وكلهم أمل ورغبة في حاضر ومستقبل مشرق.
كيف نتعامل مع أطفالنا؟
إذا كان العصر الذي نعيشه ونحياه مليئًا بالضغوط الاقتصادية والأعباء المعيشية والغلاء والوباء وكل ما من شأنه أن يجلب الهموم والأحزان، كن أنت شعاع النور لطفلك في هذا العالم الكئيب.
إنه لمن المحزن عندما نسأل أطفالنا: كم مرة تبيت حزينًا؟ فتكون الإجابة صادمة، كونها تكشف عن واقع أليم يعيشه هؤلاء الأطفال لا ذنب لهم في كل تفاصيله.
كن صانعًا للسعادة والبسمة في البيت، المدرسة، المسجد، وفي كل مكان يوجد فيه زهرة من زهرات قلوبنا وفلذات أكبادنا.
أيها الأب المتعب بعد يوم عمل شاق، دع لحظة وصولك البيت سعادة وفرحًا لصغارك الذين يشتاقون لعودتك، احتضنهم، قبِّلهم، امسح على رؤوسهم، أشعرهم بقربك منهم، وبأنك العون والسند والظهر الذي يدفع عنهم كل مكروه.
أيها المعلم، أيتها المعلمة، أرجوكم، لا تجعلوا أطفالنا يعودون إلى البيت والدموع في أعينهم بسبب جفاء أسلوبكم وقسوة معاملتكم، أشعروهم أنكم تحبونهم وأنهم مثل أولادكم، كي يشتاقوا للعودة في الصباح الباكر إلى مدرستهم، إلى فصلهم، إلى مقعدهم ورفاق دربهم.
نصائح للتعامل مع الأبناء
إلى الشيخ المحفِّظ لكتاب الله، أولادنا أمانة في عنقك، فاجعل تلاوة القرآن وحفظه عن ظهر قلب مبتغاكم، كن لهم قدوة ومثالًا يُحتذى بأخلاقك وعلمك وأدبك وجمال صوتك ودقة أحكامك وعذوبة نطقك.
إلى الإمام والخطيب والمؤذن والعامل وعوام المسلمين، عندما يأتي أطفالنا الصغار إلى المسجد، يلعبون ويلهون، فلا تزجروهم، ولا تطردوهم، ولا تضربوهم، لا ترده إلى بيته حزينًا، وقد قصد بيت الله راجيًا الاستقامة على صراطه، داعبوهم بالكلمة الطيبة، الابتسامة الجميلة، النصح الرشيد، القلب الأبوي الحاني، اجعلوهم يسعدون في بيت الله ثم بيتهم عندما يعودون إليه وكلهم رغبة للعودة إليه مجددًا، تشبهًا بمن قال رسول الله في حقهم "ورجل قلبه معلق بالمساجد".
لسان حال أطفالنا "أبي… أمي… معلمي… شيخي… يكفيني ما أجده من هموم وأحزان في الشارع ومع الناس، أعطوني أملًا في غد أفضل… بيتي، مدرستي، مسجدي، ماذا يتبقى لي من الدنيا إذا ضاقت بي؟ !".
ما أقوله يعيه جيدًا الآباء الذين يعودون لبيتهم بعد عناء يوم طويل، ومع وضع قدمه في البيت واحتضانه لطفله الذي ينتظره بشوق كبير، تزول كل الآلام، فإن أتعبك مديرك في العمل، فقل بينك وبين نفسك: لا يهم فإن بيتي بأولادي وزوجتي هو جنتي.
كيف أجعل ابني أو ابنتي سعيدًا؟
إذا لم تصدقوني فانظروا إلى تلك المرأة التي تزوجت قبل نحو عشرين عامًا ولم ترزق الولد أو البنت، تمنت لو أنجبت نصف ولد تسعد بقبلته واحتضانه.. فيا لتعاسة قلب تلك الأم.
معاشر الآباء والأمهات، أذكِّركم بأن أحب الأعمال إلى الله سبحانه وتعالى سرور تدخله على قلب مسلم، فما بالك إذا كان ابنك من صلبك، من لحمك ودمك، لا شك بأن الأجر مضاعف.
ليس هذا فحسب، بل إن ترضية الصغير والتسلية عنه وقت حزنه له ثواب كبير، وانظر أخي المربي إلى نبيك محمد صلى الله عليه وسلم وهو يواسي طفلًا مات الطائر الذي كان يلعب به، وكان يُدعى أبا عمير، فكان صلى الله عليه وسلم يواسيه قائلًا: يا أبا عمير، ما فعل النغير.
أثر الدعاء على النفس
إن مفتاح سعادة الطفل يكمن في دعاء والديهم الطيب لهم، والعكس صحيح، فإن سبب شقاء كثير من الأبناء كان في دعاء والديهم عليهم بسوء؛ لذلك حذَّر النبي الخاتم من الدعاء على الأبناء، حتى لا توافق ساعة إجابة، فيستجيب الله دعاء الوالدين على أبنائهم.
وانظر أخي المربي رعاك الله إلى الأوامر الإلهية التي جاءت مفعمة بالأمل والتفاؤل ومنها: "لا تهنوا" و"لا تحزنوا" و"لا تقنطوا" في دعوة صريحة إلى الإقبال على الحياة بروح مرحة ونفس مطمئنة وقلب راضٍ.
تقول إحدى الفتيات " كنت ابنة مدللة، وكم أتعبت أمي وعارضتها، حتى إنها كانت تدعو عليَّ قائلة: الله يبعد بلادك عني ويريحني منك". تقول الفتاة: مرت الأيام وكبرت وتزوجت رجلًا يعمل في الصحراء.
أذكر دومًا دعاء أمي لي "روح يا ابن بطني، ربنا يحبب فيك خلقه، والحصى في أرضه" فلا أطأ موضعًا إلا وأجد فيه القبول والمعاملة الحسنة بفضل دعوة أمي.. فاجعلوا دعاءكم لأبنائكم لا عليهم.
جميل يا دكتر .. أحسنت .. انها نصائح من قلب متخصص .. بارك الله لك .. برجاء يا دكتر قراءة مقالاتي وابداء رأيكم ..
جزاكم الله خيرا
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.