التعافي من سموم البشر

التعافي من الأشخاص السامين لم يكن سهلًا، لكنه كان ضروريًا، لم يكن مجرد قرار بسيط، بل رحلة طويلة وممتلئة بالتحديات. في البداية، لم يكن من السهل الاعتراف بأن هناك من تسبب في الأذى النفسي والعاطفي، لكن مع مرور الوقت، أصبح من الواضح أن بعض العلاقات كانت تسرق السلام الداخلي، وتغرس الشكوك والخوف دون سبب واضح.

بدأت الرحلة عندما أدركت أن بعض الناس لا يستحقون مكانًا في حياتي، كانوا يتظاهرون بالمودة، لكن كلماتهم وتصرفاتهم كانت تجرحني على نحو خفي. هؤلاء الأشخاص كانوا يملأون حياتي بالتوتر والقلق، وكانت علاقتي بهم تستنزف طاقتي باستمرار. كان لا بد من خطوة أولى: الابتعاد.

لم يكن الانسحاب منهم سهلًا، فقد كنت معتادة عليهم، لكنني قررت أن أضع راحتي النفسية في المقام الأول. بدأت بالتقليل من التواصل، ثم توقفت عن محاولة إرضائهم. مع الوقت، أدركت أن الحياة بدونهم أكثر هدوءًا وصفاءً. لم أعد مضطرة للقلق بشأن كلماتهم السلبية أو تصرفاتهم الجارحة.

ثم جاء الصمت، لكن ليس صمت الاستسلام، بل صمت الاستماع إلى نفسي. وجدت أنني كنت أعيش في ضوضاء أفكارهم، وكانت آراؤهم تطغى على صوتي الداخلي. عندما بدأت أستمع إلى نفسي، فهمت ما أحتاج إليه حقًّا، وما يجب أن أتركه وراء ظهري.

بعد ذلك، بدأت مرحلة الترميم. قررت أن أهتم بنفسي كما أهتم بشخص عزيز علي. قرأت كتبًا ملهمة، مارست هواياتي المفضلة، وسافرت إلى أمكنة جديدة. لم يكن الهدف نسيان الماضي، بل بناء مستقبل أكثر صحة وسعادة. لم أعد أرغب في الانتقام أو في الحصول على اعتذار، بل أردت فقط أن أشعر بالسلام الداخلي.

التسامح كان جزءًا مهمًّا من هذه الرحلة. لم يكن من أجلهم، بل من أجلي. لم يكن معناه أن أنسى أو أبرر ما فعلوه، لكنه كان قرارًا بعدم السماح لهم بالتحكم في مشاعري بعد الآن. كان معناه أنني اخترت أن أمضي قدمًا دون غضب أو كراهية.

وفي النهاية، لم أشعر بالندم. شعرت بالقوة. شعرت أنني أصبحت أكثر وعيًا بقيمتي، وأكثر قدرة على اختيار من يستحق البقاء في حياتي. كان السلام الداخلي هو المكافأة الكبرى، وكان يستحق كل خطوة صعبة قطعتها في رحلتي نحو التعافي.

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقال جميل جدا استمري
أضف ردا

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

🩷🩷🩷جَمل الله أيامك
أضف ردا

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.