ينتشر وباء كورونا بين الناس انتشار النار في الهشيم، وخلال ما يقارب ستة أشهر تجاوز عدد الإصابات في العالم ال خمسة ملايين شخص والوفيات "ال 33000 ". المرض لا يستثنى أحدا، فقد هاجم رئيس وزراء بريطانيا بوريس جونسون، وولي العهد البريطاني الأمير تشارلز وهاجم في فرنسا أمير موناكو ألبير الثاني وكُتِبَ لهم النجاة في حين توفي رئيس تحالف القوى الوطنية الليبي ورئيس وزراء ليبيا الأسبق محمود جبريل إثر إصابته بالفيروس. كما توفي رئيس الكونغو (برازافيل) الأسبق جاك يواكيم يومبي أوبانغو إثر إصابته بفيروس كورونا. واخرين من مختلف المواقع والصفات. لا يفرق المرض بين غني وفقير، او كبير او صغير، او رجل او امرأة. فالكل عرضة للإصابة إذا لم يطبقوا إجراءات السلامة والوقاية، ولا أحد يضمن نجاة مصاب بالمرض سوى الأجل وإرادة الله تعالى.
ولهذه الأسباب، وطالما ان الوباء قد يهاجم أي من افراد الاسرة عندما لا يلتزم بإجراءات الوقاية فأن مسؤولية كل فرد من افراد الاسرة هي حماية باقي الافراد، والتضامن من اجل السلامة، فليس كل شاب ينجو من الموت لا سامح الله عند اصابته بكورونا، وليس كل رجل كبير في السن يمكن ان يموت. لكن احتمالات الوفاة لدى كبار السن أكثر، وان الوباء قد فتك بكبار السن في الدول الاوربية التي ترتفع فيها معدلات العمر. ففي اسبانيا على سبيل المثال توفى18056 مصابا بوباء كورونا كانت نسبة الوفيات من بين المودعين في دور رعاية المسنين 57%، وفي ايرلندا 54%، وفي إيطاليا 53%.
ان التضامن المطلوب بين افراد الاسرة في هذا الظرف القاسي ضرورة ملحة، فلربما ان الشاب لا يأبه للإصابة، ويتصرف تصرفا غير مبال، كمخالفة إجراءات السلامة أو مخالطة أصدقائه أو ممارسة هواياته، فيكون عرضة للإصابة. وبالتالي يمكن ان ينقل الفايروس الى داخل الاسرة، وربما نتج عنه إصابة الاب والام ووفاتهما، عند ذلك فأن شعور ناقل العدوى بالذنب وتسببه في قتل والديه يُمَثِل جريمة لا تغتفر.
ومن الممكن ان يكون دور رب الاسرة في نقل المرض الى افراد اسرته، من خلال تعرضه للإصابة جراء عدم الالتزام بإجراءات السلامة والوقاية المطلوبة منه. ان التفكير في كيفية انتقال العدوى خاصة بعدما تعرّفت البشرية الى اعراض كورونا وطرق انتقاله، سيكون فيه جانب من التقصير من قبل ناقل العدوى الذي عليه ان يراجع المؤسسات الطبية ويعزل نفسه حتى عن أصدقائه المقربين والناس الأبرياء حال شعوره بتلك الاعراض. التسلية وانتهاك القوانين واللا ابالية في زمن الكورنا انما هي نوع من اللعب في النار.
يتذكر كل من رأى أحد المصابين بكورونا من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، وهو يبصق بيده ويمسح، مقابض أبواب المصاعد الكهربائية قائلا "لن اغادر لوحدي"، الحقيقة فأن هذا السلوك يمثل جريمة بموجب احكام القانون لمساهمته بنقل العدوى. وليس ثمة فرق بين مصاب بأعراض كورونا يمتنع عن مراجعة المؤسسات الصحية ويختلط بعائلته والمجتمع غير ابها بنقل العدوى للأخرين وبين من ينقل العدوى متعمدا إضرار الغير.
فالمطلوب من افراد الاسرة وهم اللبنة الأساس في البناء الاجتماعي ما يلي:
- تطبيق إجراءات منع التجوال حرفيا.
- تجنب المصافحة والتقبيل وتبادل التحيات بالإشارات.
- منع الأطفال من اللعب في الشارع والاختلاط مع أطفال اخرين، وتعليمهم إجراءات الوقاية من الفايروس.
- عدم الخروج من الدار الا لأغراض التسوق، على ان يرتدي الكفوف والكمامات.
- استخدام المعقمات بعد كل عملية تبضع او قيادة سيارة او القيام بفعالية خارج الدار.
- عدم الدخول بين تجمعات الافراد، وانتظار ان يخف التجمع.
- عدم تلبية دعوات الولائم او الاعراس او المأتم.
- الصلاة في البيت وفقا لتعليمات المراجع الدينية المختصة.
- غسل الفاكهة بالمواد المعقمة.
- عدم تبادل الزيارات مع الأصدقاء والاقارب، ويعتبر تطبيق الوتز والفايبر على الهواتف والحاسبات بديلا لتواصل صورة مع صوت.
- محاولة تجنب التدخين قدر الإمكان حيث ان المدخنين عرضة للإصابة أكثر من غيرهم.
- مراجعة الدوائر الصحية او عيادات الأطباء حال الشعور بأعراض كورونا.
- عدم الجلوس بين عدد كبر من المرضى في عيادات الأطباء وانتظار دوره خارج غرفة الانتظار في حلة وجود زخم من المرضى..
- عدم التزاحم على منافذ تسليم الرواتب والمصارف وترك مسافة كافية بينه وبين الذي يسبقه وانتظار دوره.
- عدم المشاركة في اية احتفالات او مناسبات لحين انتهاء الجائحة.
هذا قليل من كثير، يقع على عاتق افراد الاسرة تجاه بعضهم، ان الموت في زمن الكورونا يمثل كارثة حقيقية بالنسبة للأسرة، حيث لا يدفن الميت في المقابر الاعتيادية، ويدفن على عمق عدة أمتار تحت الأرض، ويتجنب الناس جثته خوفا من العدوى، نسأل الله ان يقي عباده شر هذا الوباء، انه سميع مجيب الدعاء.
May 31, 2020
تصحيح عدد المتوفين أكثر من ٣٣٠٠٠٠لوجود خطأ أثناء الطباعة اقتضى التنويه..مع الاعتذار .كاتب المقال
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.