التسامج والسلام الداخلي والتصالح مع الذات

التسامح والسلام الداخلي والتصالح مع الذات هي مصطلحات أو مسميات ذات معانٍ نفسية عميقة، ومن الصعب أن نتحدث عنها من خلال مقال يحوي القليل من الكلمات والأسطر.

من أين يبدأ السلام الداخلي؟

وذلك لعظم المعنى والقول والفعل فيها، وعظيم معانيها يتأتى من تلكم المؤلفات الضخمة في الكم والمحتوى التي أُلفت من قبل وإلى تاريخنا المعاصر، وهي جميعها تدور حول دراسة السلوك الانفعالي والغريزي الإنساني اتجاه نفسه والآخرين من حوله حتى يصلوا به إلى درجة أقرب إلى الكمال في صحته النفسية.

والتعريف بها من وجهة نظري بكل بساطة هو أن تعيش حياة تتسم براحة البال ومتوافقة مع متطلبات مسار حياتك المادية والروحية، وتكتسب بها صفتي الرضا والقناعة بما تملك، وإذا كنت في هذه الحال فمؤكد بأنك تنعم بالتسامح والسلام الداخلي والتصالح مع الذات في ممارسة حياتك.

واكتسابها وتفعيلها في تعاملات حياتك ليس بالأمر السهل لكي تصبح من ثوابت تعاملاتك اليومية مع المجتمع الذي تعيش فيه، مع التأكيد بأن هنالك أشخاص يتمتعون بها بالفطرة، وأقصد بالفطرة هنا الهبة الربانية لبعض بني آدم وحواء اصطفاء لهم ورفعةً لشأنهم في الدنيا والآخرة.

ستجد أيضاً على منصة جوك صناعة الأذى (نحتاج إلى علم نفس النمو)

السلام الداخلي وارتباطه بالدين

واعتقادي بأن هذا الاصطفاء يكمن في حكمة الله عز وجل لأخذ المعرفة السلوكية والانفعالية المتصلة بالدين منهم، والتي أصلها ومعيارها التحلي بالأخلاق الحميدة حتى نغتدي بهم، وهنا أحاول تبسيط ما يخصها مع أن الموضوع كما ذكرت سابقاً واسع التفاصيل والقول، ولكنني أذهب إلى أنها من الأشياء التي يصعب الاستدامة عليها خلال ممارسة حياتك اليومية.

وذلك بسبب تقلب القلوب والعقول من الحين للآخر بسبب تصرفاتك وتصرفات مجتمعك، وهو تقلب شبيه بمسألة وجودية الإيمان داخلنا حيث يعلو ويدنو أيضاً من الحين إلى الآخر من جراء ما يحيط بنا من تعاملات يومية تندرج تحت وطأة الشهوات المادية والنفسية واللهث وراء الكلأ والماء.

المهم في الأمر أن التسامح والعفو لكي تمنحه لنفسك والآخرين من حولك يجب أولاً أن تبدأ بمسامحة نفسك من جروحات الماضي والآن؛ لأن الاكتساب والتفعيل يبدأ بمجرد تصفية حسابك الخاص مع نفسك.

ستجد أيضاً على منصة جوك الأسرة وعلم النفس الأسري

تحول الطاقة السلبية إلى إيجابية

فتجعلها إيجابية التفكير والتوجه من حيث تبديل الحوار النفسي الداخلي من لغة سلبية الطاقة إلى الإيجابية منها، بمعنى أن تعمل كل حواسك الحسية والفكرية في تناسق تام يتناسب مع جلباب حياتك الذي ترتديه، حينها سوف تحصل على السلام الداخلي ومن ثم يتملكك الارتياح النفسي الذي يؤهلك لمسامحة من يعيشون في محيطك بمختلف صفاتهم حتى لو لم تكن على وفاق تام.

 

 وأخيراً لكي تتمكن من الحفاظ على الاستدامة على التسامح والسلام الداخلي والتصالح مع الذات يتحتم عليك الاهتمام بذاتك وحب نفسك أكثر من السابق، وعليك أن تعمل على ترميم جروح الماضي أولاً بأول حتى لا تتراكم وتعيدك إلى سيرتك الأولى.

وهو عودة التفكير بسلبية فيما يدور حولك، وتردد تلك الحوارات السامة بداخلك التي كانت تشغلك بما فعله بك الماضي من خير أو شر، وهذا يبعدك تمام البعد من غاية السلام الداخلي المرجوّ، ومن باب أولى أن تكون مشغولاً بأمور نفسك وتفاصيلها، وأنصحك بأن تبدأ بالانشغال بمن خلقك، وهو سوف يعطيك ما كان يشغلك. 

ستجد أيضاً على منصة جوك الباراسيكولوجي

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة