تُعد تربية الطفل أحد أهم الأدوار التي يؤديها الوالدان، لكونهما ينشِّآن جيلًا للمستقبل، وهذا الأخير يحدِّد مصير المجتمع ومساره.
وفي ظل التطور التكنولوجي الذي يشهده العالم، لم يعد الوالدان الوحيدين اللذين يغرسان سلوكًا في الطفل، فقد تعدَّدت المصادر؛ ولذلك أصبح موضوع التربية محط اهتمام المختصين.
اقرأ أيضاً أمور لابد أن تعرفها قبل الإنجاب والتربية
ما مفهوم التربية؟
فما مفهوم التربية؟ وما الفرق بين التربية والرعاية؟ وكيف أثَّر التطور التكنولوجي في سلوك الطفل؟
التربية مفهوم واسع وعميق؛ فهي تُعد من أسمى المفاهيم التي يمكن أن يحققها المربي عن طريق غرس سلوكيات سوية في الطفل.
ويخلط كثيرون بين مفهوم التربية والرعاية، فهذه الأخيرة هي إنجاب الطفل وتوفير له احتياجاته البيولوجية دون التركيز على السلوك الذي يمكن أن نغرسه في الطفل.
ومع غياب مفهوم التربية كان أولياء الأمور في الماضي يقدِّمون الرعاية لأبنائهم ويكتسب الطفل سلوكه عن طريق تجاربه اليومية ومراقبة الوالدين والأجداد والأعمام والأخوال وحتى الجيران لسلوكه، إلى أن يصل للمعلم في المدرسة، وهؤلاء اعتمدوا على أساليب الترهيب والعنف، وهذا أنتج جيلًا يملأه الخوف والرعب، ويستخدم التخويف في أي مجال في حياته.
اقرأ أيضاً منهج التربية الإيحائية وتأثيرها في أولادك
التربية والتطور التكنولوجي
ومع التطور التكنولوجي الذي شهده العالم أصبح الطفل يتلقى سلوكًا من العالم بأسره عن طريق شبكة الإنترنت وما تعرضه.
ومع إعطائه الحرية الكاملة في استخدام الإنترنت دون رقابة، يتبنى الطفل أفكارًا قد تخالف مجتمعه وعاداته وتقاليده ودينه، ويغفل الوالدان كثيرًا تأثير الهاتف في ابنهم، بل يمنح الأب أو الأم الهاتف أو الحاسوب للطفل بغرض إسكاته دون رقابة، راكضين خلف انشغالاتهم الخاصة.
ونتيجة لهذا التصرف يُعرض على الطفل مجموعة من الفيديوهات العشوائية التي لا تراعي إن كانت موجهة للكبار أم الصغار أم المراهقين، ينتجها عامة الناس الذين يُطلق عليهم اسم «صانعي المحتوى»، بغض النظر عن المحتوى، فإن صانع هذا الفيديو لا يخضع لأي معايير اجتماعية أو دينية، فيغرس أفكارًا في الطفل تُترجَم لاحقًا في تصرفاته.
اقرأ أيضاً ما هي وظائف فلسفة التربية؟
إدمان الطفل للأجهزة الإلكترونية
إن استعمال الطفل لهذا النوع من الأجهزة أو الجلوس أمام التلفاز يسبب له الإدمان، ويؤدي إلى اضطراب التوحد من الناحية النفسية، ويتخلى الطفل عن اللعب الذي يُعد أساسيًّا في تكوين شخصيته.
وهو المكان الملائم الذي يفرِّغ فيه الطفل طاقة النشاط الزائدة عنده، أيضًا يجد مجتمع الأطفال الذي ينمِّي وسطهم قدراته العقلية والجسدية، ما يُسهم في تكوين شخصيته القوية.
إن التطور التكنولوجي يُعد إيجابيًّا بالنسبة للوالدين؛ فقد قرَّب المسافة بين المختصين في عدة مجالات وأولياء الأمور بما يمكنهم التواصل معهم فيما يخص التربية؛ من أجل الاطلاع على أحسن السبل في التعامل مع الطفل في خضم هذه التكنولوجيا وكثرة المواقع ومحتواها العشوائي. فإذا نظرنا للجانب الإيجابي للتكنولوجيا فيمكن استغلالها إيجابيًّا..
فوائد الأجهزة الإلكترونية للوالدين
- مراقبة الطفل عند منحه هذه الأجهزة الإلكترونية عن طريق ربط جهازه (إذا كان لديه جهازه الخاص) بالإيميل الموجود في جهاز الأب أو الأم نفسه؛ من أجل مراقبته دون شعور منه؛ لأن علمه بذلك يؤدي به إلى العناد والتحدي، خاصة إذا كان في مرحلة المراهقة التي تُعد من المراحل الحرجة في حياة الإنسان.
- وضع برنامج معتدل في استعمال الطفل الأجهزة الإلكترونية. مثلًا التلفاز يُمنح له ساعات قليلة متقطعة في اليوم، واستعمال الهاتف يكون في نهاية الأسبوع فقط خاصة أثناء الفصل الدراسي.
- فسح المجال للطفل للعب خارج المنزل مع اختيار أصدقائه؛ من أجل توفير مجتمع أطفال ملائم؛ ليكتسب مهارات ويتعلم التعبير عن نفسه والتواصل مع الآخرين، والتنفيس عن الطاقات الزائدة لديه.
- اللعب مهم جدًّا للطفل؛ لكونه يُسهم في تكوين شخصيته واكتشاف مهاراته واكتساب لغة واضحة.
في الأخير إذا أردنا تحديد التربية في ظل العولمة فيمكن القول إن العولمة والتطور التكنولوجي إيجابيان، وذلك حسب استغلالنا لهما عن طريق التركيز على كل ما يرفع الوعي ويطوِّرنا ويعلِّمنا ما يفيدنا ويفيد أبناءنا ويُسهم في بناء شخصية سوية لهم، بالمقابل الجانب السلبي إذا وُضعت هذه الأجهزة في أيدي الأطفال دون رقابة وبكامل الحرية فنحن مسؤولون عن كل النتائج المترتبة عما يشاهده أبناؤنا، ويتسبب في أن تتكون لديهم شخصية يصعب التعامل معها.
سبتمبر 18, 2023, 7:25 ص
صباح الخير 🌸 مقال مهم جدا 👍 💜 يا حياة احسنتي النشر وفقك الله ..ارجو ان تقراي مقالاتي وتعطيني رايك فيها بالمناسبة انت من اي بلد يا ترى ؟
سبتمبر 18, 2023, 10:40 ص
شكرا على تعليقك الراقي ❤🙏
سبتمبر 18, 2023, 1:06 م
لا داعي للشكر هذا من دواعي سروري 😊💖
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.