في 18 إبريل من كل عام يحتفل العالم بيوم التراث العالمي، وهو اليوم الذي اعتمدته اليونسكو عام 1983، والتراث المصري في اليونسكو غنيٌّ ومتنوع بين آثار مادية تتوزع من منف القديمة إلى سانت كاترين، وتراثٍ غير مادي مثل السيرة الهلالية ولعبة التحطيب.. يستعرض هذا المقال أهم ما سجّلته منظمة اليونسكو من تراثٍ مصري يظهر عبق الحضارة وتميز الثقافة.
التراث المصري المادي في منظمة اليونسكو
من مدينة منف التاريخية إلى وادي الحيتان، نستعرض معكم التراث المصري المادي في منظمة اليونسكو:
1. مدينة منف وجبناتها
عاصمة مصر القديمة ومهد الحضارة، تعد من أعظم الآثار في مصر القديمة، وهي من عواصم مصر القديمة، ارتبطت بنشوء أعظم حضارة عرفها البشر، وتربط بين الدلتا والصعيد، وتشمل مناطق أثرية مثل أهرام الجيزة وأبو الهول وسقارة ودهشور والجبانات.
2. القاهرة التاريخية
جوهرة العمارة الإسلامية وتاريخ حي، تعد القاهرة إحدى أقدم المدن في التاريخ الإسلامي، وتتميز بآثارها الثرية التي جعلتها أكبر المدن في العالم في العصور الوسطى، وتحوي تاريخًا بشريًا، ويظهر هذا في شوارعها وأحيائها الضيقة والمتعرجة والمتاحف وغيرها من الآثار التي تحتويها مثل الجامع الأزهر والقلعة وخان الخليلي.
3. طيبة القديمة ومقابرها
معابد وادي الملوك والملكات، سجلت طيبة في اليونسكو بسبب آثارها المميزة؛ مثل معبد الكرنك ومعبد الأقصر في الضفة الشرقية للنيل، أما في الضفة الغربية فتوجد مقابر وادي الملوك والملكات والدير البحري وتمثالا ممنون وغيرها من المعابد والمقابر المهمة.
4. آثار النوبة من أبو سمبل حتى فيلة
مواقع أثرية شاهقة ما بين أسوان وأبو سمبل، تمت إضافة 10 مواقع إلى قائمة التراث العالمي وهي من أكبر المواقع الأثرية في مصر، وتشمل معبدي أبو سمبل ومعبد إيزيس في فيلة وغيرها من الآثار النوبية القديمة.
5. منطقة أبو مينا الأثرية
مدينة مسيحية قديمة وآثار قبطية بنيت على آثار قبر القديس مينا في الإسكندرية، ويضم الموقع مجموعةً من الآثار القبطية والكنائس والأديرة والمنازل التي تظهر الحياة الرهبانية في العصور المبكرة للمسيحية.
6. منطقة سانت كاترين الأثرية
قدسية الديانات في قلب سيناء، مكان ذو قدسية خاصة للديانات السماوية في قلب جبال سيناء، ويشمل الدير دير سانت كاترين 10 كنائس وأمكنة إقامة الرهبان، وقاعدة الطعام، ومكبس الزيتون، ومسجد يعود للعصر الفاطمي ومكتبة تحتوي مخطوطات قيمة.
7. محمية وادي الحيتان
حفريات فريدة ودراسة تطور الحياة، يقع وادي الحيتان في صحراء مصر الغربية حيث كانت جزءًا من محيط كبير، ويشمل شمال إفريقيا، وهو موقع استثنائي يتضمن عددًا كبيرًا من الحفريات التي بلغت أكثر من 400 حفرة للهياكل العظيمة كالحيتان المنقرضة، وهي تساعد على دراسة الحياة وتطور الثدييات البحرية، ويعد أيضًا بيئة طبيعية للحيوانات المعرضة للانقراض.
التراث المصري غير المادي في اليونسكو
ومن السيرة الهلالية إلى النقش على المعادن، نستعرض معكم التراث المصري غير المادي في منظمة اليونسكو:
1. السيرة الهلالية
ملحمة تاريخية تحكي تغريبة بني هلال، أدرجت عام 2008 على أنها تراث غير مادي، والسيرة الهلالية مسلسل تاريخي مكون من 3 أجزاء، يحكي تغربية بني هلال، وهي جزء من قصة أبي زيد الهلالي من ولادته إلى وفاته، ويبدأ المسلسل في نجد، وينتهي في تونس، وجمعها الشاعر عبد الرحمن الأبنودي وتُروى بأداء شعري ملحمي.
2. لعبة التحطيب
أدرجت عام 2016 بعدها تراثًا غير مادي، وتعد لعبة التحطيب من أقدم الفنون المصرية، وقد وجدت نقوش لها تصور القدماء المصريين وهم يمارسون التحطيب، وكانوا يؤدونها نوعًا من تدريب القتال، والتسلية في السلم، وكانوا يتدربون بالعصا على الدفاع والهجوم، وبمرور العصور باتت تلك اللعبة موروثًا شعبيًا تتوارثه الأجيال.
3. الأراجوز
أدرج الأراجوز عام 2013، وكان يعد نوعًا من أنواع عروض الدمية المسرحية التقليدية في مصر، وتعتمد هذه العروض على استخدام دمية يدوية تقليدية تعرف في مصر باسم (عروسة الأراجوز)، وهي عروسة متحركة يمكن ارتداؤها قفازًا في اليد، وتعود نشأة الأراجوز إلى عصور المماليك.
4. النخلة
أدرجت النخلة عام 2019 بعدها تراثًا ماديًا أضيف إلى الأشخاص الذين يسكنون المنطقة العربية، وتعد النخلة رمز الأصالة والعطاء في كل الدول العربية، ولذلك سجلت تراثًا عربيًا شملت الدول العربية التي تجمعها ثقافة وتقاليد ومعتقد ديني واحد.
2. النسيج اليدوي
أدرجت منظمة اليونسكو النسيج اليدوي في مصر، لا سيما في منطقة الصعيد بقائمة مواقع التراث الثقافي غير المادي، وتعد صناعة النسيج من أشهر الحرف التراثية الممتدة من أيام مصر القديمة، وكان يوجد الإله (تابت) ربة المنسوجات والأقمشة في مصر القديمة.
3. الحناء
تستخدم الحناء في مصر رمزًا من رموز الفرح، إضافة إلى تزين النساء بها، وبعض الأغراض العلاجية، وهي عادة مصرية قديمة، وقد وجدت الحناء في أيدي موميات الملكات، وأدرجت الحناء في عام 2024 بعدها تراثًا غير مادي.
4. احتفالية مولد السيدة العذراء
أدرجت عام 2022 بعدها تراثًا غير مادي، وتشمل احتفالية مولد السيدة العذراء وعيد دخول العائلة المقدسة مصر، وتضم هذه الاحتفالية مجموعة من الممارسات التي تجرى في الاحتفاليات؛ مثل الأغنيات والرسوم والروايات التي ارتبطت بالمناسبة.
5. الخط العربي
أدرج الخط العربي في قائمة اليونسكو عام 2022 بعدّه تراثًا غير مادي، وسجلت أشكال الخطوط العربية والحروف والرسوم وغيرها مما يتميز به الخط العربي.
6. النقش على المعادن
أدرج عام 2023 بعده تراثًا غير مادي، وهي عادة قديمة من قرون، وينقش على معادن مثل الذهب والفضة، ويعبر النقش عن هوية المجتمع الثقافية والجغرافية والدينية ومكانته الاقتصادية والاجتماعية.
يمثل التراث المصري في اليونسكو همزة وصل بين أجيال الماضين وأحفاد الحاضر، ماديًا كان أو غير مادي، إن حفظ هذه المقوّمات وصونها يضمن استمرار الهوية والثقافة، ويُسهم في إثراء الحوار الحضاري العالمي، لنحافظ جميعًا على هذا الإرث العظيم وننقله بفخرٍ إلى الغد.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.