مشهد ملابس النوم والملاءات المبللة والطفل الذي يشعر بالحرج هي أمور شائعة في منازل عدة. لا داعي للإحباط إذا حدث ذلك مع طفلك، فذلك ليس دليلًا على قلة التدريب على استخدام المرحاض. غالبًا ما يكون التبول الليلي مجرد جزء طبيعي من نمو الأطفال.
عمومًا، إذا كان طفلك دون السابعة من العمر ويتبول في الفراش، فلا داعي للقلق. في هذه المرحلة العمرية، قد يكون طفلك لا يزال في طور تطوير التحكم في المثانة في أثناء الليل.
إذا استمر طفلك في التبول في الفراش، فمن المهم التعامل مع هذا الموضوع بصبر وتفهم. يمكن أن تساعد بعض التغييرات في نمط الحياة، إضافة إلى تدريب المثانة، وأجهزة تنبيه البلل، وأحيانًا الأدوية، في تقليل حوادث التبول الليلي.
اقرأ أيضًا: سلس البول عند كبار السن وكيفية التعامل معه
تعريف التبول اللاإرادي
التبول اللاإرادي (سلس البول الليلي) هو حالة يحدث فيها خروج البول عرضًا في أثناء النوم. تصيب هذه الحالة الأطفال والمراهقين وأحيانًا البالغين، وتصبح مصدر قلق إذا استمرت لدى شخص يزيد عمره على 7 سنوات، وحدثت الحوادث مرتين في الأقل أسبوعيَّا مدة ثلاثة أشهر في الأقل.
أعراض التبول اللاإرادي
الاستيقاظ بملابس نوم أو ملاءات مبللة نتيجة التبول هو العرض الأساسي للتبول اللاإرادي. في أغلب الأحيان قد لا يدرك طفلك أنه تبول في الفراش إلا بعد حدوث الأمر.
ومع أن التبول اللاإرادي هو حالة جسدية، فإن له تأثيرات عاطفية كبيرة على الطفل الذي يعانيه. قد يشعر طفلك بالإحراج أو الخجل من الموقف، وقد يحاول إخفاء ملابسه أو ملاءاته المبللة حتى لا يلاحظها الآخرون. قد يتجنب أيضًا المشاركة في الأنشطة الاجتماعية الليلية مثل المبيت مع الأصدقاء خوفًا من حدوث حوادث محرجة أمام الآخرين.
مع تحسن حالة التبول اللاإرادي، تختفي هذه المشاعر السلبية، لكن من المهم أن ندرك أنها يمكن أن تؤثر تأثيرًا كبيرًا على طفلك في أثناء حدوثها. من الضروري تقديم الدعم العاطفي والتفهم لطفلك لمساعدته في التعامل مع هذه المشاعر.
متى يجب زيارة الطبيب؟
مع أن معظم الأطفال يتغلبون على مشكلة التبول في الفراش بمفردهم؛ فإن بعضهم قد يحتاج إلى بعض الدعم. في بعض الحالات، يمكن أن يكون التبول في الفراش دليلًا على وجود حالة صحية كامنة تحتاج إلى اهتمام طبي.
يُفضل استشارة طبيب طفلك أو أحد اختصاصيي الرعاية الصحية في الحالات التالية:
- إذا استمر طفلك في التبول في الفراش بعد سن 7 سنوات.
- إذا بدأ طفلك في التبول في الفراش بعد مرور أشهر عدة من دون حوادث ليلية.
- إذا كان طفلك يشعر بألم في أثناء التبول، أو يعاني من عطش زائد، أو لاحظتِ أن لون البول أصبح ورديًا أو أحمر، أو إذا كان يعاني إمساكًا، أو يشخر في أثناء النوم، إضافة إلى التبول في الفراش.
تذكري أن هذه الأعراض قد تتطلب اهتمامًا طبيًا، ومن الأفضل دائمًا استشارة مختص للحصول على المشورة المناسبة.
اقرأ أيضًا: تكرار التبول ليلًا.. له 10 أسباب !!
أسباب التبول اللاإرادي:
لا يوجد سبب محدد للتبول في الفراش، لكن توجد عوامل عدة قد تسهم في حدوثه، ومنها:
-
المثانة غير مكتملة النمو: قد تكون مثانة طفلك لم تتطور تطورًا كافيًا لتحتفظ بكل كمية البول المتجمعة في أثناء الليل.
-
عدم الإدراك بامتلاء المثانة: إذا لم تنمو الأعصاب التي تتحكم في المثانة تحكمًا كليًّا، فقد لا يستيقظ طفلك عند امتلاء المثانة، خاصة إذا كان ينام بعمق.
-
اختلال الهرمونات: في مرحلة الطفولة، قد لا ينتج بعض الأطفال كمية كافية من الهرمون المضاد لإدرار البول الذي يساعد في تقليل كمية البول المنتجة في أثناء الليل.
-
عدوى المسالك البولية: هذه العدوى قد تجعل من الصعب على طفلك السيطرة على حاجته الملحة للتبول، ما يؤدي إلى التبول في الفراش، وقد تصاحبه أعراض أخرى مثل التبول اللاإرادي خلال النهار، وزيادة عدد مرات التبول، وإخراج بول وردي أو أحمر، والشعور بالألم في أثناء التبول.
-
انقطاع النفس النومي: قد يكون التبول في الفراش أحيانًا من علامات الإصابة بانقطاع النفس الانسدادي النومي، وهي حالة يتوقف فيها التنفس في أثناء النوم، غالبًا بسبب تضخم اللوزتين أو الغدانيات، وتشمل الأعراض الأخرى الشخير والنعاس خلال النهار.
-
السكري: في بعض الحالات، قد يكون التبول في الفراش أول علامة على الإصابة بالسكري، خاصة إذا كان طفلك لم يكن يتبول في الفراش من قبل. الأعراض المصاحبة قد تشمل التبول بكميات كبيرة من البول في كل مرة، زيادة العطش، الإرهاق الشديد، وفقدان الوزن على الرغم من تناول الطعام جيدًا.
-
الإمساك المزمن: إذا كان طفلك يعاني الإمساك مدة طويلة، فقد يؤثر ذلك على العضلات التي تتحكم في إخراج البول والبراز، ما يزيد من احتمال حدوث التبول في الفراش.
-
مشكلات في المسالك البولية أو الجهاز العصبي: في حالات نادرة، قد يكون التبول في الفراش مرتبطًا بمشكلات في بنية المسالك البولية أو الجهاز العصبي.
إذا كنتِ تشعرين بالقلق أو تلاحظين أية أعراض إضافية، فمن الأفضل استشارة طبيب الأطفال للحصول على التقييم والنصائح المناسبة.
اقرأ أيضًا: العلاقة بين التبول اللاإرادي والعلاج النفسي.. تعرف على أسبابه
العوامل التي تزيد من احتمالية حدوث التبول اللاإرادي
يمكن لأي طفل أن يعاني التبول في الفراش، ولكنه يحدث عند الذكور بمعدل ضعف ما يحدث عند الإناث.
توجد عوامل عدة يمكن أن تزيد من خطر التبول في الفراش، ومنها:
-
التوتر والقلق: يمكن للأحداث التي تسبب توترًا أن تؤدي إلى التبول في الفراش. على سبيل المثال، قد يؤثر إنجاب طفل جديد في العائلة، أو بدء عام دراسي جديد، أو النوم خارج المنزل على طفلك ويسبب له التوتر.
-
التاريخ العائلي: إذا كان أحد الوالدين أو كلاهما قد اعتادا على التبول في الفراش في أثناء طفولتهما، فإن احتمال تعرض طفلك للتبول في الفراش يزيد.
-
اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط: الأطفال الذين يعانون اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط يكونون أكثر عرضة للتبول في الفراش.
إذا كنتِ تلاحظين أيًا من هذه العوامل لدى طفلك، فقد يكون من المفيد مناقشتها مع طبيب الأطفال للحصول على النصائح والدعم المناسب.
كيفية تشخيص سلس البول الليلي؟
يشخص طبيب طفلك سلس البول الليلي بواسطة:
* إجراء فحص بدني شامل.
* والاطلاع على التاريخ الطبي لطفلك.
قد يطلب مقدم الرعاية الصحية إجراء بعض الاختبارات مثل:
* تحليل البول
* أو اختبارات الدم
* أو التصوير الطبي، للتحقق إذا كانت توجد حالة طبية كامنة تسبب التبول اللاإرادي.
إذا شك مقدم الرعاية الصحية في أن التبول اللاإرادي قد يكون ناتجًا عن عوامل عاطفية أو نفسية، فقد يوصي بالتحدث مع اختصاصي الصحة العقلية للحصول على تقييم ودعم إضافي.
اقرأ أيضًا: التبول اللاإرادي.. ما طرق علاجه؟
كيف يمكنك مساعدة طفلك للتغلب علي التبول اللاإرادي؟
التبول اللاإرادي أمر طبيعي وشائع بين الأطفال، والحوادث قد تحدث من وقت لآخر. ومع أنه لا يمكن منع جميع حالات التبول اللاإرادي، فإنه يمكنك تقليل مخاطر حدوثه ببعض الخطوات البسيطة:
-
تقليل تناول السوائل قبل النوم: حاولي تقليل كمية السوائل التي يتناولها طفلك قبل النوم بساعتين، وتجنبي تقديم المشروبات التي تحتوي على الكافيين.
-
الذهاب إلى الحمام قبل النوم: شجعي طفلك على الذهاب إلى الحمام قبل النوم للتحقق من إفراغ المثانة.
-
ارتداء السراويل الماصة: يمكن استخدام السراويل الماصة أو الحفاضات الخاصة بالليل لتجنب الحوادث في أثناء النوم.
-
سهولة الوصول إلى الحمام: تحققي من أن طفلك يمكنه الوصول بسهولة إلى الحمام أو المرحاض خلال الليل.
-
التعزيز الإيجابي: استخدمي التعزيز الإيجابي، مثل الثناء والتأكيدات، لتشجيع طفلك على الاستيقاظ جافًا، ما يعزز من ثقته بنفسه.
-
تجنب السخرية أو الانتقاد: من المهم تجنب السخرية أو التشهير بأي شخص يعاني التبول اللاإرادي، سواء كان في العائلة أو بين الأصدقاء. هذا سيشعر طفلك بالأمان والدعم العاطفي.
هذه الخطوات يمكن أن تساعد في تقليل التبول اللاإرادي وجعل طفلك يشعر بالراحة والثقة.
في الختام، يعد التبول اللاإرادي جزءًا طبيعيًا من نمو بعض الأطفال، ومع ما قد يسببه من إحراج أو قلق؛ فإنه حالة يمكن التعامل معها والتغلب عليها بالصبر والدعم المناسب.
تذكري أن طفلك ليس وحده، فكثير من الأسر يواجهون التحدي نفسه، الأهم هو أن يشعر طفلك بالأمان والدعم، وأن يدرك أن هذه المرحلة ستمر، وسيعود للنوم ليلًا بثقة وراحة. إن فهمكِ وتعاطفكِ مع طفلكِ يمكن أن يحدث فرقًا كبيرًا في مساعدته على التغلب على هذه المرحلة بنجاح. وتذكري دائمًا أن هذه مجرد محطة في رحلة النمو، وليست نهاية المطاف.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.