تعد مواقع التواصل الاجتماعي من المنصات التي تظهر واقعًا جديدًا في عالم الإعلام والترفيه.
فقد أصبحت ساحة مفتوحة للجميع للتعبير عن آرائهم ومواهبهم، ومع ذلك يلاحظ كثيرون أن بعض الشخصيات التافهة أصبحت تحظى بشهرة واسعة، ما يثير تساؤلات عن أسباب نجاحهم وتأثيرهم في الجمهور.
اقرأ أيضًا مواقع التواصل الاجتماعي بين الإيجابيات والسلبيات
شهرة التافهين: الأسباب والتقنيات
تتعدد الأسباب التي تجعل هؤلاء التافهين يتصدرون عناوين الأخبار، ويتلقون المتابعات الضخمة، أولًا تعتمد شهرتهم على قدرتهم على استخدام تقنيات السوشيال ميديا على النحو الفعال.
فهم يجيدون استغلال خوارزميات المنصات للوصول إلى أكبر عدد ممكن من المتابعين باستخدام المحتوى السهل والمسلّي، فيتمكن هؤلاء من جذب الانتباه بسرعة، ما يؤدي إلى زيادة تفاعل الجمهور معهم.
فضلًا على ذلك يُظهر هؤلاء الأفراد مهارات في بناء شخصيات مثيرة للجدل؛ لأنهم يعتمدون على الصدمات والمواقف الغريبة لجذب الانتباه.
فبدلًا من تقديم محتوى عميق أو تعليمي، يفضلون نشر مقاطع فيديو أو صور غير تقليدية، ما يجعلهم محور حديث الناس، حتى لو كانت الانتقادات جزءًا من هذا الحوار.
اقرأ أيضًا كل ما تود معرفته عن موقع فيس بوك.. معلومات لم تعرفها من قبل
تزايد التفاهة في المحتوى الرقمي
تعد ظاهرة انتشار التفاهة عبر الويب إحدى النتائج المباشرة لتغير سلوكات الجمهور، فقد أصبح الناس يميلون إلى المحتوى القصير والسريع، الذي يوفر لهم الترفيه دون الحاجة إلى التفكير العميق.
إضافة إلى أن الضغوط اليومية وتحديات الحياة تجعل كثيرًا من الأفراد يبحثون عن الهروب من الواقع، ما يؤدي إلى تفضيلهم المحتوى الأقل تعقيدًا.
في هذا السياق يشير عدد من النقاد إلى أن هذه الظاهرة تُعد انعكاسًا لقيم المجتمع المعاصر التي تُعزز ثقافة التسلية على حساب المعرفة.
وبعض المفكرين يرون أن هذا الاتجاه قد يؤدي إلى تآكل القيم الثقافية والتراثية، ما يستدعي إعادة تقييم دور مواقع التواصل الاجتماعي في تشكيل الوعي المجتمعي.
اقرأ أيضًا أهمية مواقع التواصل الاجتماعي ومميزاتها واستخداماتها
الآثار المترتبة على المجتمع
إن تأثير هؤلاء التافهين يمتد إلى ما هو أبعد من مجرد الترفيه، فقد يؤدي ترويجهم للسطحية إلى تقليل مستوى الوعي الاجتماعي والثقافي بين الأجيال الجديدة.
بالإضافة إلى أن العناية بالمحتوى التافه قد تشتت الانتباه عن القضايا المهمة، ما يجعل من الضروري أن نكون واعين لما نتابعه ونشاركه.
في الختام يتضح أن شهرة التافهين عبر مواقع التواصل الاجتماعي ليست مجرد مصادفة، بل هي نتيجة لتفاعلات معقدة بين الجمهور والمحتوى.
إن مسؤولية كل من صناع المحتوى والمشاهدين تكمن في كيفية توجيه اهتمامهم نحو محتوى يثري الفكر، ويعزز القيم الإنسانية، بدلًا من الانجراف نحو التفاهة؛ لذا يجب أن ننظر إلى مواقع التواصل على أنها أداة يمكن استخدامها استخدامًا إيجابيًا، مع التأكيد على أهمية التفكير النقدي في استهلاك المحتوى الرقمي.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.