في الشهور الأخيرة، تصدرت كلمة «البيدوفيليا» محركات البحث، خاصة بعد تسليط الضوء عليها في بعض الأعمال الدرامية. لكن ما معنى البيدوفيليا؟ ولماذا تُعد من أخطر الاضطرابات النفسية التي تهدد الأطفال؟
في هذا المقال، سنكشف عن أسباب هذا الاضطراب، وأعراضه، وطرق الحماية والعلاج وفقًا للدراسات الحديثة.
ما هي البيدوفيليا؟
البيدوفيليا (Pedophilia) هي اضطراب نفسي يتمثل في انجذاب جنسي غير طبيعي تجاه الأطفال، وعادةً ما يكون الشخص المصاب بها بالغًا أو مراهقًا أكبر من 16 عامًا، وفقًا لتصنيف الجمعية الأمريكية للطب النفسي (APA) في دليلها التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية (DSM-5).
ويُعد هذا المرض من أخطر الأمراض النفسية التي تؤثر على الأطفال الذين يتعرضون لاعتداء من قبل مرضى البيدوفيليا، ما يسبب لهم أضرارًا جسدية ونفسية تستمر طول العمر.
هذا المرض لا يقتصر على الرجال فقط كما يعتقد بعضنا، بل يصيب أيضًا بعض النساء، ولكن بنسبة أقل من الرجال، ثم إن الحالات النسائية لا ينكشف أمرها بسهولة مثل الرجال.
هل البيدوفيليا مرض نفسي أم اضطراب سلوكي؟
يُصنّف المختصون البيدوفيليا كاضطراب نفسي قد يكون ناتجًا عن عوامل عصبية، أو بيولوجية، أو تجارب طفولة قاسية. وتُشير دراسات إلى أن بعض المصابين قد يكون لديهم اختلافات في بنية الدماغ، خاصة في المناطق المسؤولة عن التحكم في الدوافع والسلوكيات.
الجدير بالذكر أن بعض الأهالي الذين يتعرض أطفالهم لهذا المرض يرفضون الإبلاغ والإفصاح عن الاعتداء الذي حدث لأطفالهم خوفًا من نظرات المجتمع، ثم إن بعض الأهالي يحذرون أطفالهم من الأشخاص الغرباء خوفًا عليهم من أن يكون الغريب مصابًا بهذا المرض، في حين أن الأشخاص القريبين المصابين بهذا المرض قد يكونون أكثر خطورة على الأطفال من الأشخاص الغرباء في نظر الطفل الذي يتعرض للاعتداء.
أسباب الإصابة بالبيدوفيليا
تعددت أسباب هذا المرض وتشير الدراسات العلمية إلى أن أسباب البيدوفيليا قد تكون مزيجًا من الاضطرابات الجنسية والعوامل النفسية والعصبية، ومنها:
-
الاضطرابات العصبية: أشارت بحوث إلى أن خللًا في نشاط الفص الجبهي الأمامي بالدماغ قد يؤدي إلى ضعف التحكم في السلوكيات.
-
تجارب الطفولة القاسية: أظهرت دراسات أن بعض المصابين تعرضوا للإيذاء الجنسي في طفولتهم، مما أدى إلى تطور هذا الاضطراب لديهم.
-
العوامل الهرمونية: بعض الدراسات ربطت بين مستويات غير طبيعية لهرمون التستوستيرون وازدياد الميل الجنسي غير الطبيعي تجاه الأطفال.
-
الاضطرابات النفسية المصاحبة: مثل الاكتئاب، اضطراب الوسواس القهري، أو اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع.
أعراض الأشخاص المصابين بالبيدوفيليا
البيدوفيليا ليس لها أعراض ظاهرة مثل أمراض كثيرة، فلا تظهر أعراض جسدية على الأشخاص المصابين بالبيدوفيليا، لكن يمكن ملاحظة بعض العلامات السلوكية، ويمكن معرفة ما إذا كان الشخص مصابًا بالبيدوفيليا أم لا بسبب معاملته مع الأطفال، مثل:
- الاهتمام المفرط بالأطفال ومحاولة التقرب منهم دون سبب واضح.
-
تقديم هدايا متكررة للأطفال دون وجود علاقة وثيقة تربطهم بهم.
-
التحدث عن الأطفال بطريقة غير طبيعية أو وصفهم بأوصاف جنسية.
-
إصرار الشخص على التفاعل الجسدي مع الأطفال، مثل اللمس المبالغ فيه.
-
قضاء وقت طويل مع الأطفال بعيدًا عن أنظار البالغين.
كيف تحمي الطفل من التعرض للبيدوفيليا؟
لحماية الأطفال من الاعتداءات الجنسية، يجب اتباع استراتيجيات توعوية وقائية فعالة، مثل:
- علِّم الطفل أن جسمه ملكية خاصة ولا يجب على أحد أن يلمسه دون إذنه.
- راقب طفلك باستمرار، ولا سيما من الأشخاص الذين يحاولون الاقتراب منه، حتى لو كانوا قريبين منك.
- كن صديقًا لطفلك، واجعله يخبرك بأسراره دون خوف، وطمئنه دائمًا.
- لا تفرض على الطفل أن يصاحب الكبار أو أن يسلم عليهم بالإجبار، خاصة إذا شعر بعدم الارتياح لهم.
- استمع لطفلك إذا تحدث عن تعرضه لموقف مماثل، وحاول أن تخفف عنه الآثار النفسية، ووعده بأنك ستقف بجانبه حتى يأخذ حقه.
- لا تتجاهل مشكلة البيدوفيليا؛ لأن تجاهلها يساعد المجرم في استكمال جرائمه، وعليك فضح أمره حتى يتوقف عن هذا الفعل.
ما علاج الأشخاص المصابين بالبيدوفيليا؟
لا يوجد علاج نهائي للبيدوفيليا، لكن توجد استراتيجيات طبية ونفسية تساعد في السيطرة على الأعراض، منها:
1. العلاج الدوائي
بعض الأدوية تُستخدم لتقليل الرغبة الجنسية، مثل:
-
مضادات الأندروجين التي تقلل مستويات هرمون التستوستيرون.
-
مضادات الاكتئاب التي تعمل على تحسين السيطرة على الدوافع الجنسية.
2. العلاج النفسي والسلوكي
-
العلاج السلوكي المعرفي (CBT): يُستخدم لمساعدة المصاب على التعرف على الأفكار غير الطبيعية والتحكم بها.
-
العلاج بالتعرض: يساعد المرضى على مواجهة دوافعهم بطرق أكثر تحكمًا.
دور المجتمع في مواجهة البيدوفيليا
لمواجهة هذه الظاهرة، يجب التركيز على:
-
التوعية المستمرة: بحملات توعوية تسلط الضوء على خطورة البيدوفيليا وأساليب الحماية منها.
-
الإبلاغ الفوري: عدم التستر على أي حالات اعتداء وإبلاغ الجهات المختصة فورًا.
-
تعديل القوانين: سنّ قوانين أكثر صرامة لضمان معاقبة المعتدين ومنعهم من تكرار جرائمهم
كيف نحمي المجتمع من البيدوفيليا؟
يمكن حماية المجتمع من البيدوفيليا عن طريق التعليم، التوعية، والرصد للأشخاص المصابين بالبيدوفيليا.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.