البوليميا أو مرض الشره العصبي هو مرض ناتج عن علاقة غير صحية بالأكل، ونظام غذائي مبني على التخلص من كل ما يدخل معدة الشخص.
تصيب مريض البوليميا نوبات من الشره تجعله يلتهم كل ما يأتي أمامه من أكل دون أن تكون له قدرة على التوقف أو السيطرة على نفسه. قد تصيبه النوبات مرة أو مرتين في الأسبوع، وقد تصل إلى اثنتي عشرة مرة في الأسبوع، ويكون الشره في هذه الحالة حادًّا وفي مرحلة متقدمة.
أعراض الشره العصبي
ويحاول المريض إثر نوبة الشره التخلص من جميع ما وضعه داخل معدته، ويجبر نفسه على التقيؤ وإفراغ الطعام الذي تناوله، ويمكن أيضًا أن يستعمل مليِّنات أو مدرات للبول.
شعوره بالذنب وخوفه من زيادة الوزن يجعلانه في كل مرة يجبر نفسه على استفراغ ما أكله، أو كما درج على تسميتها عملية "التطهير". فعادة ما يكون مريض البوليميا مهووسًا بوزنه وبشكله.
ما زال السبب وراء هذا المرض مجهولًا، ويمكن القول إن الوراثة والجينات لهما دور مهم في ظهوره. فالأشخاص المنحدرون من عائلة تحمل تاريخًا مع هذا المرض قد يكونون أكثر عرضة للإصابة به أكثر من غيرهم. وأكدت الدراسات أنه أكثر انتشارًا لدى النساء من الرجال، فعدد النساء المصابات مرتفع مقارنة بالرجال.
ويجعل الشره العصبي المريض أكثر انعزالًا، وأقل ثقة بالنفس، ودائم الانشغال بشكل جسمه. وقد يسبب له ذلك قلقًا يصل إلى درجة الاكتئاب. وتتأثر حياة المريض وروتينه اليومي؛ فيختلف سلوكه، ويصبح كثير دخول الحمام، ويمارس الرياضة بإفراط، وهمُّه الأول وزنه ومظهره الذي يجب أن يحافظ عليهما.
الأضرار النفسية والصحية للشره العصبي
يتملك المريض الشعور بالذنب بعد كل نوبة شره يتعرض لها، وشعور عميق بعدم القدرة على السيطرة على النفس. ويتسبب مرض البوليميا في كثير من الأذى الجسدي للمريض، فما يقوم به مخالف للطبيعة البشرية.
يضر التقيؤ المستمر بالأسنان؛ وذلك لتعرضها المستمر لأحماض المعدة التي قد تسهم في اصفرارها وتآكلها. وقد يتغير وجه المريض الذي يُصاب بتورم في خديه وفكيه، ويعاني أيضًا من مشكلات في جهازه الهضمي قد تصل به لمضاعفات شديدة الخطر، وتظهر على أصابعه ندوب لأنه يضعها في فمه للضغط على نفسه للاستفراغ.
ونجد أن العينين بدورها تتأثران بهذا المرض، فتصبح محتقنة نتيجة لما تتعرض له من ضغط بسبب نوبات الشره المتكررة التي تكون متبوعة بتقيؤ مفتعل. ويكون جسد المريض جافًّا مفتقدًا للسوائل التي تغادر جسد المريض باستمرار، ولا يحافظ على وجودها داخله.
ويخضع المريض لعلاج نفسي ونظام غذائي يحدده الطبيب للتخفيف من حدة الأعراض ومدى تأثيرها في جسد المريض وقدرته على العيش الطبيعي والصحي.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.