البهاق: لغز البقع البيضاء على جلدك ج2 (التشخيص والعلاج)

بعد أن استكشفنا في الجزء الأول أعراض البهاق وأسبابه الغامضة، جاء الوقت للغوص في الجانب الأهم: كيف نكتشف البهاق مبكرًا؟ وما الخيارات العلاجية المتاحة لمواجهته؟ وهل يمكن الوقاية من هذه الحالة الجلدية المزعجة؟

في هذا الجزء الثاني من مقالنا، سنكشف لك عن وسائل تشخيص البهاق بدقة، ونتعرف معًا على أحدث علاجاته التي يمكن أن تساعد في إعادة تصبغ الجلد.

وسنقدم لك أيضًا نصائح حول كيفية الوقاية من البهاق وتقليل تأثيره، لنتمكن معًا من مواجهة هذا التحدي بثقة. إذا كنت تتساءل عن الحلول الممكنة لهذه الحالة، فتابع القراءة واكتشف كل ما تحتاج معرفته!

اقرأ أيضًا البهاق: لغز البقع البيضاء على جلدك ج1

كيف يتم تشخيص البهاق؟

تشخيص البهاق يكون عادةً من خلال التاريخ الطبي والفحص البدني من قبل الطبيب المختص، ولكن قد نلجأ إلى بعض الفحوص والاختبارات للتحقق من التشخيص واستبعاد الأسباب الأخرى. إليك خطوات التشخيص:

الفحص البدني

مراجعة التاريخ الطبي

· يبدأ الطبيب بسؤال المريض عن التاريخ الطبي الشخصي والعائلي.

· السؤال عن أي تغيرات في الجلد أو وجود بقع بيضاء، وإذا كان يوجد تاريخ عائلي للبهاق أو أي أمراض مناعية.

الفحص السريري

· يفحص الطبيب الجلد فحصًا شاملًا لتحديد مناطق البقع البيضاء.

· في بعض الحالات، قد يلاحظ الطبيب وجود بقع بيضاء متناظرة أو موزعة حول المفاصل أو على الوجه.

اختبار الأشعة فوق البنفسجية

· يستخدم الطبيب مصباح وود، وهو مصدر ضوء يحتوي على أشعة فوق بنفسجية.

· عند تسليط هذا الضوء على الجلد، يظهر البهاق واضحًا بالبقع البيضاء التي تزداد وضوحًا تحت الأشعة.

· يساعد هذا الاختبار في تمييز البهاق عن حالات جلدية أخرى قد تشبهه مثل الفطريات أو الطفح الجلدي.

الفحوص المخبرية

· في بعض الحالات، قد يطلب الطبيب بعض الفحوص المخبرية للتحقق من التشخيص أو استبعاد الأمراض الأخرى:

- اختبارات الدم: لفحص مستوى الأجسام المضادة أو علامات الأمراض المناعية.

- تحليل الغدة الدرقية: لأن البهاق قد يرتبط بمشكلات في الغدة الدرقية أو أمراض مناعية أخرى.

- فحص للدم لفحص نقص الفيتامينات أو الأنيميا.

عينة الجلد

- خزعة الجلد هي عملية يتم فيها أخذ عينة صغيرة من الجلد المصاب لتحليلها تحت المجهر.

- يُستخدم هذا الاختبار في حالات نادرة إذا كانت البقع غير واضحة أو إذا كان يوجد شك في أن الحالة ليست بهاقًا.

- يساعد هذا الفحص في التحقق من غياب خلايا الميلانين في المنطقة المصابة.

استبعاد الحالات الأخرى

- في بعض الحالات، قد يشتبه الطبيب في أن البقع البيضاء ناتجة عن أمراض جلدية أخرى مثل التينيا (الفطريات) أو البقع الشمسية، ولهذا السبب يتم إجراء بعض الفحوصات لاستبعاد هذه الأمراض.

اقرأ أيضًا مرض البهاق وأسبابه وطرق علاجه.. معلومات لا تفوتك

ما الحالات الأخرى التي تشبه البهاق؟

توجد بعض الحالات الجلدية التي قد تشبه البهاق في مظهرها، ما قد يتسبب في خطأ في التشخيص. من بين هذه الحالات:

التينيا (الفطريات الجلدية)

· التينيا هي عدوى فطرية قد تسبب بقعًا بيضاء أو مقشرة على الجلد، لكنها عادةً ما تكون حكة أو مزعجة، أما البهاق فليس مؤلمًا.

· يمكن تمييز التينيا عن البهاق بالاختبار باستخدام مصباح وود، حيث تضيء الفطريات بلون أخضر أو أصفر، في حين أن البهاق يظهر باللون الأبيض.

البقع الشمسية (التصبغات الجلدية)

· التعرض المفرط لأشعة الشمس يمكن أن يؤدي إلى ظهور بقع بيضاء أو تغيرات في لون الجلد تعرف بـ البقع الشمسية أو النمش.

· على عكس البهاق، البقع الشمسية عادةً ما تظهر في مناطق الجلد التي تعرضت للشمس، وعادةً لا تنتشر على نحو غير متسق كما هو الحال في البهاق.

نقص فيتامين (ب12)

· نقص فيتامين ب12 يمكن أن يؤدي إلى ظهور بقع بيضاء على الجلد بسبب تأثيره على صحة الخلايا.

· هذه البقع عادةً ما تظهر مع أعراض أخرى مثل الإرهاق أو الضعف العام.

التغيرات الجلدية بسبب الصدفية

· الصدفية هي حالة جلدية مزمنة تتميز ببقع حمراء ومتقشرة، لكن في بعض الحالات، قد تظهر بقع بيضاء أو لامعة على الجلد بسبب تغيرات ناتجة عن القشور.

· التمييز بين الصدفية والبهاق يعتمد على وجود القشور في الصدفية.

التهاب الجلد التماسي

· يحدث التهاب الجلد التماسي نتيجة لتفاعل الجلد مع مواد مهيجة مثل الصابون أو المواد الكيميائية. يمكن أن يؤدي ذلك إلى ظهور بقع حمراء أو بيضاء، لكن هذا عادةً ما يكون مصحوبًا بحكة وحرقان.

· على عكس البهاق، الذي لا يسبب أي إحساس بالحكة أو التهيج.

الذئبة الحمراء

· الذئبة الحمراء هي مرض مناعي ذاتي يمكن أن يسبب بقعًا بيضاء أو احمرارًا على الجلد، خاصة في الأنف والخدين.

على الرغم من أن البهاق قد يصيب أيضًا الوجه، إلا أن الذئبة الحمراء عادة ما تكون مصحوبة بأعراض أخرى مثل التعب العام، ألم المفاصل، والطفح الجلدي.

البقع الناتجة عن الإصابة (ظاهرة كوبنر)

· قد تظهر بقع بيضاء أو تغيرات في لون الجلد في الأمكنة التي تعرضت لإصابات أو جروح، مثل الحروق أو الخدوش.

· في حالة البهاق، قد تكون هذه البقع ناتجة عن ظاهرة كوبنر، حيث يظهر البهاق في أماكن الإصابات أو الضغط على الجلد.

التهاب الجلد الدهني

· هو نوع من الطفح الجلدي الذي يظهر عادةً في مناطق مثل الوجه وفروة الرأس، ويمكن أن يسبب ظهور بقع حمراء أو بيضاء.

· قد يختلط مع البهاق بسبب موقعه، لكن في هذه الحالة يكون مصحوبًا بالتهيج والحكة.

السعفة

· السعفة هي عدوى فطرية تصيب الجلد وتسبب ظهور بقع حمراء أو بيضاء مع حواف حادة.

· هذه الحالة يمكن أن تشبه البهاق في شكل البقع، لكنها عادة ما تكون مصحوبة بالحكة.

اقرأ أيضًا 10 وصفات طبيعية لعلاج مرض البهاق

كيفية علاج البهاق؟

علاج البهاق يهدف إلى تحسين مظهر الجلد واستعادة اللون المفقود في المناطق المتأثرة.

مع أنه لا يوجد علاج نهائي للبهاق، فإنه توجد خيارات علاجية عدة قد تساعد في تقليل البقع البيضاء أو تحسين المظهر العام للجلد.

ويعتمد العلاج على شدة الحالة وموقع البهاق واستجابة الجسم للعلاج.

إليك بعض الخيارات المتاحة لعلاج البهاق:

العلاجات الموضعية (المراهم)

· الكورتيكوستيرويدات الموضعية

- هي الأدوية الأكثر شيوعًا لعلاج البهاق. توضع على المناطق المتأثرة من الجلد لتقليل التهاب الجلد ومحاولة إعادة تصبغ الجلد.

- تستخدم عادة في الحالات الخفيفة أو المتوسطة من البهاق.

· المرطبات

- قد يوصي الطبيب باستخدام مرطبات للمساعدة في ترطيب الجلد ومنع جفافه.

· مراهم تحتوي على كالسينيورين

- مثل توفاسيتين وبيمكروليموس، التي تساعد في تقليل نشاط جهاز المناعة في الجلد، وهي مفيدة في علاج البهاق في مناطق الوجه والفم.

العلاج بالأشعة فوق البنفسجية

- أحد العلاجات الأكثر فاعلية، يتم فيه تعريض الجلد للأشعة فوق البنفسجية تحت إشراف طبي متخصص.

- يهدف هذا العلاج إلى تحفيز خلايا الميلانين على إعادة التصبغ في المناطق المتأثرة.

الليزر

· في بعض الحالات، قد يتم استخدام الليزر (مثل الليزر المتعدد الأطوال الموجية) لتحفيز إنتاج الميلانين في الأمكنة المتأثرة.

· هذا العلاج يكون فعالًا في الحالات المحدودة من البهاق.

العلاجات الدوائية

· الأدوية المناعية

- قد يتم استخدام بعض الأدوية التي تؤثر في جهاز المناعة مثل ميثوتريكسات أو أزاثيوبرين في الحالات الشديدة أو عندما لا تكون العلاجات الأخرى فعَّالة.

- يمكن أن تقلل هذه الأدوية استجابة الجهاز المناعي الذي يتسبب في تدمير خلايا الميلانين في الجلد.

· البروبيلين جليكول

- يستخدم أحيانًا لتسريع تأثير العلاج بالأشعة فوق البنفسجية.

الجراحة

· زراعة الجلد

- في الحالات الشديدة التي لا تستجيب للعلاج الموضعي أو العلاج بالأشعة فوق البنفسجية، قد يلجأ الطبيب إلى زراعة الجلد.

- يأخذ المتخصص خلايا الجلد السليمة من مكان آخر في الجسم وزراعتها في المناطق المتأثرة بالبهاق.

· الوحدات التجريبية

- مثل التفتيح الموضعي للجلد باستخدام الملون لاستعادة اللون جزئيًّا، ولكن هذا العلاج قد لا يكون دائمًا.

العلاجات البديلة والتكميلية (الطب البديل)

· بعض الأشخاص قد يلجأون إلى العلاجات الطبيعية مثل زيت جوز الهند أو الصبار لترطيب الجلد وتحسين مظهره.

· في بعض الحالات، قد تساعد هذه العلاجات في تحسين صحة الجلد عامة، لكن فاعليتها في علاج البهاق غير مؤكدة علميًا.

العلاجات النفسية

· نظرًا لأن البهاق قد يؤثر في الثقة بالنفس والمظهر الخارجي، من المهم أيضًا التعامل مع الجوانب النفسية للمريض:

· الدعم النفسي أو العلاج السلوكي المعرفي قد يساعد في تقليل الضغط النفسي الناتج عن البهاق.

· التحدث مع مختص نفسي أو الانضمام إلى مجموعة دعم يمكن أن يكون مفيدًا.

الوقاية والرعاية الذاتية

· الحماية من الشمس

- يجب على المصابين بالبهاق أخذ الحذر عند التعرض لأشعة الشمس، حيث تكون المناطق المصابة بالبهاق أكثر عرضة لحروق الشمس.

- يوصى باستخدام واقي الشمس بانتظام لحماية الجلد من الأشعة فوق البنفسجية الضارة.

· ترطيب الجلد

- استخدام مرطبات للحفاظ على رطوبة الجلد والوقاية من الجفاف قد يساعد في تحسين الحالة.

اقرأ أيضًا البهاق (البرص) مرض يصعب علاجه

كيف يمكنني منع البهاق؟

من غير الممكن منع البهاق كاملًا، خاصةً لأنه حالة ناتجة عن اختلال في جهاز المناعة، وهو ما يصعب التنبؤ به أو تجنبه.

ولكن توجد بعض الإجراءات الوقائية التي يمكن أن تساعد في الحد من خطر تطور البهاق أو تقليل تأثيره في الشخص المصاب:

تجنب التعرض المفرط لأشعة الشمس

· حماية الجلد من الشمس

- الأشخاص المصابون بالبهاق أو الذين لديهم تاريخ عائلي للبهاق يجب عليهم تجنب التعرض المباشر لأشعة الشمس مدة طويلة.

- يمكن استخدام واقي الشمس بتركيز SPF 30 أو أكثر، ويجب وضعه بانتظام على المناطق المكشوفة من الجلد، ولا سيما في الأمكنة المتأثرة بالبهاق.

· ارتداء ملابس واقية

- يفضل ارتداء ملابس طويلة وقبعات واسعة لحماية الجلد من أشعة الشمس.

التعامل مع التوتر والضغوط النفسية

· الضغط النفسي يعد من العوامل التي قد تؤدي إلى تفاقم الحالة أو حتى ظهور البهاق في بعض الحالات.

· تقنيات الاسترخاء مثل التأمل، اليوغا، والتمارين الرياضية يمكن أن تساعد في تقليل التوتر.

· الحفاظ على صحة عقلية جيدة بالدعم النفسي أو العلاج السلوكي المعرفي قد يساعد في تقليل احتمالية تفاقم الحالة.

تجنب المواد الكيميائية المهيجة

· الأشخاص الذين يعانون من حساسية الجلد أو مشكلات جلدية سابقة يجب عليهم تجنب المواد الكيميائية الضارة مثل الصابون القاسي أو المستحضرات التي تحتوي على مواد مهيجة قد تؤدي إلى تهيج الجلد أو تفاقم البهاق.

اقرأ أيضًا ما هو تصبغ مفاصل اليد؟ وما علاجه؟

العلاج المبكر في حالة ظهور البهاق

· إذا بدأت بقع بيضاء تظهر على الجلد، من المهم التوجه للطبيب مبكرًا. فالعلاج المبكر قد يساعد في تقليل تطور البهاق وتفشيه إلى مناطق أخرى.

· في بعض الحالات، قد يتم استخدام العلاجات الموضعية مثل الكورتيكوستيرويدات أو العلاج بالأشعة فوق البنفسجية مبكرًا؛ ما يساعد في إيقاف انتشار البهاق.

التغذية السليمة

· توازن الفيتامينات: بعض الأشخاص الذين يعانون من نقص فيتامينات معينة مثل فيتامين ب12 أو حمض الفوليك قد يكونون أكثر عرضة لتطور البهاق.

· لذلك، من المهم الحفاظ على نظام غذائي متوازن يحتوي على الفيتامينات والمعادن الضرورية.

· يمكن استشارة الطبيب حول مكملات الفيتامينات إذا كان يوجد شك في نقص بعض الفيتامينات.

الرعاية الجلدية السليمة

· الاعتناء بالجلد

- الحفاظ على نظافة وترطيب الجلد يمكن أن يقلل تهيج الجلد ويمنع ظهور مشكلات جلدية قد تؤدي إلى تفاقم البهاق.

- استخدام مرطبات لطيفة على البشرة الجافة يمكن أن يساعد في حماية الجلد من الجفاف.

مراقبة الأمراض المناعية الأخرى

· بما أن البهاق مرتبط أحيانًا ببعض الأمراض المناعية مثل داء السكري أو أمراض الغدة الدرقية، فمن المهم مراقبة الصحة العامة للجسم.

· بالفحوص الدورية والتحاليل المخبرية، يمكن الكشف المبكر عن أي اضطرابات مناعية قد ترتبط بالبهاق.

اقرأ أيضًا الحساسية، الصدفية، البقع الجلدية والنمش، البهاق، سقوط الشعر، وبعض الأمراض الجلدية

هل سيعود لون بشرتي الطبيعي مع البهاق؟

· يستعيد نحو 10% إلى 20% من المصابين بالبهاق لون بشرتهم بالكامل. وهذا أكثر شيوعًا بين الأشخاص الذين:

- حصلوا على التشخيص المبكر قبل سن العشرين.

- تصل الحالة إلى ذروتها وتنتشر خلال ستة أشهر أو أقل.

- تظهر الأعراض أساسًا في منطقة الوجه.

· من غير المرجح أن تستعيد صبغتك إذا:

- ظهرت أعراض البهاق بعد سن العشرين.

وبذلك نكون قد استعرضنا في هذا الجزء أساليب تشخيص البهاق بدقة، وناقشنا العلاجات المتاحة التي قد تساعد في استعادة لون الجلد، إضافة إلى استراتيجيات الوقاية التي يمكن أن تقلل تأثير هذه الحالة.

على الرغم من أن البهاق قد يظل تحديًا بالنسبة لكثيرين، فإن الوعي المبكر والعلاج المناسب يمكن أن يحدث فرقًا كبيرًا في التحكم في الحالة وتحسين جودة الحياة.

إذا كنت قد وجدت هذه المعلومات مفيدة، تذكر أن البهاق ليس نهاية الطريق بل بداية لفهم أعمق والتعامل الأفضل مع الجسد.

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة