أصبح البحث العلمي أساسًا للتعامل مع مناحي الحياة كافة، فيتعاون العلماء والباحثون والدارسون للانطلاق نحو آفاق متجددة ومنفتحة، لحل مشكلات تواجه مجتمعاتهم ومحاولة التغلب عليها.
أو لتحسين أنماط المعيشة وتيسيرها، أو الوصول لتكنولوجيا حديثة ومصادر طاقة نظيفة متجددة... وغيرها.
قد يهمك أيضًا
اكتشافات وابتكارات وأحداث علمية داخل الكوكب وخارجه .. عايشها البشر في ٢٠٢٢
صعوبات البحث العلمي الحالية
ومن الصعوبات التي تواجه مجال البحث العلمي، العمل المنفرد، فمنطقي أن ناتج ما يؤديه عالم أو باحث أو دارس (واحد) بصورة منفردة -مهما كان حجم الجهد المبذول- سيمثل نسبة 10% تقريبا، في حال اشترك في البحث 10 باحثين لتناول نفس المشكلة البحثية.
إضافة إلى القيود المفروضة على نشر البحوث والاستعانة بها، وتحوُّل الأمر إلى جانب مادي متجرد (ادفع لتحصل على المعلومة) أو (ادفع لنجري البحث نيابة عنك)، وبذلك نتحكم في النتائج وفق الرغبة.
وأيضًا التحكم في الحصول على بيانات يُستثمر في جوانب أخرى، كل ذلك دون علم الباحث الذي ارتضى هذا السلوك.
نعم، إن توثيق المعلومة (النتيجة) باسم من توصل إليها من أخلاقيات البحث العلمي المؤكدة التي لا غنى عنها، ولكن أن تصبح المعلومة (سلعة) تباع وتشترى، وأن تخفى المعلومة عن البعض، فهذا يعيق تقدم البحث العلمي خاصة في الدول النامية.
نجد أن الدول المتقدمة تسيطر على نتائج البحوث العلمية التي أجريت لديها، لتحافظ على الفجوة الزمنية المتقدمة بها على الدول الأخرى.
بل قد يصل الأمر للإسهام في تأخر تلك الدول وتراجعها للخلف أكثر وأكثر، من خلال بث معلومات مغلوطة أو تفتيت نظم البحث العلمي والسيطرة على مستوى التكنولوجيا الذي يصل للدول الأخرى، بل واستقطاب العلماء وتشجيعهم على الهجرة من بلدانهم.
وفي بعض الأحيان يصل الأمر لاغتيال بعض العلماء الذين اكتشفوا ما يسد الفجوة الزمنية الفارقة بين المجتمعات.
قد يهمك أيضًا العلم والمعرفة وكيف تستفيد منهما في الحياة
قواعد البحث العلمي الناجح
لذا علينا أن نفيق ونتعلم الدرس من خلال:
- الانطلاق نحو آفاق جديدة من العلم والبحث والدراسة، وتأكيد حرية البحث العلمي في ضوء الأخلاقيات المتفق عليها.
- التشجيع على البحث العلمي وتوفير الإمكانات اللازمة.
- أن يصبح لدينا بحثنا العلمي القائم على لغتنا الأم (اللغة العربية).
- عندما تقدم علماء العرب وكانت أوروبا في عصورها المظلمة، نقلوا العلوم عن علماء العرب إلى لغتهم (لاتينية- إنجليزية- فرنسية- وغيرها)، ولم يتعلموا العربية أو يدرسوها ويتكلموا بها مثلما نفعل نحن الآن.
- دراسة اللغات الأخرى أمر مهم جدًّا لا شك في ذلك، لكن دون فقد الهوية وطمس لغتنا الأصيلة المليئة بمرادفات ومعانٍ لا تجد مثلها في أي لغة أخرى.
- أن نحاول الوصول لنملك شبكة المعلومات الخاصة بنا القائمة على لغتنا.
- أن نستخرج مشكلات بحثنا من واقعنا وحياتنا.
- أن نشجع على البحوث العلمية الجماعية، مع كامل التقدير والاعتراف بأهمية البحوث الفردية، لكن مع تقنينها.
- البحوث الفردية لا تقل أهمية عن البحوث الجماعية، ولكن يجب أن نربطها بمنظومة بحث علمي شامل، مثل: (الخطة البحثية للهيئة أو الجهة أو المؤسسة)، التي يجب أن تنبع من الخطة البحثية العامة للقطاعات، التي تنبع بدورها من خطة بحثية عامة عليا مصدرها مؤسسة علمية بحثية عليا، تضع أولويات وتوصيات لمحاور البحث العلمي وفق احتياجات المجتمع ومشكلاته، بناء على بحوث تم إجراؤها على قطاعات عدَّة من المجتمع.
- أن نملك مزيدًا من المؤسسات البحثية متعددة المجالات، بها مجموعات عمل في كل التخصصات.
- أما أن يغرد كل باحث بصورة منفردة على غصن شجرة مقطوع، غير مرتبط بساق وجذع وجذر الشجرة، فلن يُنتج نغمًا سليمًا.
- تنشئة الأطفال على استخدام أساسيات البحث العلمي في معظم أمورهم حتى في ألعابهم الصغيرة.
- أن نيسر إجراءات البحث العلمي أمام الجميع.
- زيادة الاهتمام ببناء المختبرات والمعامل وقاعات البحث والتطبيقات ونماذج المحاكاة.
قد يهمك أيضًا أنواع العلوم المختلفة وخواصها وتطبيقاتها في حياتنا
توصيات للاهتمام بالبحث العلمي
وللاهتمام بالبحث العلمي توصيات عدَّة لا يسعنا تناولها جميعها في هذا المقال، ولكن دعونا نسلط الضوء على ما يلي:
- البحوث الجماعية وفرق البحث ومؤسسات البحث.
- تعلم اللغات دون فقد هوية لغتنا العربية.
- توثيق المعلومة مع مراعاة سهولة الحصول عليها.
- أن نملك شبكة معلومات خاصة بنا.
- أن نبث خطوات البحث العلمي منذ مراحل التعليم التمهيدية الأولى.
الخلاصة
أن نجعل البحث العلمي أسلوب حياة.
قد يهمك أيضًا
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.