إنه يُعد أعقد ما يواجهنا في مسيرة حياتنا حتى آخر يوم بها، يرهقنا من الداخل ولا نقوى على الابتعاد عنه أو حتى الانشغال أو اللامبالاة وعدم الاهتمام، أتعرفون لماذا؟
لأنه باختصار الأمان النفسي الذي تتغذى عليه أحاسيسنا بذاتنا وتقييماتنا غير العادلة لأنفسنا. وسأخبركم لماذا هي غير عادلة..
لأنك تبنيها بناءً على نظرة الآخرين لك لا على تقييمك الشخصي لنفسك. وبالعودة إلى موضوعنا الأساسي وأرجو ألا أكون قد أطلت المقدمة.
فالموضوع الذي نعتاش عليه هو فكرة الانقسام الروحي الذي نعيشه بين نظرة المجتمع لنا وبين حقيقتنا الفعلية التي تضطرنا في كثير من الأحيان إلى ارتداء أقنعة لا تناسبنا، وقد تسقط فجأة؛ لأنها لا تتلاءم ومقاسات وجوهنا.
فما تأثير هذا الانقسام الروحي علينا فعليًّا؟ دعونا نتعرف أكثر في هذه المقالة.
اقرأ أيضًا أهمية العلاقات الصحية في بناء حياة مستقرة
ما الانقسام الروحي؟
بدايةً علينا أن نعي جيدًا معنى كلمة الانقسام الروحي، وهي أننا نضطر للتعامل مع المجتمع الخارجي بصورة لا تشبه ذاتنا الداخلية، التي إذا ما وصلت إلى نسبة عالية من الاختلاف بين الداخل والخارج قد تجعلنا نحمل شخصيتين، وقد تؤثر في سلامنا النفسي وسلوكنا السوي.
ما أعراض الانقسام الروحي؟
· ارتداء ثوب لا يلائمك أو أكل طعام لا تستسيغه. بالمختصر تغيير ما تهواه نفسك لمسايرة الآخر؛ علَّك تلفت انتباهه إذا ما تمثَّلت بطباعه.
· تمثيل شخصية لا تشبه شخصيتك الحقيقية، كالمبالغة في الحنان مثلًا.
· تقمص شخصية شخص آخر، وأن تعيش دور هذا الشخص حتى ولو لم يكن يناسب شخصيتك الحقيقية ويخالفها.
· فعل كل ما يخالف أقوالك، كمثال: أنك طوال الوقت تُسدي التعليمات والنصائح للآخرين في حياتهم، ولكنك لا تطبقها على نفسك وحياتك.
· الانتقاد الدائم للآخرين وتمييز نفسك ومحاولة لفت الانتباه الدائم لشغل مَن حولك بك.
· التعالي غير المبرر، بما يشعرك أنك إذا فقدت هذه الصفة وهذا الدور سيسقط قناعك لا محالة، ما يجعلك تتصرف كأنك طاوس لا يرى أحدًا غيره ولا يسمع إلا صوته.
اقرأ أيضًا 5 خطوات للتخلص من العلاقات السامة وطرق التعافي منها
كيفية التخلص من الانقسام الروحي
· مواجهة النفس بأخطائها والعودة شيئًا فشيئًا لإرضاء ذاتك الداخلية حتى لو لم تكن ترضي المجتمع الذي تنتمي له وتحاول كسبه من حولك؛ لأن لنفسك عليك حقًّا، وإن لم تكن مرتاحًا مع نفسك فلن ترتاح مع الآخرين.
· لا تتقمص دور أي شخص، وحاول أن تتلمس الأشياء الجميلة في نفسك.
· اعمل على التخلص من السلبيات التي لا تُرضيك في ذاتك وحافظ على إيجابياتك؛ حتى لا تضطر لأن تقلد غيرك.
· خفِّف حدة الانتقادات للآخرين، ولتضع في رأسك فكرة أننا جميعًا بشر، قد نخطئ ونتعلم ونجرب، وهذا ليس عيبًا.
· الغرور لن يجلب لك إلا المتاعب والكراهية من الناس حولك؛ لذلك دعك منه، ولا يغرك تصوير التلفاز للشخص المغرور على أنه الأفضل؛ فالواقع مختلف صدقًا.
· اظهر كما أنت بلباسك الذي تحب، وكُل من طعامك المفضل؛ فهذا لن يؤذي الآخرين، ولن يلتفتوا إليه على الإطلاق حتى.
· اطلب المساعدة النفسية أو الاستشارة الاجتماعية أو اقرأ في هذا المجال إن كنت لن تتمكن من تطبيق ما ذُكر سابقًا وحدك.
في النهاية قد أكون قد أسميت هذا الفعل النفسي بالانقسام الروحي كونه تعبيرًا أدبيًّا وليس علميًّا عما يجول في خلجات النفس الإنسانية بدقة وما تشعر به وما تعرِّض نفسها لقسوة غير مبررة بسببه.
وقد تجدون له اسمًا علميًّا ملائمًا للحالة التي لن أسميها مرضية إذا تمكن الشخص الذي يعاني منها من الحد منها قبل أن تصبح مؤذية له وللآخرين من حوله.
سبتمبر 16, 2023, 8:33 م
جميل كعادتك يا احلى رانيا ..ابدعتي 💟 ارجو ان تقراي مقالاتي وتعطيني رايك فيها و شكرا مسبقا ☺️ طابت امسيتك ✨🌸
سبتمبر 16, 2023, 9:11 م
حبيبتي بالتأكيد سأقرأها فورا
سبتمبر 16, 2023, 9:26 م
مفيد جدا
سبتمبر 17, 2023, 8:57 ص
❤️❤️
سبتمبر 16, 2023, 9:40 م
احسنت الاختيار
سبتمبر 17, 2023, 8:58 ص
❤️👍
سبتمبر 17, 2023, 9:04 ص
راىع
سبتمبر 17, 2023, 11:30 ص
جيد جداً و واقعي أيضاً فأغلب الناس تتصرف هكذا
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.