أن تكون هادئ الطباع سليم المعاملة، لطيفًا في ردود أفعالك لا تفتعل المشكلات، ليس لك سوى نفسك كما يقال في العامية "حالك بحالك".. كل هذه الصفات الإيجابية قد لا تنم فقط عن شخص جيد لطيف متسامح، ولكن أن تصل إلى درجة الانطواء والعزلة هنا تكمن المشكلة.
فقد أوضحت مختلف الدراسات النفسية عن توضيح معنى كلمة "الانطواء" أنها تعني باختصار العزلة والابتعاد عن المحيط والآخرين بهدوء دون أي مشكلة. وقد سُميت الشخصية التي تتصف بهذه الصفة "الشخصية الانطوائية".
صفات الشخصية الانطوائية
وللتعرف على أهم صفات هذه الشخصية فقد أوضح المختصون في مجالات العلاج النفسي في أثناء علاج كثير من الحالات لأشخاص يعانون الانطواء، أن هذه الشخصية لها من الصفات التي تختلف من شخص لآخر، ومن فئة عمرية إلى أخرى. وأن أهم ما يميزها هو:
- إن هذه الشخصية تفضل العزلة والانفراد على الخلطة مع الآخرين والاجتماع بهم، حتى في أوقات الفراغ، وفي الجلسات والحوارات سواء العائلية أو المهنية.
- إن عدم الإحساس بالآخرين بالمعنى المعنوي وبرودة المشاعر وإظهار التعاطف سواء حب أو كره أو شغف ينم عن شخصية قاسية، ولكن مع الشخصية الانطوائية ليس سبب برودة المشاعر هو قسوة القلب، بل السبب ينبع من الشخص الانطوائي نفسه، لا يعرف ولا يدرك كيفية التعبير عن مشاعره على الوجه الصحيح؛ ما يجعله غير قادر على إظهار العطف والحب بالوقت الذي تحتاج إليه هذه المشاعر.
- إن الشخص الانطوائي يتصف بالبرود في إظهار الانفعالات النفسية في المواقف الحياتية، وعدم المبالاة بالمواقف التي تثير هذه الانفعالات كالغضب والحزن والفرح.
- ضعف التأثر بالانتقاد الصادر عن الآخرين والتوبيخ في حال الخطأ، وكذلك ضعف التأثر بالثناء والمديح والتشجيع، وكذلك التأثر بالنصح والإرشاد والتوجيه، وذلك ليس بسبب العناد والرفض والتحدي، وإنما بسبب برودة المشاعر وضعف تأثيرها في التفكير والسلوك.
- ضعف القدرة على التعبير عن المشاعر الإنسانية، وضعفها في قرارة نفس الشخص الانطوائي.
- يتصف الشخص الانطوائي بمعدلات ذكاء تتراوح بين الجيدة والمتوسطة والممتازة حسب تكوين الفرد. ومن هنا فإن هذه الشخصية تفضل العمل في المجالات التي يغلب عليها الانفراد كالدراسة والعمل في مجالات الحوسبة والإلكترونيات.
- يتصف الشخص الانطوائي بضعف التواصل مع الآخرين من ناحية التواصل اللفظي، فيكون كلامه محدودًا ومختصرًا ودون مشاعر، وغير لفظي بإشارته باليدين أو الرأس ونظرات عينيه، ويتصف بضعف المبادرة معهم والتحرك الذاتي والتفاعل الاجتماعي والقيام بالمسؤوليات.
- تتصف هذه الشخصية أيضًا بالغرق في أحلام اليقظة والاسترسال فيها بدرجة كبيرة حتى ما بعد مرحلة المراهقة، فيؤدي إلى صعوبة تحديد الأهداف المستقبلية.
كيفية التعامل مع الشخصية الانطوائية
على الرغم من كثرة هذه الصفات وتعددها سواء على مستوى حياة الفرد الشخصية أو المهنية حتى الاجتماعية، فقد أوضحت الدراسات النفسية أساليب التعامل مع هذا النوع من الشخصيات. ومن هذه الأساليب:
- العمل على صهر هذه الشخصية بالدوائر الاجتماعية، عن طريق اقتناعها بذلك دون الإلحاح في الاختلاط؛ لأن ذلك يؤدي إلى نشوء عقد نفسية لا يمكن حلها بسهولة.
- المساعدة في اكتساب هذه الشخصية المهارات، وتقديم كل الدعم الذي تحتاج إليه، واختيار الوظائف والأعمال التي تنسجم مع تفضيلاتها؛ ما يمكن لها النجاح فيها.
وفي الختام، إن هذه الشخصية تحتاج إلى كثير من الاستيعاب والفهم، ويجب العمل على المعالجة قبل أن تتحول صفاتها إلى أمراض نفسية لا يمكن علاجها.
شكرا على المقال
اشكرك على مرورك اللطيف صديقي
هذا النوع من الشخصيات قد يصعب فهمه بسبب برودة المشاعر وعدم القدرة على التعبير وقد يكون غير مرغوب إجتماعيا
مرحبا من جديد، مشكورة على هذا المقال الرائع، دمتي متفوقة ومتآلقة، ودمتم بخير وسلام وسعادة.
جميل ورائع هذآ المقال
الثرى بالمعلومات
دمتى مبدعة ودائما إلى الامام ❤🌺
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.