الطبيعة البشرية التي نشأنا عليها، أشد عرضة للتغير والتقلب؛ نتيجة الأحداث والظروف اليومية التي نمر بها، وسواء أكانت هذه الأحداث سلبية أم إيجابية، فلكل منها تأثير في حياتنا العلمية والعملية.
وتعد المواقف والأحداث السلبية أشد تأثيرًا في حياة الشخص؛ فهي تتسبب له في كثير من الأمراض والاضطرابات النفسية التي تؤثر مباشرة في فاعلية الفرد وإنتاجيته على مستواه الشخصي والعملي.
وتختلف أسباب الاضطرابات النفسية حسب نوع الاضطراب، وطبيعة الفرد الذي يعاني منه. ويمكن إجمال أسباب الاضطرابات النفسية فيما يلي.
اقرأ أيضًا: تعريف الاكتئاب وأعراضه وأسبابه وأنواعه
أسباب الاضطرابات النفسية
1. إن العوامل الوراثية والجينية من العوامل التي تؤدي إلى الإصابة باضطراب نفسي، كالاكتئاب والاضطرابات الشخصية.
2. الإجهاد والضغوط بمختلف أنواعها الاجتماعية أو العاطفية أو العائلية، وكلها تؤدي إلى اضطرابات نفسية.
3. إن ما يمر به الإنسان من ظروف وأحداث شديدة الخطر، كالتعرض للعنف والتعذيب والإساءة الجسدية والجنسية والكوارث الطبيعية والحروب، كلها تؤدي إلى الإصابة بصدمات نفسية.
4. إن الإنسان بصفته يمر بمراحل مختلفة من التغيرات الجسدية والهرمونية، ولا سيما عند النساء، وذلك خلال مراحل الحمل والولادة وانقطاع الطمث، وكذلك أمراض الشيخوخة عند الجنسين.
5. الحوادث الجسدية شديدة الخطر التي تؤدي إلى تغير حياة الفرد جذريًّا تؤدي إلى الإصابة بالاضطرابات النفسية.
ومن أكثر الاضطرابات النفسية شيوعًا "الاكتئاب".
اقرأ أيضًا: كيف تكون الرياضة سببًا في تعرض اللاعبين لنوبات الاكتئاب العنيفة؟
تعريف الاكتئاب
عرَّف الكاتب الاكتئاب بأنه نوع من الاضطرابات العقلية الشائعة التي تصيب كل الأفراد على حد سواء، وتختلف شدته من الخفيفة إلى الشديدة، وفيه تكون مشاعر الحزن والإحباط والانعزال والقلق والتعب وفقدان الاهتمام بالنشاطات اليومية التي كان الفرد يقوم بها، وتُعد العوامل النفسية والوراثية والاجتماعية والضغوط العاطفية والعائلية من أهم الأسباب التي تؤدي إلى الإصابة بالاكتئاب.
وتختلف شدة الاكتئاب حسب حالة الفرد، وحسب الوضع الذي هو فيه، ونوع الضغوط التي يتعرض لها. وقد أشار الكاتب إلى أن علاج الاكتئاب يكون بالأدوية المضادة للاكتئاب أو الاستعانة بالطبيب والمعالج النفسي.
اقرأ أيضًا: ما أعراض اكتئاب ما بعد الولادة؟ وما علاجه؟
أنواع الاكتئاب التي ذكرها الكاتب
1. الاكتئاب الماجوري
إن هذا الاكتئاب حسب ما أشار إليه الكاتب، يصيب الفرد مدة طويلة ويؤثر في حياة الفرد وصحته العامة وأدائه الوظيفي والشخصي؛ إذ إن أعراض الإصابة به هي أعراض الاكتئاب نفسها، أي الشعور بمختلف المشاعر السلبية، مضافًا إليها التأثير في صحة الفرد مثل زيادة الوزن والإفراط في الطعام أو العكس، إضافة إلى الشعور بالتعب الشديد وفقدان الطاقة وحدوث اضطرابات في التركيز والنوم وتغير التوازن الكيميائي في الجسم.
حتى يكون علاج هذا النوع من الاكتئاب يجب اللجوء إلى الدعم النفسي والعاطفي، وتشجيع الفرد على الخروج من هذه الحالة عن طريق الاستعانة بالطبيب النفسي والعلاج السلوكي، وأهم من كل ذلك دعم العائلة والأصدقاء حتى يتم العلاج بأسرع وقت ممكن.
2. اكتئاب ما بعد الولادة
يُعد هذا الاكتئاب الاكثر شيوعًا وانتشارًا بين النساء، وخاصة عند النساء اللاتي يلدن للمرة الأولى، ويصاحبه الشعور بالقلق والتوتر والعصبية الزائدة، وفقدان الاهتمام بالقيام بالأشياء اليومية، وصعوبة النوم والتركيز، والخوف من الفشل.
ويعود السبب إلى الإصابة بهذا النوع من الاكتئاب إلى التغيرات الهرمونية التي تصيب جسد المرأة، والضغوط التي تشعر بها سواءً كانت نفسية أو عائلية أو عاطفية، أو نتيجة التغيرات الجذرية بوجود فرد جديد في العائلة، أو نتيجة وجود هذا الاكتئاب في جذور العائلة وتنتقل وراثيًّا من امرأة إلى أخرى.
وأشار الكاتب أن هذا النوع من الاكتئاب يتطلب الدعم المباشر والواضح من قبل الشريك وأفراد العائلة، سواء كان الدعم عاطفيًّا أو ماديًّا أو معنويًّا، فكل ذلك يسهم في تحسين الحالة النفسية للأم، وتكون أكثر حبورًا وسعادة بمولودها.
3. الاكتئاب عند كبار السن
يُعد من الأمراض الأكثر شيوعًا، وخاصة عند كبار السن، ويؤدي هذا الاكتئاب إلى انخفاض الأداء والقدرة الجسدية والحركية، وكل هذا يؤثر في الصحة العامة لهم، فيؤدي إلى حدوث الجلطات والسكتات الدماغية وأمراض القلب وغيرها.
مهما كانت حالات الاكتئاب التي يمر بها الفرد فإنها تحتاج إلى التدخل السريع من قبل العائلة أو العلاج النفسي؛ حتى لا يتطور ويهدد حياة الفرد بالموت.
محتوى رااائع
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.