يقولون إن خير الأمور الوسط. ومن هنا يجب على الإنسان الاعتدال في كل شيء دون إفراط، إلا عزة نفسك فكن مفرطًا فيها كما تشاء، فالكرامة والكبرياء هما سر وجودك كريم النفس، وعزيزًا في المجتمع.
اقرأ أيضًا: خاطرة خاطرة "لا تبحث في الماضي".. خواطر وجدانية
إذا أحببت شخصًا ما تعلَّم كيف تتعامل معه، وإذا ظهر منه عيب أو أحسست منه بنقيصة ما حاول أن تعينه على التخلص منها دون أن تجرح مشاعره، وكن ناصحًا أمينًا له حتى يعود إلى الصواب، وتعامل برفق شديد حتى يتضح لك إذا كان يتعامل على سجيته أو فطرته، ولا تتركه حتى يسقط في يد من لا يرحم، أيقظ فيه الإيجابيات الغائبة عنه، انصحه دون أن يدرك أنك تنصحه، بل إذا وجد في شخصيتك القدوة والنموذج بالتالي سيصاحبك دون غيرك من الناس؛ لأنه سيجد في شخصك ما يريد.
نحن في الحياة نجد أشخاصًا لديهم ما ينقصنا، وإذا غابوا عنا نشعر بالحاجة إلى وجودهم، على الرغم من أننا لا نأخذ منهم أشياءً مادية، لكن نلمس منهم الحب دون اعتراف بذلك، فهم مثل الحصون التي تقف في الظهر، وتطلق مدافعها على أهل الشر، ويجدون المتعة في أنهم ينقذون غيرهم.
هؤلاء هم الأصدقاء الحقيقيون؛ لأنهم يحسنون إليك ويتحدثون عنك وعن مواهبك التي لا يعرفها غيرهم، ولا يلتفتون إليها تحت دواعٍ كثيرة تكمن في الخوف من شخصك الصامت الذي يقف على الحياد دائمًا، لكن هذا مرفوض من جانبهم.
وأنا أرى من الغباء أن تتخذ من شخص عدوًّا بسبب سماعي، وتعتقد أن صمته نوع من الخبث، وأرى أن هذه جريمة ترتكبها في حقه. بل عليك أن تأخذ كل إنسان على سجيته وعلته، وتحاول أن تغير من سلوكياته إذا أمكن ذلك حتى يتعايش معك بما يتوافق مع طباعك، لكن لا تجبره على التغيير حتى لا ينقلب عليك. اتركه في حاله؛ لأنه يوجد نوعية من الناس إذا تغيَّرت فسدت وأصبح إصلاحها خطرًا ليس عليك فقط.
تعامل معه كما تحب أن يعاملك، ولا توقظ جوانب الشر داخله أو تحركها، وبالتالي بدلًا من أن تصلحه تقتل فيه جانب الخير.
وتحلَّ بالفضيلة التي ينبغي أن تتحلى بها، وتعامل معه بالعدل دون أن تكرهه، لكن في إطار حسن الجوار؛ لأن الكمال لله وحده، وأنت من الصعب أن تجعله كما تشاء؛ فقد تربى بأسلوب ما وعانق أفكارًا يصعب عليه الخروج عن قوانينها بسهولة، وأنت تريد أن يكون كما تكون أنت!
كلنا لدينا قصور، ونحتاج مزيدًا من الوقت حتى يمكننا التغلب عليه. علينا التعامل بموضوعية، وأن ننظر إلى الشخص بمنظار من العدالة لا يحيد؛ حتى لا نقع في ظلم بيِّن.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.