من اللحظات الصعبة على الآباء والأمهات تلقِّي خبر تشخيص طفلهم بأنه من (ذوي الاحتياجات الخاصة)، مع ذلك قد تكون هذه اللحظة بداية الأمل والتفاؤل. لذلك إذا كان طفلك يعاني من إعاقة أو اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، أو اضطراب طيف التوحد، أو أي احتياجات إضافية أخرى، فهذه المقالة قد تكون مفيدة لك.
كيف قد تشعر حيال تشخيص طفلك بالإعاقة أو التوحد أو اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه أو احتياجات أخرى؟
إذا شُخِّص طفلك بالإعاقة أو التوحد أو اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه أو احتياجات أخرى إضافية، فقد تشعر بمجموعة من المشاعر، خاصةً في أثناء رحلة تأقلمك مع التشخيص.
قد تمر عليك أوقات تشعر فيها بالحزن أو بالضيق، خاصةً عندما تفكر في أحلامك التي حلمت بها لطفلك وعائلتك. قد تشعر باللوم تجاه نفسك والآخرين، أو قد تتساءل عن سبب حدوث هذا لعائلتك!
من الشائع أيضًا القلق بشأن المستقبل، لطفلك وعائلتك. قد تشعر بالارتياح أيضًا، خاصةً إذا كنت قلقًا بشأن نمو طفلك لمدة من الوقت. يتيح لك التشخيص طرح أسئلة حول نمو طفلك والحصول على دعم من المتخصصين.
حين تتزاحم المشاعر: ماذا يحدث بعد التشخيص؟
في الوقت نفسه، قد تشعر بالارتباك وثقل المعلومات والنصائح المتضاربة والضغط لاتخاذ القرارات.
يمكن أن تتأثر مشاعرك بكيفية تأثير احتياجات طفلك على جوانب أخرى من حياتك. على سبيل المثال: قد يؤثر ذلك في عملك، أو حياتك الاجتماعية، أو مقدار الوقت الذي يمكنك قضاؤه في الاهتمامات الشخصية أو الهوايات. أيضًا فتشخيص طفلك قد يغير شعورك بهويتك بصفتك الوالد، خاصةً إذا بدأت بالتواصل مع مجموعات دعم الآباء والأمهات ذوي الإعاقة، أو وجدت نفسك تدافع عن احتياجات طفلك.

ومقدار الدعم الذي تتلقاه من الآخرين، مثل شريك حياتك، أو عائلتك، أو أصدقائك، قد يؤثر أيضًا في مشاعرك.
لا توجد طريقة (صحيحة) للشعور، وجميع مشاعرك صحيحة. فإدارة مشاعرك جزء من تقبُّل التشخيص والمُضي قدمًا في حياتك، وحياة طفلك، وحياة عائلتك.
كيف تدير مشاعرك بعد تشخيص طفلك؟
لا شك أن حالة الوالدين بعد تشخيص الطفل تختلف عما قبلها، فقد يشعر بمزيج من الصدمة والحزن، وعلى الرغم من أنها مشاعر طبيعية في هذا الظرف، لكن يجب ألا تستهلك طاقتك. لذلك قد تساعدك هذه النصائح في إدارة مشاعرك جيدًا:
- الاعتناء بنفسك. هناك قاعدة لا تتغير بتغير الزمان والمكان وحتى الأشخاص، وهي أنك لا يمكنك الاعتناء بمن هم تحت إمرتك، ما لم تكن قادرًا على الاعتناء أنت بنفسك. وهذا يعني أن تخصص وقتًا لنفسك تمارس فيه شيئًا تحبه، سواء قراءة، أو رياضة، أو الجلوس بهدوء مع فنجان القهوة في المساء.
- تقبُّل مشاعرك، مهما كانت. هذا يعني أنك يجب عليك ألا تخجل من مشاعرك؛ لأن الاعتراف بمشاعرك أمر صحي. مثال ذلك: قد تشعر بالحزن وأنت تشاهد أبناء الجيران أو حتى أبناء العائلة يلعبون وينطقون، في حين لا يزال طفلك عاجزًا عن الحركة أو النطق والكلام.
- امنح نفسك وقتًا. فالمشاعر السلبية لن تدوم للأبد، لكنها قد تعود من حين لآخر. على سبيل المثال: في عيد ميلاد طفلك، أو عند التحاقه بالروضة أو المدرسة، أو عند مواجهة صعوبة في الوصول إلى المرافق، أو عند الشعور بالتعب. مع مرور الوقت، ستتحسن قدرتك على إدراك هذه المشاعر والتعامل معها وتجاوزها بلطف.
- كن لطيفًا مع نفسك، وذكِّر نفسك بأنك تبذل قصارى جهدك.
- اعتنِ بنفسك، وحافظ على صحتك النفسية والجسدية.
- تعرَّف على آباء آخرين يمرون بمواقف مماثلة. قد يفيدك التحدث إلى أشخاص يفهمون معنى أن يكون لديك طفل ذو احتياجات إضافية.
استمتع بوقتك مع طفلك
من أفضل الأشياء التي يمكن أن تقدمها لطفلك، ببساطة أن تعيش اللحظة معه بكل حب، بدون قلق أو مقارنته بأطفال آخرين. فإذا كان أبناء الجيران يتحدثون بطلاقة، في حين لا يزال طفلك يستخدم الإشارات والإيماءات، فتذكَّر أن كل طفل ينمو بطريقته الخاصة.
احتفل بالنجاحات والإنجازات -نجاحاتك وإنجازات طفلك- وركِّز على الإيجابيات والتقدم. قد يختلف نمو طفلك عن نمو الأطفال الآخرين، لكنه سيحقق أهدافه وإنجازاته الخاصة على طول الطريق، وستكون هناك أسباب عدة للشعور بالإيجابية.
خصص وقتًا للاستمتاع بالحياة مع طفلك، دون التركيز على ما يحتاج طفلك إلى دعم فيه. مع مرور الوقت، ستتحسن قدرتك على القيام بذلك. كأن تخصص يومًا كل أسبوع للعب في الحديقة، أو قراءة رواية، أو مشاهدة عرض مسرحي.

طلب الدعم ليس ضعفًا.. بل قوة ومحبة
اجمع معلومات حول تشخيص طفلك من مصادر موثوقة، مثل المواقع الإلكترونية الحكومية وجمعيات ذوي الإعاقة والمستشفيات والجامعات، وكبار المتخصصين، مع الأخذ في الحسبان أن ليس كل ما تجده على الإنترنت مبنيًا على بحوث علمية موثوقة.
حين تشارك من تحبهم حقيقة ما يمر به طفلك، أنت بذلك تمنحهم فرصة لأن يكونوا بجانبك في هذا الظرف الاستثنائي، حيث الدعم والاحتواء. ببساطة قد يعرض عليك توصيل طفلك لجلسة تخاطب، أو يعرض عليك الاعتناء بإخوته الصغار لبعض الوقت، أو على الأقل أن يجلس معك ويسرِّي عنك.
وأنتم أعزائي القراء من الآباء والأمهات، تذكروا أنكم لستم وحدكم في هذه الرحلة الصعبة، شاركونا أفكاركم، تجاربكم، أو حتى أسئلتكم في التعليقات.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.