الاضطرابات الشخصية من كتاب «المختصر في الاضطرابات النفسية»

تُعد الاضطرابات الشخصية من أنواع الاضطرابات النفسية التي تؤثر مباشرة في سلوك الأفراد، فهي تؤثر في علاقة الفرد بالآخرين، وعلاقة الفرد بنفسه. وأغلب الاضطرابات الشخصية تحتاج كثيرًا من الرعاية والتفهم؛ لأن علاجها قد يحتاج إلى وقت طويل في حال كان هذا الاضطراب موجودًا منذ الصغر، ويتفاقم مع تقدم الفرد في العمر. 

وقد أوضح الكاتب أنواع الاضطرابات الشخصية التي تصيب الأفراد على حد سواء وبكل الفئات العمرية.

اقرأ أيضًا:متلازمة ستوكهولم.. هل هي اضطراب نفسي أم لا؟

1. اضطراب الشخصية الحدية 

يعد هذا الاضطراب من أنواع الاضطرابات التي تتسم بنمط سلوكي غير ثابت في الانفعالات والمواقف والعلاقات بالآخرين، ويتسم الأشخاص المصابون به بالتبدل في العواطف وعدم استمرار العلاقات سواء أكانت شخصية أم عملية. ويمكن أيضًا الانتقال بين مشاعر الحب والكراهية على نحو سريع، وعدم انتظام المشاعر الداخلية، من الصعوبة في استقرار ذاتية الشخص، إلى الوحدة والإحباط والتشاؤم والفراغ العاطفي. 

إن العوامل التي تتسبب في هذا الاضطراب قد تكون وراثية، أو نتيجة التعرض للإهمال أو الإساءة الجسدية والنفسية في سن مبكرة. أما العلاج فيكون عن طريق العلاج النفسي السلوكي، والاتجاه نحو تغيير الأنماط السلوكية الخاطئة، والعمل على تحسين مهارات التحكم في العواطف والتعامل مع الآخرين. 

اقرأ أيضًا: ملخص كتاب جلسات نفسية.. محمد إبراهيم

2. اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع

يُعد هذا الاضطراب -كما أوضحه الكاتب- نوعًا من الحالات النفسية التي يعاني فيها الفرد صعوبة التأقلم داخل المجتمع الذي يعيش فيه، وعدم احترام حقوق الآخرين. ويتضمن هذا الاضطراب سلوكيات مثل الخداع والتلاعب بالآخرين، والعنف، والسلوك المستهتر وغير المسؤول. 

وتكمن الأسباب وراء الإصابة بهذا الاضطراب في مرور الفرد بتجارب سلبية، ونمط تربية سيئ، وعدم القدرة على التواصل مع الآخرين وتحقيق نوع من الترابط العاطفي معهم.

أما عن طريقة علاج هذا الاضطراب، فهو يحتاج إلى المتابعة المستمرة من قبل المختصين، والعمل على تحسين مهارات التواصل، والحد من السلوكيات الضارة والعنيفة، والتحكم في الانفعالات. ويمكن استخدام الأدوية إذا صاحب هذا الاضطراب أعراض كالقلق والاكتئاب، وإن الدعم من قبل المحيط والأسرة والمجتمع يسهم على نحو إيجابي في مساعدة الأفراد المصابين بهذا الاضطراب والعمل على دخولهم في برامج تساعد في تطوير الذات والتنمية الاجتماعية. 

اقرأ أيضًا: أغرب 7 أمراض نفسية تصيب الإنسان.. تعرّف عليها

3. السيكوباتيا 

يعرف هذا الاضطراب بـ Psychopathy وهو اضطراب يتميز بنمط ثابت من الازدراء والانتهاك لحقوق الآخرين، وقلة التعاطف، والتلاعب، والسلوك النزوعي، والشعور الكبير بالذات. ويعاني المصابون بهذا الاضطراب صعوبة الاندماج في المجتمع والالتزام بقوانينه والمعايير الموجودة فيه.

ويعد هذا الاضطراب جزءًا من اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع. والعلاج يكون عن طريق جلسات الدعم النفسي، والعمل على تطوير سلوكيات الفرد وتغييرها على نحو إيجابي.

اقرأ أيضًا: جريمة الطب النفسي.. أقبح عملية جراحية في التاريخ

4. اضطراب الشخصية النرجسية

تعد الشخصية النرجسية من الشخصيات الأكثر انتشارًا في مجتمعاتنا. إذ يرى الفرد نفسه أنه متميز عن الأفراد الآخرين، ويفكر في نفسه على نحو مفرط، ويثق بنفسه بدرجة كبيرة تصل إلى عدم احترام الآخرين والتعامل غير اللائق معهم. 

وأعراض هذا الاضطراب تنعكس على تصرفات الفرد وعلاقاته، إذ إنه لا يقبل النقد والانتقادات الموجهة له، ويرى أنه بحاجة دائمًا إلى التقدير والانتباه المستمر من قِبل الآخرين، وهو بدوره لا يقدِّرهم. وهذه الشخصية ظاهرة بوضوح في العلاقات الاجتماعية. 

ويتسم الأشخاص المصابون بهذا الاضطراب بعدم التعاطف مع الآخرين، واستغلالهم للحصول على ما يريدونه، ويتم التعامل على أساس الانتقاء. 

ويعالج هذا الاضطراب عن طريق جلسات الدعم النفسي من قبل المستشارين النفسيين، والعمل والسعي لتغيير نمط سلوك الشخص النرجسي، ويمكن إضافة أدوية الاكتئاب والقلق حسب شدة هذا الاضطراب. 

اقرأ أيضًا: أهمية الدعم النفسي في الأوقات الصعبة

5. اضطراب الشخصية الهستيرية

هو اضطراب يتميز بنمط سلوكي شديد التهور والاندفاعية، والتعبير على نحو مبالغ فيه عن العواطف والرغبة القوية في الانتباه والثناء، والتأكيد على الأهمية الخاصة للفرد، بالإضافة إلى الميل إلى التلاعب بالآخرين. ويكون الفرد في هذا النوع من الاضطراب سطحيًّا في علاقاته الاجتماعية، ويميل إلى البحث الدائم عن المغامرة والتجارب الجديدة. 

وأشار الكاتب أن تشخيص هذا الاضطراب يلاحظ بواسطة وجود هذه الصفات والأعراض التي تنعكس سلبًا على حياة الفرد اليومية، وتؤدي إلى حدوث مشكلات عاطفية واجتماعية. ويتم العلاج بالدعم النفسي السلوكي، والسعي إلى تغيير سلوكيات الفرد المبالغ فيها. 

اقرأ أيضًا: الأزمة النفسية.. أسبابها وعلاجها

6. اضطراب تعدد الشخصية

يعني وجود عدة شخصيات داخل شخصية واحدة، وتختلف هذه الشخصيات عن بعضها بعضًا على نحو كبير في العواطف والسلوك والذات وطريقة التفكير والأسلوب اللفظي، وحين الانتقال من شخصية لأخرى لا يتذكر الشخص الأحداث التي قام بها خلال انتقاله. وأشار الكاتب أن سبب الإصابة بهذا الاضطراب هو التعرض لصدمات نفسية في مرحلة الطفولة.  

أما طريقة العلاج فتتم عن طريق مساعدة الشخص في التعرف على ذاته، وتقليل الانتقالات العشوائية بين الشخصيات، وتحسين التفاعل مع الآخرين. ويمكن استخدام العلاج الدوائي إذا صاحب هذا الاضطراب القلق والاكتئاب. 

اقرأ أيضًا: أمراض نفسية قد تكون مصابًا بها وأنت لا تعلم

7. اضطراب الرهاب الاجتماعي

يحدث هذا الاضطراب نتيجة التعرض للمواقف الاجتماعية، فينتاب الفرد حالة من القلق والخوف المفرط من التعرض للانتقاد والاستهزاء والشعور بالإحراج والتوتر، ويشعر بأنه معرض للحكم والتقييم المستمر من الآخرين، وأنه لا يستطيع تحمل هذا الضغط الاجتماعي. 

ويحدث الاضطراب نتيجة التعرض لمواقف اجتماعية سلبية ومؤلمة، سواء كانت في العمل أو أمام الآخرين، ويصاحبه عدم الثقة بالنفس والتفكير السلبي الخاطئ. وأشار الكاتب أن علاج الرهاب الاجتماعي يتم عن طريق العلاج النفسي السلوكي، والعلاج الدوائي؛ وذلك من أجل تغيير الأنماط السلبية في التفكير والسلوك. 

اقرأ أيضًا: طريقة التعامل مع الضغوط النفسية والتخفيف من القلق والاكتئاب

8. الفوبيا 

هي نوع من الاضطرابات الشخصية التي يصاحبها قلق شديد، وخوف غير مبرر من شيء أو موقف معين؛ ما يؤدي إلى محاولة الفرد تجنبه بكل الوسائل المتاحة. 

ومن أنواع الفوبيا: فوبيا الأماكن المغلقة، وفوبيا الأمكنة المفتوحة، وفوبيا الحيوانات، وفوبيا الطيران، وتعد العوامل المحيطة بالفرد من أسباب الإصابة بالفوبيا؛ وذلك نتيجة التعرض لتجارب سلبية أو مرعبة في الماضي. 

وتعتمد طريقة العلاج على نوع الفوبيا، ومدى تأثيرها في حياة الشخص. ويمكن استخدام العلاج النفسي بتعلم مهارات التعامل مع مصدر الخوف، وتغيير الأنماط السلبية في السلوكيات والأفكار، ويمكن استخدام العلاج الدوائي إذا دعت الحاجة لذلك. 

وفي الختام، مهما كانت أنواع الاضطرابات الشخصية فإنها تحتاج المتابعة المستمرة من قبل المختصين والأسرة، وتتطلب وجود دعم دائم؛ لمنع تفاقم الاضطراب أيًّا كان نوعه؛ لمنع تأثيره في الفرد وحياته الشخصية والعملية. 

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

مقال ثرى ومفيد
استفدت منه كثيرا 👍🌹
أضف ردا

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

شكرا لكي على دعمك لي
أضف ردا

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة