إنَّ الاضطرابات الجسدية هي نوعٌ من أنواع الاضطرابات النفسية التي يمكن ملاحظتها مباشرة على الأفراد الذين يعانون منها، مقارنة بالأنواع الأخرى، مثل الاضطرابات العقلية والشخصية، التي لا يمكن ملاحظتها أو معرفة أعراضها دون اللجوء إلى الأسباب المسببة لها. وتُعدُّ الاضطرابات الجسدية انعكاسًا للاضطرابات الشخصية والنفسية والعقلية التي تصيب الأفراد، فتنعكس آثارها على جسد الفرد وصحته العامة.
أنواع الاضطرابات الجسدية
وقد أوضح الكاتب أنواع الاضطرابات الجسدية التي تصيب الأفراد نتيجة العوامل النفسية أو البيئية أو الاجتماعية كالتالي:
١. اضطراب الأكل:
هو اضطراب يحدث نتيجة مجموعة من الضغوط النفسية التي تصيب الفرد، حتى يتخلص من هذه الضغوط والتنفيس عنها، يتجه الفرد إلى تناول الطعام. ومن اضطرابات الأكل الشائعة التي وضحها الكاتب:
-
اضطراب الأكل النفسي: وهو يتعلق بالحالة النفسية التي يمر بها الفرد، كالحزن الشديد أو الغضب أو الوحدة والفراغ العاطفي... إلخ، فيتناول في هذه الحالة الطعام بكميات كبيرة، ولو لم يكن جائعًا.
-
البوليميا: وهو تناول كميات زائدة من الطعام بطريقة عشوائية؛ ما يؤثر سلبيًّا في صحة الجهاز الهضمي أو صحة الجهاز البولي. ويكون التخلص من الطعام إما عن طريق التقيؤ أو باستخدام الملينات ومدرَّات البول.
-
اضطراب الأكل المقيّد: أي تقييد كمية الطعام بأنواع محددة دون غيرها، مثل اتباع نظام غذائي قاسٍ كالريجيم.
-
اضطراب الأكل المختلط: ويضم الأنواع الثلاثة السابقة، إما بزيادة أحدها وإما العكس.
وأشار الكاتب إلى أن أسباب هذا الاضطراب تحدث نتيجة العوامل البيئية والاجتماعية المحيطة بالفرد، وعلاجه يتم إما عن طريق الأدوية أو العلاج النفسي السلوكي، والعمل على تغيير السلوكيات الخاطئة مع الطعام وطريقة تناوله.
٢. اضطراب النوم:
يحدث هذا الاضطراب نتيجة العوامل النفسية، كالتوتر والقلق... إلخ، ويمكن تعريفه بأنه عدم القدرة على النوم طبيعيًّا واختلال الساعة البيولوجية للجسم إما مؤقتًا وإما دائمًا. وهذا الاضطراب يظهر في قدرة الفرد وطاقته الجسدية، إذ يشعر بالتعب والنعاس خلال النهار وفقدان الطاقة.
وعلاج اضطراب النوم يكون عن طريق تحديد ساعات النوم والاستيقاظ، والقيام بأنشطة تخفف من التوتر والقلق، كالتمارين الرياضية واتباع نظام غذائي صحي.
٣. اضطراب الهوية الجنسية:
يعرف باضطراب "طيف الجنس"، وهو يعني عدم ارتياح الفرد مع الجسم الحالي الذي هو عليه، وعدم تطابق الجنس الذي يشعر به مع الجنس الذي وُلِد به، والرغبة في تغيير الجنس المعتمد على البيولوجيا. ويمكن تشخيص هذا الاضطراب في مراحل مبكرة من حياة الفرد، سواءً في الطفولة أو البلوغ، والمسارعة إلى علاجه في حال ملاحظة الأعراض، عن طريق الاستعانة بالمختصين وتقديم جلسات الدعم النفسي والاجتماعي للمصابين به، بالإضافة إلى القيام بحملات توعية ثقافية للأفراد لمنع انتشاره لما له من تأثير على حياة الأفراد.
٤. اضطراب السيكوسوماتيك:
هو اضطراب نفسي ينعكس على الفرد بأعراض جسدية ظاهرة. فعندما يصاب الفرد بحالة من التوتر والقلق والاكتئاب... إلخ، تظهر عليه أعراض كالصداع، والغثيان، والتعب، والإسهال، والامتناع عن تناول الطعام أو العكس.
وتمت الإشارة إلى أن العوامل النفسية والبيئية والاجتماعية تؤدي دورًا كبيرًا في ظهور الاضطراب وتطوره. وعلاجه يحتاج إلى وقت ويتطلب تقديم الدعم النفسي والسلوكي عن طريق تعليم الأفراد كيفية إدارة المشاعر السلبية، مثل التوتر والقلق، ومنع أثرها الجسدي على الفرد.
٥. اضطراب الإدمان:
وهو الحاجة الملحة إلى تناول مواد تضر بالجسم، كالمخدرات والكحول والتدخين... ويُعدُّ اضطراب الإدمان شديد الخطر مقارنة بغيره من الاضطرابات الجسدية، إذ يؤثر في صحة الفرد وعلى علاقاته الشخصية والمهنية والاجتماعية.
وعلاج هذا الاضطراب يتطلب التدخل من قبل الأطباء المختصين، والعلاج النفسي، والمراقبة الدائمة للمصابين بالإدمان. فمن جهة يتم تنقية الجسم من المواد الضارة، ومن جهة أخرى تحسين وضبط الحالة النفسية للمصابين.
وفي الختام: أيًّا كان نوع الاضطراب، فهو بحاجة إلى المعالجة المستمرة والتتبع الدائم لمنع تفاقم الأعراض وتأثيرها السلبي على حياة الأفراد وأثرها في المجتمعات.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.