الاستهلاك المفرط لوسائل التواصل الاجتماعي.. أسباب ونتائج

بنسبة كبيرة أنت تقرأ الآن هذا المقال عبر هاتفك الذكي، وقد يكون بمنزلة فاصل قصير لكي ترجع إلى الشيء المفضل لك، ولملايين المستخدمين في كل مكان في العالم، وهو وسائل التواصل الاجتماعي. فماذا يحدث عند الاستخدام المفرط لوسائل التواصل الاجتماعي؟

إن امتلاكنا للهاتف الذكي مسئولية، فيمكن أن يكون شيئًا مفيدًا للغاية ويرقِّي أساليب تفكيرنا، ويمكن أن يكون وسيلة من الوسائل التدميرية. ويأتي هنا السؤال المهم وهو: ما الأسباب التي تؤدي لهذا الاستهلاك المفرط لوسائل التواصل الاجتماعي ويجعلها أكثر شيء نزوره على هواتفنا؟

أسباب الاستهلاك المفرط لوسائل التواصل الاجتماعي

إن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي عادة تتحول إلى إدمان. فقد أثبتت كثير من الدراسات أن إدمان التواصل الاجتماعي يعادل إدمان المخدرات؛ وذلك، لأنها تعمل على فكرة مكافأة الدماغ، وهي الفكرة نفسها التي يعمل عليها إدمان المخدرات بغض النظر عن نوع المخدر. 

لذلك، تؤدي بعض الأسباب إلى استهلاك وسائل التواصل الاجتماعي على نحو مفرط. ونبدأ مع السبب الأول. 

تعمل السوشيال ميديا على مبدأ مكافأة الدماغ

عندما تنشر شيئًا على فيسبوك، ويحقق كثيرًا من التعليقات والتفاعلات، تشعر بسعادة غامرة. وحينها تقرر تنفيذ هذا الأمر مرة ثانية. مثل أن تنشر صورة شخصية وتحصد مئات اللايكات، فسوف تنشر مزيدًا من الصور. فهل تعرف ما الذي يسعدك؟ 

تعمل السوشيال ميديا على مبدأ مكافأة الدماغ

إنه هرمون الدوبامين المسؤول عن السعادة. فقد تم تصميم نظام المكافأة في وسائل التواصل الاجتماعي على تزويد الإنسان بنسب كبيرة من الدوبامين، وعندما ينتهي الحدث تشتاق إلى نسبة الدوبامين نفسها التي تُشعرك بالنشوة؛ فتُقبل مرة أخرى على وسائل التواصل الاجتماعي، وتجد في النهاية أنك في حاجة ماسة إلى هذا المكان حتى تحصل على كمية الدوبامين التي تعودت عليها، ولا سيما أنك يمكنك الحصول عليها من كثير من المصادر داخل منصات التواصل الاجتماعي مثل مشاهدة الفيديوهات القصيرة، وغيرها من الأنشطة الأخرى. 

ومن هنا تصل إلى مرحلة الإدمان، وهي تلك المرحلة التي تجعلك لا تستطيع الاستغناء عن وسيلة التواصل الاجتماعي. 

أخذ إجازة من ضغوط الحياة

عندما تتعرض إلى ضغوط كثيرة في العمل أو في الدراسة، فتجد نفسك دون أي مقدمات تهرب إلى وسائل التواصل الاجتماعي حتى تبعد ولو مؤقتًا عن هذه الضغوط. وتتيح لك هذه المنصات الانخراط في أنشطة أخرى بعيدًا عن الأنشطة التي تعرِّضك للضغوط، ومع كثرة الضغوط يكثر استخدام السوشيال ميديا. 

ولكن، مع كثرة استخدام السوشيال ميديا، ندخل في مرحلة الاستهلاك المفرط لوسائل التواصل الاجتماعي، وهنا، يمكن أن تصل إلى مرحلة الإدمان. فعندما تستيقظ من نومك تُسرع نحو الهاتف لتطلع على آخر الإشعارات، وعندما تعاني من الضغوط اليومية تفتح منصات التواصل الاجتماعي، وتطول مدة الاطلاع تدريجيًّا. 

يوجد شيء ما يفوتني

عندما تمرر الشاشة وتتصفح منشورات فيسبوك أو إنستجرام على سبيل المثال في الصيف، تجد الأصدقاء ينشرون صورهم وهم في إجازة الصيف على الشواطئ وفي الأماكن الفاخرة؛ فتشعر بأن شيئًا ما فاتك، وهذا ما يضعك في ضغط، ويجب أن تكون مثل هؤلاء الأشخاص. 

وهذا ما يجبرك على تصفح منصات التواصل الاجتماعي أكثر، وقد يعرِّضك هذا الأمر إلى الدخول إلى مرحلة التعود ثم الدخول إلى مرحلة الإدمان، أي تكون في حالة من هوس التقليد لكل جديد. وأيضًا تحب أن تملك كل الأشياء التي تُعرض عليك في الإعلانات التي تملأ أرجاء هذه المنصات.  

خوارزميات التواصل الاجتماعي

تعمل هذه المنصات على مجموعة من الخوارزميات، وتصدِّر هذه الخوارزميات كل الأنشطة التي تحب أن تنخرط فيها. فإن كنت من محبي كرة القدم، فسوف تعرض أمامك المنشورات التي تتعلق بكرة القدم، ولاسيما مقاطع الفيديو القصيرة التي تُعد السبب الأول للإدمان على منصات التواصل الاجتماعي. وهكذا هو الحال لأي مجال أنت مهتم به، حيث تتفاعل الخوارزميات مع ردود أفعالك تجاه المنشورات التي تُعرض أمام عينيك، وعلى أساسه تصدر لك الأنشطة المشابهة لها. 

تتفاعل الخوارزميات مع ردود أفعالك تجاه المنشورات التي تُعرض أمام عينيك

أسباب أخرى

مثل الرغبة في إثارة الإعجاب، وتفضيل الأشخاص التواصل مع الآخرين عن طريق منصات التواصل الاجتماعي؛ لأنها وسيلة أسهل من التقابل وجهًا لوجه، وغيرها من الأسباب التي تؤدي كلها في النهاية إلى المشكلة نفسها. 

نتائج الاستهلاك المفرط لوسائل التواصل الاجتماعي

بعد أن عرضنا أهم الأسباب التي تؤدي إلى الاستخدام المفرط لوسائل التواصل الاجتماعي، سوف نعرض لك في السطور التالية أهم النتائج التي يمكن أن يصل إليها الفرد إن استسلم إلى هذا النوع من الإدمان ولم يحاول مواجهته. 

  1. لا يستطيع الشخص أداء مهماته المنزلية، وهذا الأمر موجه في الأساس لسيدة البيت، حيث تنشغل في هذه المنصات، ويكون هذا الانشغال على حساب أداء الواجبات المنزلية. 

  2. إهمال التمارين الرياضية أو الأنشطة الحركية عمومًا. 

  3. انتشار الشائعات على نطاق وسع.

  4. التعرض للتنمر الإلكتروني، وأيضًا التعرض للأشخاص المحتالين المنتشرين على المنصات كافة. 

  5. تؤثر في شهية الأطفال، وتؤثر في سلوكهم، فيتحول السلوك رويدًا رويدًا إلى سلوك عدواني. 

  6. إن حب التقليد لدى البعض قد يدفعهم إلى ارتكاب الجرائم أو الأفعال المنافية للقانون.

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.