لا شك أن كل إنسان يبحث عن الاستقرار والسكينة والسلام في حياته، ويسعى بكل قوته إلى تحقيقه، فلا أحد يحب الاضطراب والتقلبات والصراع.
لكن في الوقت نفسه كثير من الناس يُغفل حقيقة الحياة وطبيعتها، وأنها قائمة على حركة التغيرات والتقلبات، فالكون كله يتحرك، الأرض نفسها التي نعيش عليها تدور حول الشمس، ويتعاقب بسبب دورانها الليل والنهار، وكذلك القمر والكواكب والمخلوقات جميعها، بل الجمادات أيضًا يحركها الهواء والطبيعة، وتغير مكانها وتؤثر فيها.
ما معنى أن يعيش الإنسان مستقرًا؟ الاستقرار في اللغة هو الثبات وعدم التغير، شخص مستقر مثلًا في بيته يعيش فيه بصفة دائمة، ولا يغير إقامته، أو شخص مستقر في عمله، يعمل في وظيفة لا يغيرها، فهو مستقر في وظيفته، فهل هذا يعد استقرارًا حقيقيًا؟
الحقيقة أن الاستقرار له شقان؛ استقرار مادي واستقرار معنوي، فالشخص المستقر ماديًا ليس بالضرورة أن يكون مستقرًا معنويًا، فقد يكون له بيت يستقر فيه، أو وظيفة، لكن هذا البيت، أو هذه الوظيفة لا تلبي طموحاته، ولا يشعر فيها بالراحة، فهو مستقر شكلًا، وغير مستقر موضوعًا.
بعض الناس قد يرى أن المحافظة على الوظيفة المتاحة والعمل الثابت الذي لا يكفي احتياجاته شيءٌ جيد، أفضل من البقاء دون عمل، وهذا قد يبدو منطقيًا، لكنه ليس جيدًا، وهو في الحقيقة استقرار وهمي وشكلي فقط، فالشخص نفسه الذي يبدو مستقرًا نجده يعيش في معاناة وضغط عصبي ونفسي بسبب هذه الوظيفة، وفي الوقت نفسه لا يجد بديلًا متاحًا، هذا الشخص الذي يبدو مستقرًا في وظيفة بعيدٌ كل البعد عن الاستقرار.
الاستقرار مرتبط بالمجتمع، في المجتمعات التي تعتني بأفرادها ومشكلاتهم وحياتهم وحاجاتهم الأساسية من سكن وغذاء وملبس وحماية يشعر الفرد بالاستقرار سواء كان غنيًا أم فقيرًا.
الاستقرار حالة شعورية تعززها الظروف المادية والمعنوية المحيطة على حد سواء.
الاستقرار هو أن يشعر الفرد بالأمان والاطمئنان على حاضره ومستقبله، وذلك بتأمين جودة الحياة، وتكاتف أفراد المجتمع ورعايتهم بعضهم البعض، بالعمل الجيد في الحاضر والتخطيط الجيد للمستقبل، لا بالركون إلى الراحة والاستسلام إلى الواقع.
كلام صحيح ١٠٠%
شكرا جزيلا لك 🌹🌹🌹🌹🌹
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.