الاستعارة التصويرية وماكينة إنتاج المعاني .. بهذه الطريقة تعبر عن يدور في خيالك

كثيرا ما يلجأ الأدباء إلى استخدام الاستعارة التصويرية، وقد ظهرت  نظرية الاستعارة التصورية، (Conceptual metaphor theory)، وهى النظرية التي تقدم نهجا أو مقاربة لتنظيم التصورات وبنائها، والتي سبق وأن نوقشت بشكل كبير داخل العلوم المعرفية بشكل عام، ولأن الفكرة المحورية التي تتأسس عليها النظرية تقوم على بناء مجال معرفي أكثر تجريدا مثل: الزمن / الوقت في علاقته بمجال آخر مجرد هو الفضاء، وهو ما يظهر من خلال العلاقة التي يمكن التعبير عنها بمفاهيم استعارية تحيل على الزمن عبر متغيرين زمنيين أساسيين هما: حركة الأجسام (motion of object) ومسار الزمن (path of time) (طول أو قصر الحركة) .

وهو ما تناوله أيضا اطروحة مصطفي عاشق المقدمة لجامعة محمد الخامس حول مكانة الاستعارات التصورية ووظيفتها، وحيث اعتبر مصطفى عاشق أن الاستعارة التصويرية تشكل جزء من إطار تصوري واسع يتضمن المعنى الحقيقي الذي يتضمنه النسق الدلالي في النص.

مشكلة التجريد

 ويتصل بهذا أيضا  مشكل التجريد، فالتجريد يرتبط بالأنماط الاستعارية، وهنا تجدر الإشارة إلى وجود اختلاف وتمايز بين نوعين من الاستعارة، الاستعارة الرئيسية والاستمارة المركبة، إذ تتصل الاستعارة الأولى بإجراء نسخ أو تعيينات أولية بين التصورات التي تستمد من الجوانب الأساسية للتجربة الذاتية والحسية، إلى جانب ذلك، فالاستمارة هنا تمة أساسية من جهة.

مشكلة المعنى

ويرتبط بمشكلة الزمن أيضا مشكلة مشكل المعنى، وعند البحث في مشكلة المعنى سنجد أنه من الملاحظ حتى الآن أن تصورتنا هي مرايا عاكسات للمشاعر والأحاسيس، معابر وجسور للتجربة، روابط مع التاريخ وإسقاطات للرغبات، فإذا كانت التصورات قد وضعت من أجل فرز حدود التمايز بين الموضوعات كما توجد في العالم وبين تمثيلاتها على مستوى الذهن، فإن ذلك قد ارتبط بمدى قدرتنا على تشكيلها ومطاوعتها لمحتوى الفكر والإبداع، وهونفس ما ذهب إليه «كائز وفودور »(1963) في كتابهما «بنية النظرية الدلالية» و «کاتز» (1972( في مؤلفه النظرية الدلالية»،إذ عمدا إلى ليربط المستوى التصوري بالمستوى اللغوي بواسطة مكون الذريعيات Pragmatics ، لكن تشومسكي كان له رأى آخر فقد ذهب في كتابه « تأملات في اللفة « قد دافع عن فكرة أن البنيات الدلالية تعد فرعا من فروع البنية التصورية، وتحديدا البنيات التي يعبر عنها باللغة. لذلك ظل الهدف هو محاولة الفصل بين هذين التصورين من خلال تطوير العديد من الظواهر اللغوية التي كثيرا ما تتجاوز البنى اللغوية الأولى إلى البناء الاستعاري الأساسي.

قواعد الإنتاج الاستعاري

لكن مع ذلك فقد ظهرت مشكلات في قواعد الإنتاج الأستعاري، وهذه المشكلات جعلت  من الصعوبة بمكان أن نقترح نظرية تأويلية للأستعارة خارج حدود التجربة فنحن ندرك دائما وجود تجليات تجريبية سابقة تعطينا مؤشرات استعارية قوية، لكن مع ذلك فنحن في الواقع ومن خلال أدوات تأويل الاستعارة، فنحن نفصح دائما عن مجموعة من المقتضيات التي تساعدنا في عملية الكشف عن الطرق الممكنة التي تتفاعل بها مع العالم والمحيط، بناء على مجموعة من الخطاطات التي تتكون في أذهاننا نتيجة تواترها المستمر في تجربتنا، وتشكل هذه الخطاطات أساسا جوهريا لبناء العديد من التأويلات التي تساهم في تشكيل المعاني وتحويل المؤشرات اللفوبية إلى مؤشرات دالة.

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.