مصطفى ضياء مارس 21, 2023, 7:15 ص

خاطرة "الأزمات نعمة".. خواطر وجدانية

العلاج خير من الوقاية..

ينعم الله علينا بها، وكأنها ضوء يكشف لنا ما بداخلنا من أنعم، فتأتي الأزمة لترينا أن بداخلنا الكثير من القوة، إنها قوتنا الكامنة، التي لا نستدعيها أو نشعر بها ولا ندركها في أوقات الأمان، وأوقات الهدوء، وحتى أوقات الاطمئنان..

وقد تكون تلك الأوقات هي الأزمة لأنها تجعل الرغبة في التطوير، أو التغير غير ذات أهمية، ولا يوجد ما يدعو إلى بذل الجهد؛ فالأمان والهدوء وحتى الاطمئنان موجود، فلماذا أبذل مجهودًا!

تأتي الأزمة أحيانًا لتطيح بكل هذا، وتضعنا في مواجهة وحالة قلق وعلى.. أو خوف من..

فنستدعى تلك القدرة الكامنة بداخلنا، تلك الخاملة التي ربما نعرف وجودها ولا ندرك قوتها أو ربما هي ليست محدودة أو ليست موجودة، الأزمات تجبرنا على استدعاء تلك القدرة، للحفاظ على.. أو للوصول إلى..

حتى إن كانت ضعيفة تلك القدرة، فنعمة الأزمات، تصقلها، وتجعلها أقوى

وعلى الجانب الآخر، تأتينا أزمات أخرى، فعليًا ليس لنا طاقة بها، ولا قدرة عليها، هنا يظهر ويتكشف لنا الجانب الآخر من نعمة الأزمة وما هو غير موجود بداخلنا ونحتاج إلى وجوده، ولكن علينا أن نتعرَّف إلى مناطق الضعف والعجز لدينا التي لا ندركها إلا من خلال الأزمات، الأزمات التي ليس لنا طاقة بها أو قدرة عليها.

لندرك مدى ضعف قوة ذواتنا، لنمارس احترام الذات أمام ذلك العجز، والضعف، الذي لا نشعر به إلا من خلال الأزمات، والاعتراف بالضعف، وعدم القدرة، والعجز، يجعلنا نستشعر احترام ذواتنا، الذي ربما لم نمارسه بسبب أشياء كثيرة منها عدم معرفتنا بمدى ضعفنا أو عدم تقبلنا له أو الخوف من الاعتراف به أو ربما التكبر، فنعترف بنواصنا لنتقبل.

نتقبل قدرة ونقص ذواتنا، فنستكشف مناطق بداخلنا تحتاج تقوية، ونحتاج لاحترامها..

نستجمع ما نملك من شجاعة الاعتراف، وأحقية طلب المساعدة، والحاجة للدعم، بالاستعانة، للتخلص من الضعف، ولاكتساب مزيد من القدرة على مواجهة الأزمات، والخروج منها أشد قوة..

ذلك عندما نعرف قوتنا ونحترم عجزنا، فنقدر ذواتنا..

وفي ذلك كل ألم، ومع كل ألم نمو، وفي كل نمو أمل واكتشاف لذواتنا، واحترام لها، وللازمات التي عرفتنا علينا..

نحن لا نعرف إلا إذا كنا نجهل، ولا نقترب إلا إذا كنا بعيدين، ونحترم عندما نقدر.

بقلم مصطفى ضياء

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة