هل الأرض كروية أم مسطحة؟ الحقيقة الكاملة ونظريات السقوط من الحافة

حين كنا صغارًا، كنا نتخيل الأرض كطاولة ضخمة، مستوية، لها حواف حادة، وإن ركضنا بعيدًا بما فيه الكفاية، سنقف على الحافة، نتأمل السواد، ثم نقع في فراغٍ لا نهاية له، وربما نصرخ حتى يتلاشى الصوت في العدم. تخيُّلات طفولية؟ ربما. لكن الغريب أن هناك من لا يزال يؤمن بهذا المشهد حتى اليوم، ليس من الأطفال، بل من البالغين!

إذًا، دعونا نبدأ السؤال من جذوره: هل للأرض نهاية؟ وهل يمكن أن نسقط منها؟

الإجابة المختصرة هي: لا، لا يوجد شيء اسمه «حافة الأرض» التي يمكنك السقوط منها.

لكن السؤال أعمق من «نعم أو لا». فلنفكك هذه الفكرة من كل جوانبها: العلمية، الفلسفية، الدينية، حتى الأسطورية.

الحقيقة العلمية: لماذا لا توجد «نهاية» للأرض؟

شكل الأرض الحقيقي: هل هي كروية؟ مسطحة؟ مفلطحة؟ أم شيء آخر؟

الجواب العلمي المؤكد: الأرض ليست كروية تمامًا، وليست مسطحة بالتأكيد، بل هي كرة مفلطحة قليلًا عند القطبين ومنبعجة عند خط الاستواء، ويُطلق عليها العلماء شكل «geoid» أي «الشكل الجيودي»، وهي كلمة تعني «شبيه الكرة غير المثالية (بيضاوي)».

هل الأرض كروية أم مسطحة؟

ماذا عن المؤمنين بأن الأرض مسطحة؟ نظرية الأرض المسطحة وماذا تقول؟

ملخص نظرية الأرض المسطحة

يؤمن أصحاب «نظرية الأرض المسطحة» بأن الأرض قرص مستوٍ، تحيط به جدران من الجليد (القارة القطبية الجنوبية)، وأن الشمس والقمر يدوران فوقه كالمصابيح، لماذا هي خاطئة؟

  • غياب الأدلة العلمية
  • إثبات دوران الأرض بالظواهر الفلكية (تعاقب الليل والنهار، اختلاف الفصول، حركة النجوم).
  • الصور الموثقة من الفضاء الخارجي.
  • رحلات الطيران التي تدور حول العالم دون أن «تقفز من الحافة».

ومع ذلك، تبقى هذه النظرية الغريبة منتشرة في الإنترنت، مدعومة بنظريات المؤامرة، وتجاهل كامل لأبسط قوانين الفيزياء.

الأساطير القديمة: هل تخيَّل القدماء الأرض على شكل له نهاية؟

نعم، كثير من الحضارات تصورت الأرض كقرص أو طاولة مسطحة:

  • الأساطير الإغريقية: كانت الأرض قرصًا تحمله العمالقة.
  • الهندوسية القديمة: الأرض محمولة على ظهر سلحفاة عملاقة فوق أربعة أفيال.
  • شعوب الفايكنغ: اعتقدوا أن الأرض محاطة بأفعى ضخمة اسمها «يورمونغاند».
  • العرب قبل الإسلام: كانوا يصفون الأرض بـ «المدد»، دون تصور هندسي دقيق.

لكن مع تطور العلم، وتقدم الفلك، بدأ الإنسان يرى الحقيقة كما هي، لا كما تخيلها.

ماذا يقول القرآن الكريم؟ هل يؤيد كروية الأرض؟

لنقرأ بعض الآيات ونتأمل فيها:

﴿والأرض مددناها﴾ (الحجر: 19).

يفسرها الشيخ الشعراوي بمعنى: جعلناها قابلة للامتداد في نظر الإنسان، أي كلما مشيت ترى الأرض ممدودة أمامك لا نهاية لها، وهذا يتفق مع الشكل الكُرَوي للأرض، فلو كانت مسطحة لكان لها حافة ونهاية.

﴿يكوِّر الليل على النهار ويكوِّر النهار على الليل﴾ (الزمر: 5).

كلمة «يكوِّر» مأخوذة من «تكوير العمامة»، أي لفِّها حول شيء دائري، وهذا يعني بوضوح التكوير المستمر، أي تعاقب الليل والنهار بطريقة لا تحدث إلا على جسم كروي.

﴿والأرض بعد ذلك دحاها﴾ (النازعات: 30).

الدحو في أحد معانيه عند العرب هو شكل «البيضة»، وهو ما يشبه بالضبط شكل الأرض الحالي. تفسير الشعراوي وغيره من العلماء يشير إلى أن «الدحو» يعني التهيئة والاستعداد لاستقبال الحياة، وهو يشمل الشكل والوظيفة معًا. وهذا ما ذهب إليه الشعراوي في بقية الآيات التي تقول إن الأرض مسطحة، فيقول في هذا: أي مبسوطة للناظر وممهدة للعيش.

إذًا الخلاصة: القرآن لا يقول إن الأرض مسطحة، بل يشير بلغة راقية متقنة إلى شكلها الكروي، وانسياب الظواهر الطبيعية عليها كما نراها.

هل يمكن أن تمشي إلى ما لا نهاية؟ وما سر الكرة التي لا تنتهي؟

إذا مشيت في خط مستقيم على الأرض.. هل تعود للمكان نفسه؟

الإجابة: نعم، نظريًا، لو مشيت في خط مستقيم تمامًا على الأرض، دون عوائق، فستعود إلى النقطة نفسها التي بدأت منها. وهذه واحدة من أعظم أسرار الشكل الكروي!

هذا ما يحدث في الرحلات في أنحاء العالم بالطائرات أو السفن: تبدأ من بلد، وتكمل في الاتجاه نفسه، لتعود لنقطة الانطلاق.

والسبب؟ لأنك تمشي على جسم منحنٍ بشكل دائري مغلق، مثل المشي على سطح كرة، لا توجد حافة تسقط منها، فقط دائرة ضخمة مستمرة.

الأرض كرة لا تنتهي

ماذا عن «نهاية الكون»؟ هل الكون مثل الأرض؟

أغلب الناس يربطون فكرة «هل للأرض نهاية؟» بفكرة أكبر: هل للكون نهاية؟

دعونا نفصل بين الاثنين: الأرض كوكب محدود الشكل، لكنه بلا «حافة»؛ لأنه دائري، أما الكون، فهنا تبدأ الحكايات الأكثر جنونًا ودهشة.

ماذا يقول العلم؟

الكون يتمدد باستمرار منذ «الانفجار العظيم». لا أحد يعلم ما إذا كان الكون محدودًا أم لا، لكن لا توجد «حافة» حقيقية نقف عندها، العلماء يشبهونه بـ«بالونة تتمدد» وكل المجرات عليها تتحرك مبتعدة عن بعضها.

وهنا المفاجأة:

قد تمشي في خط مستقيم داخل الكون وتعود إلى المكان نفسه أيضًا؛ لأن الزمكان قد يكون «منحنيًا» كما تتنبأ نظرية النسبية العامة لآينشتاين!

ماذا عن «نظرية الأرض المجوفة»؟ هل نعيش على سطح الأرض أم داخلها؟

من أغرب النظريات التي ظهرت (ولا تزال تملك مؤمنين بها!)، هي نظرية: «الأرض المجوفة» أو Hollow Earth.

ما الفكرة؟

أن الأرض ليست كرة مصمتة، بل تحوي عوالم داخلية، وربما حضارات متطورة تعيش في قلبها!

نظرية الأرض المجوفة

ظهرت هذه النظرية في القرن 17، وتبناها بعض المفكرين حتى الروائيين مثل جول فيرن في روايته «رحلة إلى مركز الأرض».

لكن هل هذا صحيح؟

العلم يقول: (لا)، دراسات الزلازل تظهر طبقات داخلية مختلفة للأرض (القشرة، الوشاح، اللب الخارجي والداخلي)، لا يوجد فراغ ضخم داخل الأرض، بل طبقات صلبة وسائلة.

الجاذبية نفسها تؤكد أن الأرض مصمتة، لكن لا مانع من الحلم، وقد ألهمت هذه النظرية مئات الروايات والأفلام التي صنعت من «باطن الأرض» عالمًا سريًا خياليًا.

هل يمكن السقوط من الأرض لو وصلنا إلى حافتها؟

تكرار هذا السؤال هو دليل على قوته في أذهان الناس، لذلك دعونا نُجب مباشرة:

لا، لا يمكنك السقوط من «حافة الأرض»، لأنها ببساطة لا تملك حافة!، تمامًا مثل الكرة، ليس لها بداية ولا نهاية ولا حافة.

ولماذا لا ننزلق من على سطح الكرة؟

لأن الجاذبية تمسك بك أينما كنت؛ فإذا وقفت على «أسفل الأرض» في أستراليا، ستجد نفسك واقفًا بشكل طبيعي، دون أن «تقع للسماء»؛ لأنك دائمًا منجذب نحو مركز الأرض.

كيف استخدمت فكرة «نهاية الأرض» في الخيال والسينما؟

من أشهر الأمثلة:

«Pirates of the Caribbean: At World's End»

يتخيل نهاية العالم كمكان مهجور على حافة الأرض، تسقط فيه السفن إلى اللا شيء.

ألعاب الفيديو مثل Minecraft

حيث تصل لنقطة تسمى «Far Lands» أو «نهاية الأرض»، وتنهار القوانين الفيزيائية.

نهاية الأرض من لعبة ماينكرافت

في الأدب، كانت «نهاية الأرض» رمزًا للخوف، المجهول، التحدي، والعزلة.

ولكن.. إذا كانت الأرض كروية، مستمرة، لا تسقط منها، ولا تملك نهاية.. فربما السؤال الحقيقي ليس: هل للأرض نهاية؟ بل: هل نحن مستعدون عقليًا لتقبُّل أننا نعيش على شيء بلا حافة؟ هل حقًا الأرض لا تملك نهاية؟ وما قصة من حاول الوصول إلى حافتها؟ هل يمكن أن نرى انحناء الأرض؟ هل الأرض هي مركز الكون؟ ولماذا لا نشعر أننا على كرة؟ لماذا لا نرى انحناء الأرض؟ سؤال شائع جدًا… وإليك الإجابة العلمية والبسيطة:

كثير من الناس يسألون: لو كانت الأرض كروية، لماذا لا نرى انحناءها ونحن نقف على سطحها؟ السؤال وجيه، لكنه يعتمد على خطأ في التوقع البصري.

التفسير العلمي: الأرض ضخمة جدًا.. قطرها نحو 12.742 كم! مجال الرؤية البشرية محدود، وكل ما نراه بالعين المجردة لا يتعدى بضعة كيلومترات أفقية؛ لذلك، الانحناء موجود فعليًا، لكنه صغير جدًا بالنسبة لما تراه العين، خاصة عند الوقوف على الأرض.

لكن كيف نعرف أن الانحناء موجود؟

  • من صور الأقمار الصناعية.
  • من رحلات الطيران المرتفعة جدًا (فوق 12 كيلومترًا)، حيث يبدأ انحناء الأفق في الظهور.
  • ومن مشاهد غروب الشمس: الشمس تختفي تدريجيًا من الأسفل إلى الأعلى، وهذا لا يحدث على سطح مسطح.

وهل صور وكالة ناسا مزيفة؟ ولماذا يظن البعض ذلك؟

أحد الأسئلة الرائجة جدًا: هل صور ناسا للأرض مزيفة؟ ولماذا كل الصور تُظهر الأرض كروية؟.

الرد العلمي: الصور التي تُظهر الأرض كروية التُقطت من ارتفاعات شاهقة (من الأقمار والمركبات الفضائية)، وملايين الصور والفيديوهات تأتي من مصادر متعددة (ناسا، سبيس إكس، وكالة الفضاء الأوروبية، الهندية، الصينية...). والبث مباشر من محطة الفضاء الدولية، يمكن لأي شخص مشاهدته.

الأرض من الفضاء

لماذا يشك الناس؟ بسبب نظريات المؤامرة؛ ولأن بعض الصور يتم تعديل ألوانها ودمجها (وليس تزييفها) لتحسين الرؤية؛ لأن البعض يجد صعوبة في تقبل فكرة أن الأرض كروية دون أن يراها بنفسه.

لكن الحقيقة: لا توجد أي هيئة علمية محترمة تؤمن بأن الأرض مسطحة، الإجماع العلمي منذ قرون، لكن لماذا ما زال بعض البشر يؤمن بنظرية الأرض المسطحة، وغيرها من النظريات المشابهة؟

الجواب باختصار: لأن نظرية المؤامرة دائمًا أكثر إثارة! هي مشوِّقة، تُشعلك بالفضول، تجعلك تشعر أنك «تعرف شيئًا لا يعرفه الآخرون»، وأنك شخص «استثنائي» اكتشف السر، بينما العالم بأسره نائم!

الذين يروِّجون لهذه النظريات لا يعتمدون على أدلة، بل على أسلوب التشكيك وطرح الأسئلة فقط، كما يفعل بعض البشر على الإنترنت مثل الدكتور محمود صلاح الذي اشتهر مؤخرًا بإثارة البلبلة لا أكثر. يسأل أسئلة مثل: هل تعتقد أن هناك فعلًا دولة اسمها كوستاريكا؟ هل رأيت أحدًا منها؟ هل رأيت علمها؟ وإذا قلت: نعم، يرد عليك: ومن قال لك إن من رأيتهم ليسوا ممثلين؟ وهكذا، أسئلة بلا أجوبة، ودوامة من الشكوك التي تنتهي دائمًا بجملة: «فكر بنفسك!».. لكنه لا يساعدك في التفكير فعليًا!

الأمر يشبه أن تسأل: هل أنت متأكد أنك موجود؟ من قال لك إنك لست وهمًا فحسب؟ أسلوب فلسفي يبدو ذكيًا، لكن إذا استخدم دون ضوابط يصبح أداة لتشكيك الناس في الثوابت، وهذا ما نطلق عليه في الفلسفة سفسطة.

بل تجد بعضهم يقول: هل تعلم أن العالم كله يتآمر علينا؟ نعم، طبعًا، لأنك مهم جدًا، وكل الجهات العلمية، والجامعات، والوكالات الفضائية، والمنظمات، حتى أصحاب المحلات، قرروا أن يخدعوك أنت بالذات.. من أنت حتى يتآمر عليك الجميع؟ في الحقيقة أنت لا تعني لهم شيئًا!

الغموض له سحره، ولا بأس في طرح الأسئلة، لكن تحويل كل شيء إلى مؤامرة، ومصادرة كل إنجاز علمي بأنه «مزيف»، فهذا لا يظهر تفكيرًا حرًا، بل كسلًا معرفيًا متغطرسًا في ثوب ذكي.

هل الأرض مركز الكون؟ ولماذا تغيرت النظرة؟

قديمًا، كان يُعتقد أن الأرض في مركز كل شيء، وهذا ما يسمى بـ«النموذج الجغرافي أو مركزية الأرض» (Geocentric Model)، لكن جاء كوبرنيكوس، ثم غاليليو، ثم كبلر.. وقالوا: لا، الأرض ليست مركز الكون، بل تدور حول الشمس، وهي مجرد كوكب ضمن نظام شمسي شاسع.

ماذا يقول الدين في فكرة مركزية الأرض؟

القرآن الكريم لم يحدد أن الأرض مركز كل شيء، بل تحدث عن تناسق ودقة في الكون، يقول الله تعالى: ﴿إذا الشمس كورت﴾ [التكوير: 1]، وقد فسَّر العلماء هذه الآية على أن التكوير هو لفُّ الشيء على بعضه، كما تُكَوِّر العمامة، أي إن الشمس في نهاية الزمان تُلفُّ ويذهب ضوؤها.

لكن هذه الصورة الشعرية المدهشة تشير ضمنًا إلى شكل الشمس نفسه: جسم كروي يدور، وليس قرصًا مسطحًا يطفو في السماء، والعجيب أن هذا المفهوم نفسه ينطبق على الأرض أيضًا، فهي ليست مجرد «أرض ثابتة» نعيش عليها، بل «جرم سماوي» يسبح في الفضاء مثل غيره من الأجرام.

وحينئذ يحضرنا قوله تعالى: ﴿وكلٌّ في فلك يسبحون﴾ [يس: 40]، أي إن كل الأجرام السماوية -من شمس وقمر وكواكب- تسبح في أفلاكها. هذه الآية تنفي صراحة الفكرة القائلة إن الأرض ثابتة لا تتحرك، وأن الشمس والقمر يدوران حولها وحدها، وكأننا مركز الكون.

لا، الأرض نفسها «تسبح»، تدور وتتحرك في مدارها، كما أثبت العلم، وكما عبَّر عنه القرآن بدقة مذهلة منذ قرون، علماء مسلمون مثل البيروني وابن الشاطر وابن الهيثم ناقشوا هذه المسائل بمنهج علمي عظيم.

هل الأرض مركز الكون؟

الحكاية الأخيرة.. رجل أراد أن يصل إلى نهاية الأرض، اسمه مايك هيوز، وكان يُلقب بـ«ماد مايك»، قرر أن يُثبت أن الأرض مسطحة، فبنى صاروخًا بنفسه عام 2020، وانطلق ليصور «نهاية الأرض». لكن المفاجأة.. تحطم الصاروخ، وتُوفي الرجل، حتى لحظة وفاته، لم يصل إلى أي «حافة»؛ لأنها غير موجودة.

مغزى القصة، إن البحث عن الحقيقة أمر نبيل، لكن التمسك بالخرافة قد يودي بحياتك قبل أن ترى الحقيقة.

وهل حقًا يمكن العودة لنقطة البداية؟ وهل هذه حياة أم دائرة؟

قد يقول قائل: «طالما الأرض دائرة، أليس كل شيء يعيد نفسه؟!».

الإجابة: لا... نحن نعيش على كرة، لكن الزمن لا يعيد نفسه.

كل لحظة جديدة، كل مكان نعود إليه، نعود مختلفين، محمَّلين بالتجارب.

حتى لو مشينا على الأرض كلها وعدنا لنقطة البداية، فنحن لسنا الأشخاص أنفسهم الذين بدأوا الرحلة.

خاتمة المقال: الأرض بلا نهاية؛ لأن الكون ليس له حواف، بل احتمالات

كلما فتَّشت عن «حافة»، وجدت بابًا، وكلما ظننت أنك وصلت للنهاية، بدأ فصل جديد.

الأرض ليست مسطحة وليست مجوفة، وليست بلا حدود بالمعنى الحرفي؛ لكنها أيضًا ليست كما تخيلناها ونحن أطفال، لا توجد حافة نسقط منها، لا توجد نهاية تصرخ منها في الفراغ، بل يوجد انحناء مستمر، رحلة مستمرة، وتجربة تستحق أن نكملها حتى النهاية التي لا نراها.

الأسئلة المرتبطة بموضوع المقال

  • هل للأرض نهاية؟

لا، الأرض كروية الشكل، وليس لها «حافة» يمكن السقوط منها.

  • هل يمكن أن نعود للمكان نفسه إذا مشينا باستقامة؟

نعم، لأن الأرض مغلقة الشكل، ويمكنك نظريًا العودة لنقطة البداية.

  • هل صور ناسا عن الأرض مزيفة؟

لا، الصور حقيقية وتؤكدها تجارب متعددة ومصادر مستقلة.

  • هل الأرض مركز الكون؟

لا، علميًا الأرض ليست مركز الكون، بل هي جزء صغير من نظام شمسي ضمن مجرة ضخمة.

وفي الختام، دعنا نوجِّه رسالة صريحة لمن يستهويهم الانجراف خلف هذه الخرافات: كفاكم عبثًا. أنتم تقولون بنظرية المؤامرة، وتسألون من يستفيد؟ فاسمحوا لنا أن نسألكم بالمثل: من المستفيد من هذه المؤامرة المزعومة؟ من الذي يكسب إذا أقنعتك أن الأرض كروية؟

العلماء اليوم يبنون المراصد الفضائية، يطلقون التلسكوبات، يصنعون الروبوتات، يدرسون الثقوب السوداء، يكتشفون الخلايا الجذعية، وأنتم ما زلتم تتجادلون: هل الأرض مسطحة أم لا؟!

الناس يتقدمون، وأنتم قابعون في فقاعات اليوتيوب، تعيدون تدوير الفيديوهات نفسها، والشكوك والتساؤلات الفارغة نفسها. اكتشفوا القارات والمجرات، وأنتم تظنون أن كل ذلك «خدعة». إن كانت هذه خدعة، فأنتم نائمون في خدعة أعمق، اسمها: «عدم الرغبة في الفهم». وهذه ليست مؤامرة، بل مأساة فكرية حقيقية.

المصادر

  • NASA. (2022). Earth Fact Sheet. NASA Planetary Fact Sheets. Retrieved from: https://nssdc.gsfc.nasa.gov/planetary/factsheet/earthfact.html
  • European Space Agency (ESA). (2021). Earth from Space: Observations from the ISS. Retrieved from: https://www.esa.int/Applications/Observing_the_Earth
  • Tyson, Neil deGrasse. (2017). Astrophysics for People in a Hurry. W. W. Norton & Company.
  • Krauss, Lawrence M. (2012). A Universe from Nothing: Why There Is Something Rather than Nothing. Free Press.
  • Plait, Phil. (2008). Bad Astronomy: Misconceptions and Misuses Revealed, from Astrology to the Moon Landing “Hoax”. Wiley.
  • International Space Station Live Video Stream. NASA. Retrieved from: https://www.nasa.gov/multimedia/nasatv/iss_ustream.html
  • Al-Biruni, Abu Rayhan. (11th century). Al-Qanun al-Mas'udi.
  • Ibn al-Haytham. (11th century). Kitab al-Manazir.
  • الشعراوي، محمد متولي. تفسير قوله تعالى: ﴿والأرض مددناها﴾، وقوله: ﴿ويكوِّر الليل على النهار﴾، وقوله: ﴿والأرض بعد ذلك دحاها﴾. ضمن حلقات تفسير القرآن الكريم. متاحة على قناة الشعراوي الرسمية على يوتيوب.
  • رابط: https://www.youtube.com/@alshaarawiofficial
  • Flat Earth Society. (Accessed 2024). The Flat Earth FAQ. Retrieved from: https://theflatearthsociety.org/home/index.php/faq
  • BBC Science. (2018). Mad Mike Hughes: Flat-Earther Dies After Crash-Landing Homemade Rocket. Retrieved from: https://www.bbc.com/news/world-us-canada-51602632
  • Tyson, Neil deGrasse. (2009). The Pluto Files: The Rise and Fall of America’s Favorite Planet. W. W. Norton & Company.
  • National Oceanic and Atmospheric Administration (NOAA). (2020). Earth’s Curvature and Horizon. Retrieved from: https://oceanservice.noaa.gov/facts/earth-round.html
  • Kaku, Michio. (2014). The Future of the Mind: The Scientific Quest to Understand, Enhance, and Empower the Mind. Doubleday.
  • Sagan, Carl. (1994). Pale Blue Dot: A Vision of the Human Future in Space. Random House.

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.