الإنسان الآلة

بدأت القصة في قديم الزمان عندما لم يكن في الأرض سوى الإنسان والجان وبعض من الحيوان، عندما خلف الإنسان هذه الأرض لم يكن يعرف عنها الكثير، وبدأ يستكشف ثنايا وطيات الأرض، فتعلم الزراعة والطبخ بعد أن جاع، وتعلم الاحتماء من البرية والوحوش، ثم تعلم التعامل مع الطقوس المتقلبة، وقبل كل هذا بحث عن أساس الحياة ألا وهو الماء، ظل هكذا ونقل خبراته البسيطة هذه لأبنائه، وكان في كل وقت يقوم الإنسان باكتشاف الكثير عن هذا الوطن الجديد، فتعلم الرعي، والجمع، والتجمع، والعمل الجماعي بعد أن زاد عدده.

وبدأ بعد ذلك انتشار لغة التواصل، والتفكير، والتشاجر، فاتسم الإنسان القديم بالشدة، والقوة، والحزم وحتى في شكله كان كثيف الشعر، قوي البنية، وفي كل فترة من الزمان يجتمع الناس على يدي عالم منهم، يعلمهم سبل الحياة، واستمر الحال في تقلبه حتى أتى عصر الطغيان، وتغيرت أفكار هذا الكائن كثيراً، وكان التطور الذي أحدثه الإنسان ليغير منه الكيان، وأيضا حتى البنان، فإلى أين أيها الإنسان؟

توالت السنين والأزمان حتى أتى هذا العصر الآن، عصر أصبح فيه الإنسان آلة توحده فيه الثقافة، والتفكير، وأصبح العالم قرية، بل منزلاً، والدول فيه غرف متلاصقة، وكل هذا بفضل التطور الذي هو من فطرة الإنسان منذ أيامه الأولى على هذه البسيطة، وكما تعلمون أن لكل زمان سوالبه، ونحن الآن مدمنون على هذه الآلات التي تنقل لنا الصحيح والصواب، والرواج هو أساس الوجود الآن.

التكنولوجيا مفيدة من نواحٍ عديدة، وأما من ناحية المشاعر فعلينا حسن استغلالها.

كان في الزمان الماضي النحت على الجدران، فكان ينحت الإنسان كل ما هو مفيد، أما الآن ما هو مفيد يحب أن تجاهد للوصول إليه جهاداً كبيراً.

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

هل تحب القراءة؟ كن على اطلاع دائم بآخر الأخبار من خلال الانضمام مجاناً إلى نشرة جوَّك الإلكترونية

نبذة عن الكاتب