ركيزة الإنسان في هذه الحياة هي الإنسانية، وعدم الانتماء لها يجرده من قيمته الحقيقية، لكن كيف نميز بين الإنسانية في داخل الإنسان وبين عدم الانتماء؟ يعني هل جميع البشر لا يملكون إنسانية أو يملكون إنسانية؟ إذن، كيف نميز بينهما؟
التمييز يتم عن طريق التعامل في الحياة اليومية سواء كان في العمل أم الاختلاط داخل المجتمع، قف سيدي الكاتب، لم تصل الفكرة، هل وضّحت أكثر؟
اقرأ أيضاً العالم الموسعي و المعارف الإنسانية.. أسباب عدم وجود علماء فى هذا العصر
الخير والشر في كل إنسان
سوف أوضح أكثر، منشوراتك في التواصل الاجتماعي تعبر عن شخصيتك، ردودك أيضًا توضح لنا عُمقك الإنساني، عندما تنشر عن الإنسان وعدم الإساءة لهُ هذا دليل على إنسانيتك، عندما تؤيد العمل الإنساني، وعندما تكون شجاعًا وتدافع عن المظلومين، وعندما تحترم حقوق الإنسان؛ هذا دليل كبير أنك تملك حافز الإنسانية.
لكن النفاق والكذب وتحريف الحقائق والدفاع عن الفاسدين هذا دليل على عدم إنسانيتك وتشير إلى أنك منتهك لمبادئ وأهداف حقوق الإنسان.
البشر ليسوا سواسية، فهناك إنسان جيد وآخر سيئ، ولو كان هذا العالم الكبير مخصصاً للجيدين فقط لتوفر الأمان والرحمة بين جنس البشر، لذا عالمنا منقسم بين أصحاب الفلسفة الإنسانية وبين فلسفة العنف، طبعًا ليس كل من عَمل في المجال الإنساني يمثل أهداف ومبادئ الإنسانية وحقوقها، وعلينا ألا نفرق بين قانون حقوق الإنسان وبين رمزية الإنسانية كلاهما يكمل الآخر.
في يوم من تأريخ معين تكلمت معي لاجئة تشكو من موظف يعدها بالسفر عن طريق إعادة التوطين ويدعوها للممارسة الجنسية، أرسلت لي صور المحادثات بينهما مع رقم هاتف الشخص مع تأكدي من رقم هاتف الموظف أخبرتها بتقديم شكوى عن طريق البريد الإلكتروني، وفعلًا اشتكت اللاجئة وبعد التحقيق سوف البتُّ في الشكوى حتى لا يفصل الموظف.
اقرأ أيضاً العلاقات الإنسانية بين الأمس واليوم
التعامل مع الناس.. والإنسانية
إذن موظف في شؤون اللاجئين وأساس عمله قانون حقوق اللاجئين وحقوق الإنسان وينتهكها، الموظف لا يملك حافز الإنسانية رغم أنه في وظيفة إنسانية؛ أي صفة الإنسانية من الممكن أن يحملها العامل والفلاح والمدرس والدكتور وغيرهم رغم عدم ارتباطهم بأي عمل إنساني، وكذلك من الممكن أن ينتهكها ويشوه صورتها العامل في المجال الإنساني.
الضمير هو الحاكم الفاصل لتأدية دورك وتمثيل نفسك عندما تملك صفة إنسان حقيقي، أخلاقك هي تمثل دور الإنسان وليس عملك من يحكم على إنسانيتك، الشخص يمثل وطنه وعمله وعائلته.
أي صفة شاذة من الممكن أن تجعل هذا الحكم ينطبق على أبناء شعبك بأنهم شواذ، ولا يمثلون دور الإنسان وكذلك على عملك وعائلتك؛ لذا يجب أن تكون سفيرًا لبلدك وعملك وعائلتك وتمثل الدور بأخلاقك الإنسانية.
اقرأ أيضاً الإنسانية
التسامح والطاقة الإيجابية
تحرير العقل من العنف والفساد والإساءة للآخرين هو الطريق الأفضل لتمثيل دور الإنسان المحب للجميع، والتسامح ورفع راية السلام سوف يرفع مقامك ويصون كرامتك، لأنك مثلما تحترمْ تُحترمْ، وبذلك عكست صورة جميلة.
وكنت خير سفير لنفسك ولمجتمعك، أنا أكره خطابات العنف والثأر، وأتجنب الإصغاء لها؛ لأنها سوف تؤدي إلى كوارث وتجهيل مجتمعات، علينا الإصغاء إلى خطابات الحب والتسامح؛ لأنها أيدولوجية إنسانية وتبني مجتمعاً.
إذن، قبل بناء أي وطن علينا بناء الإنسان، وبعدها سوف تُزهر الأوطان، وتبنى، والقضاء على كل مقومات دعوات العنف، اسع للبحث عن مقومات الإنسانية واربطها بأخلاقك، وانشر السلام، ولا تربط شخصيتك بأشخاص، كُن إنسانًا ساعيًا للخير، وشجاعًا في الدفاع عن المظلومين، وحرر أفكارك من كل شر، وغذّها بالخير والتسامح، الطاقة الإيجابية هي محبتك للآخرين، وانبذ كل طاقة سلبية من عقلك الباطن.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.