الإنسانية قيمة نبيلة تظهر احترام الآخر والمساواة بين الجميع دون تمييز، وتعد شرفًا؛ لأنها تظهر الأخلاق العالية والرفعة في التعامل.
فعندما تتعامل مع الجميع بإنصاف دون تفضيل أو تمييز حسب المعايير المهنية والقدرات، فهذا يدل على نضج ووعي، أما عندما يوجد تفضيل لشخص على حساب آخر، سواء بسبب العاطفة أم المصلحة الشخصية، فإن هذا يعد خطأً، ويكشف عن ضعف أو انحياز قد يؤدي إلى إضرار بالجميع.
في هذه الحال يُنظر إلى الشخص الذي يمارس هذه التصرفات على أنه غير مؤهل، ويفتقر إلى الحكمة في اتخاذ القرارات، ما يجعله عرضة للسخرية وعدم الاحترام.
لأن الإنسانية ليست مجرد موقف ضعف أو تنازل، بل هي مبدأ رفيع يظهر احترام الشخص لكرامة الآخرين والمساواة بينهم، وعند التعامل مع الناس دون تفضيل أو تحيز مع الاستناد إلى الكفاءة المهنية والقدرة، يُظهر الشخص نضجًا أخلاقيًا وذكاءً اجتماعيًا.
أما عندما يتجاهل الشخص المساواة، ويفضل البعض على حساب آخرين بسبب العواطف أو المصالح الشخصية، فإنه بذلك يضر نفسه ويعرض مكانته للاهتزاز، بل يصبح عرضة لسخرية الآخرين بسبب افتقاره إلى العدالة والحكمة، حينها يُحذر من الوقوع في فخ التمييز أو التفضيل بناءً على علاقات شخصية أو عاطفية؛ لأن ذلك يكشف أن الشخص لديه هوى في نفسه، ثم تسقط مكانته الاجتماعية لتفضيله الظالم بسبب ضعف في شخصيته.
في النهاية المساواة في التعامل تُعد من أبرز صفات الإنسان الناجح والشخص المستحق للمكانة التي يشغلها، سواء في العمل أم في المجتمع عمومًا.
إذن، السمو في التعامل، أو ما اسمه الإنسانية، ليس علامة ضعف أو تفريطٍ في حقوق الشخص، بل هو شرف يبرز نبل الشخص وقدرته على تجاوز الأهواء الشخصية لتحقيق العدالة والمساواة.
وبهذه المعاملة النبيلة يظهر الشخص في أعلى درجات الاحترام والمهنية، وبالمقابل عندما يُفضلُ البعضَ على آخرين بناءً على مشاعر شخصية أو مصالح ذاتية، فإن ذلك يكشف عن ضعف في الشخصية، ويجعل الشخص غير جدير بالمكانة التي يحتلها، لذا ستكون السخرية والنقد مصير من يفرط في هذه القيم.
لذا حتى يصل المرء إلى المكانة التي يستحقها عليه دراسة كل ملف على حدة في أي منظومة، وليس التعامل معها على نحو شامل أو مجمل؛ لأن المسؤولية تتطلب منه ذلك، سواء كانت مؤسسة أم فريق عمل أم مشروعًا.
فيجب التعامل مع كل جانب أو ملف تعاملًا مستقلًا، لتتمكن من فهم التفاصيل الدقيقة والصورة الكاملة؛ لأن التفكير الشمولي يمكن أن يدفع صاحبه إلى اتخاذ قرارات غير دقيقة أو جزئية؛ لأنه لا يظهر التفاوتات والاختلافات التي قد توجد بين الملفات المختلفة أو جوانب المنظومة.
فكل ملف له خصوصيته وظروفه التي يجب أن تُؤخذ في الحسبان عند اتخاذ القرارات، وعند التعامل مع موظفين في فريق عمل؛ لذا تجب دراسة كل موظف على حدة ومعرفة احتياجاته وقدراته وظروفه الخاصة لتقديم حلول وقرارات عادلة.
لأن التعامل مع الملفات تعاملًا منفصلًا يمكن أن يوفر لك رؤية أكثر وضوحًا وشموليةً، فعندما تدرس ملفًا معينًا بدقة، تستطيع أن تُبرز النقاط التي تستحق الاهتمام وتُوضح الأسباب التي تجعلك تختار مسارًا معينًا.
هذا يساعدك على بناء مبررات قوية لقراراتك، ما يجعل من السهل إقناع الآخرين بوجهة نظره التعامل مع المنظومة تعاملًا مجملًا يمكن أن يخلق غموضًا؛ لأن كل جزء فيها قد يحتاج إلى اهتمام خاص، وفي حالة التعامل مع ملفات منفصلة، تزداد دقة التحليل، وتُتاح لك الفرصة لفهم كل حالة من جوانبها جميعها.
وعند اتخاذ القرارات بناءً على هذا التحليل الفردي، تتوافر لك القدرة على تقديم مبررات منطقية مدعومة بالحقائق التي جمعتها بالفحص الدقيق لكل ملف.
كلمات رائعه 🙏🌷
روعة
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.