الإكزيما من الأمراض الجلدية الشائعة التي تسبب جفاف الجلد، إضافة إلى بقع حمراء ذات نتوء مع حكة، الأمر الجيد أن الإكزيما من الأمراض غير المعدية، ولكن يجب السيطرة على أعراضها وعلاجها حتى لا يتفاقم الوضع.
يمكن أن تزداد حدة الإكزيما في حالة الاقتراب من مادة مهيجة أو مادة تسبب الحساسية، وذلك لأن الإكزيما تضعف حاجز البشرة الذي يساعد في الاحتفاظ بالرطوبة داخل الجلد، ويحمي الجلد من العوامل الخارجية.
وتُعد الإكزيما شائعة أكثر لدى صغار السن، ولكن يمكن يصاب بها الأشخاص عند أي عمر، وهي مرض مزمن يستمر مدة طويلة، لا يوجد علاج للإكزيما، ولكن باتباع روتين لترطيب البشرة وعادات صحية للعناية بالبشرة؛ يصبح من الممكن التخفيف من الحكة ومنع نوبات المرض.
في هذا المقال، نقدم لك نصائح حول كيفية حماية البشرة من الإكزيما، وطرقًا فعالة للتخفيف من الأعراض وللتخلص من شعور الانزعاج المصاحب للإكزيما.
أنواع الإكزيما
يوجد كثير من الأنواع المختلفة لمرض الإكزيما، تختلف عن بعضها بعضًا بنوع المحفز المسبب لتهيج الجلد، وتأثر وظيفة حاجز البشرة، وتتضمن أنواعها:
- التهاب الجلد التأتبي.
- التهاب الجلد التماسي.
- إكزيما خلل التعرق.
- التهاب الجلد العصبي.
- الإكزيما النمية.
- التهاب الجلد المَثِّي.
وقد يصاب الشخص بأكثر من نوع من الإكزيما في الوقت نفسه.
الأشخاص المعرضون للإصابة بالإكزيما
تصيب الإكزيما أي شخص وبأي عمر، وتبدأ الأعراض بالظهور خلال الطفولة وحتى البلوغ، ويزداد خطر الإصابة بالإكزيما عند وجود تاريخ عائلي مرضي أو في حال تم تشخيصك بما يلي:
- التهاب الجلد.
- الحساسية.
- حمى القش.
- الربو.
ما الذي يسبب تطورالإكزيما؟
إن أولى علامات الأكزيما هي الحكة، جفاف الجلد، والطفح الجلدي؛ ما يعني أن مادة مهيجة من البيئة المحيطة قد لامست الجلد، وهي التي تسبب الأعراض أو تزيد حدتها. إن التعرف على سبب التهيج والمسبب للحساسية يساعد في تجنبه، وعلى هذا تقليل خطر اشتداد الأعراض في المستقبل.
أعراض الإكزيما
تشمل أعراض الإكزيما التالي:
- جفاف الجلد.
- حكة بالجلد.
- طفح جلدي.
- نتوءات بارزة بالجلد.
- بقع جلدية سميكة.
- جلد قشري، وحرشفي ويابس.
- تورم.
كيفية تشخيص مرض الإكزيما
يكون تشخيص المرض أولًا بالفحص السريري، فيلقي الطبيب نظرة على الجلد المصاب لمعاينته، ويشخص معظم الحالات في مرحلة الطفولة؛ ويُعد هذا المرض شائعًا بين الأطفال، وعمومًا يمكن تشخيص المرض بأي مرحلة عمرية عند ظهور الأعراض.
ويمكن أن تتشابه أعراض الإكزيما مع أمراض أخرى، ولذلك يلزم إجراء فحوص إضافية للتحقق من التشخيص، وتشمل الفحوص:
- فحص للحساسية.
- فحص دم للتحقق من سبب الطفح الجلدي الذي يمكن ألا يكون ذا صلة بالتهاب الجلد.
- خزعة للجلد من أجل معرفة نوع التهاب الجلد المصاب.
علاج الإكزيما
الإكزيما هي حالة مرضية مزمنة، والهدف من العلاج هو السيطرة على الأعراض ومنع تهيج الجلد، للحد من تفاقم المرض، وليس العلاج النهائي منه، ومن الأهداف الرئيسة للعلاج:
- السيطرة على الحكة، لمساعدة الجلد على الشفاء.
- منع العدوى.
- منع نوبات المرض.
ويعتمد العلاج المناسب على عمر المريض، والتاريخ المرضي، وعلى مدى سوء الأعراض، وعلى عوامل أخرى. وعلى الأرجح سوف يحتاج المريض إلى استخدام مجموعة من الأدوية في آن واحد للحصول على أفضل النتائج، وإضافة إلى العلاج يجب على المريض اتباع بعض الخطوات من أجل المحافظة على بشرة صحية ونظيفة. ومن أشهر العلاجات التي يتم استخدامها للحد والسيطرة على الإكزيما هي:
الترطيب
يُعد ترطيب البشرة ركيزة أساسية للعلاج من الإكزيما، فيحافظ الترطيب على الماء داخل البشرة، ويُسهم في تحسين وظيفة حاجز البشرة، وتخفيف الحكة، إن تطبيق المرطب على الجلد مرتين يوميًّا يمنع تفاقم المرض ويقلل الحاجة إلى العلاج بالكورتيكوستيرويدات الموضعية.
الكورتيكوستيرويدات الجلدية
تعد الكورتيكوستيرويدات الموضعية الخط الأول لعلاج نوبات الإكزيما، فهي فعالة جدًا في السيطرة على الحكة والتهاب الجلد، ولكنها لا تمنع حصول النوبات. وتُصنف العلاجات المضادة لالتهاب الجلد إلى أربعة مستويات حسب الفاعلية (عالية جدًا، عالية، متوسطة، ومنخفضة).
ويعتمد اختيار العلاج على حالة المريض (العمر، ونوع البشرة) والجروح (موقعها، امتداد الجرح، ومدى شدة الإصابة)، ويلجأ الأطباء بالعادة إلى الكورتيكوستيرويدات الموضعية في الحالات الشديدة والمتقدمة، ومن المهم جدًا تجنب استخدامها على الجلد الرقيق (الوجه، الجفون، وطيات الجلد).
ويجب اتباع وصفة الطبيب بدقة، وذلك بتطبيق الكورتيكوستيرويد الموضعي على جروح الإكزيما حتى يختفي الالتهاب (الاحمرار والحكة)، ويفضل بعد الاستحمام. ويفضل وضع الكورتيكوستيرويد الموضعي على بشرة رطبة قليلًا لتعزيز الامتصاص من قِبل البشرة، ويوزع في طبقة رقيقة مع تدليك خفيف لضمان نفاذه عبر الجلد، ويتم تطبيقه مرة واحدة يوميًا.
ولجروح الجلد السميكة والمقاومة، ولا سيما على راحة اليد أو باطن القدمين، قد يصف أطباء الجلد الكورتيكوستيرويد الموضعي تحت ضمادات لتعزيز تأثيرها.
ويستمر العلاج بالكورتيكوستيرويد الموضعي عادةً ما بين أسبوع وثلاثة أسابيع، ويمكن الأخذ في الحسبان أن أخذ صور للجروح بين الاستشارات وعدد العبوات المستخدمة في العلاج تساعد الطبيب في تقييم تطور الإكزيما.
وعلى الرغم من السمعة السيئة للكورتيكوستيرويد الموضعي؛ فإن الآثار الجانبية مثل ترقق الجلد نادرة الحدوث وتحدث عادةً بعد استعمال الدواء مدة طويلة ومفرطة. ويتسبب الاستخدام غير المنتظم للعلاج أو في حال عدم استخدام كمية كافية من العلاج بعدم نجاح العلاج.
مثبطات المناعة
تساعد مثبطات المناعة في التحكم بجهاز المناعة وتقلل الاستجابة للمهيجات، وهي مفيدة في حالة الإكزيما المتوسطة إلى الشديدة التي لا تُجدي العلاجات الأخرى نفعًا معها. وتساعد مثبطات المناعة في تقليل الحكة؛ ما يمنح الجلد فرصة للتعافي.
العلاجات البيولوجية
هي أدوية مصنَّعة تحتوي بروتينات من أنسجة وخلايا حية، تعمل على تهدئة الجهاز المناعي، وتقلل الالتهاب وأعراض الإكزيما. ويعطى الدواء بواسطة حقنة تحت الجلد أو إبرة في الوريد. ويُنصح به عادًة في حال عدم نجاح العلاجات الأخرى.
مضادات الهيستامين
عند الإصابة بالإكزيما يكون المريض أكثر عرضة للإصابة بالحساسية؛ ما قد يفاقم حالة البشرة. وتساعد مضادات الهيستامين في السيطرة على الالتهاب والحكة الناجمة عن الحساسية.
العلاج الضوئي
تخفف الأشعة فوق البنفسجية من رد الفعل المفرط للجهاز المناعي وتقلل الالتهاب والحكة، وتساعد في علاج الحالات المتوسطة إلى الشديدة، ويوصف العلاج الضوئي عادًة للجسم بأكمله أو أجزاء صغيرة من الجسم مثل اليد.
ويعد ضوء الأشعة فوق البنفسجية ضيق النطاق هو النوع الأكثر شيوعًا لعلاج الإكزيما.
علاج الإكزيما في البيت
عندما يكون الجلد صحيًا، يمكن أن يمنع جفاف الجلد، الحكة، والاحمرار؛ وبذلك يقلل الحاجة إلى الأدوية، وهذه بعض النصائح التي يمكن أن تكون مفيدة في التخفيف من الإكزيما:
- الاستحمام بماء دافئ، واستخدام سائل استحمام لطيف على الجلد بدل الصابون، والحرص على تجفيف البشرة بمنشفة ناعمة وبلطف مع تجنب الفرك، ومن المهم إبقاء الجلد رطبًا.
- تطبيق مرطب يومي ولا سيما بعد الاستحمام أو غسل اليدين، ويجب التحقق أن المرطب لا يحتوي أي عطور يمكن أن تهيج البشرة.
- تجنب الاستحمام أو غسل اليدين على نحو مفرط.
- تجنب المواد التي يمكن أن تسبب تهيج البشرة.
- اختيار ملابس قطنية مريحة، مع الحرص على غسل الملابس الجديدة قبل ارتدائها.
- تجنب الحرارة الزائدة.
- معرفة مسبب التهيج الرئيس.
- تخفيف التوتر.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.