الإفراط في "الحمية الغذائية الخفيفة".. احذر من سوء التغذية

مع زيادة الوعي بالحفاظ على الصحة، يولي كثير من كبار السن اهتمامًا كبيرًا لمسألة "الحمية الغذائية المغذية".

ما الحمية الغذائية الخفيفة؟

تنتبه العمة ليو آه -البالغة من العمر 70 عامًا- كثيرًا لنظامها الغذائي اليومي. وفقًا "للحمية الغذائية الخفيفة" الموصى بها عبر الإنترنت.

 فهي تأكل مزيدًا من الخضار في الثلاث وجبات في اليوم، وقليلًا جدًا من اللحوم، وتستخدم قليلًا جدًا من الزيت في أثناء الطبخ.

فقد اعتقدت أنه سيكون من الأفضل تناول مثل هذا الطعام الصحي، لكنها أُصيبت بالدوار والإعياء مؤخرًا، واكتشفت بعد إجراء الفحوص في المستشفى إصابتها بفقر دم خفيف وسوء تغذية حاد.

يذكر اختصاصيو التغذية أن كبار السن يجب ألا  يتبعوا "الحمية الغذائية الخفيفة"؛ حتى لا يقعوا في سوء الفهم، فتوخي الحذر يمكن أن يسبب درجات مختلفة من سوء التغذية مدة طويلة.

قد يهمك أيضًا أعراض سوء التغذية عند الأطفال وأساليب العلاج

ليس من الجيد التخفيف من الحمية الغذائية المفرطة أيضًا

يقال إن كبار السن يجب أن يتبعوا نظامًا غذائيًا خفيفًا عندما يهرمون، لكن كثيرًا من كبار السن قد بالغوا في فهم مفهوم "الحمية الغذائية الخفيفة" ووقعوا في أخطاء في أثناء اتباعها.

وأشار الدكتور ليو جيا من قسم التغذية العلاجية بالمستشفى الثالث التابع لجامعة قوانغتشو الطبية إلى أن كثيرًا من كبار السن يحتاجون إلى الاهتمام بنظامهم الغذائي بسبب إصابتهم بأمراض مثل ارتفاع ضغط الدم والسكر وهشاشة العظام وفقر الدم.

ومع ذلك، بسبب نقص المعرفة بالتغذية، غالبًا ما يتبعون "حمية غذائية خاطئة".

قد يهمك أيضًا معلومات مختصرة عن التغذية والصحة قد لا تعرفها

مفاهيم خاطئة حول التغذية

وبناءً على الملاحظات السريرية، في الحياة اليومية، يوجد سوء فهم شائع لدى كبار السن بشأن التغذية ألا وهو:

تناول الطعام النباتي

يعتقد ليو جيا أنه على الرغم من إمكانية تناول الطعام النباتي مع النظام الغذائي المتوازن، لكن كبار السن لا يمكنهم تناول جميع أنواع الفاصوليا والمكسرات بسبب تلف أسنانهم وضعف وظائف الجهاز الهضمي وفقدان الشهية.

وعدم كفاية تناول أنواع الطعام المختلفة يجعل من الصعب الحصول على تغذية كافية من الحمية الغذائية النباتية.

فالأسماك والدواجن والبيض واللحوم قليلة الدهون كلها أطعمة حيوانية، وهي مصدر جيد للبروتين عالي الجودة، والدهون، والفيتامينات القابلة للذوبان في الدهون، وفيتامين ب والمعادن، وهي أيضًا جزء مهم من النظام الغذائي المتوازن.

لذلك، وفقًا لخصائص الاحتياجات الغذائية لكبار السن، يجب عدم تناول الطعام النباتي فقط.

التقليل من استخدام الزيت أو عدم استخدامه من الأساس

يرفض كثير من كبار السن استخدام الزيت في الطهي، ويطبخون الطعام كثيرًا بقليل من الزيت، بل حتى قد يرغبون في عدم وضع قطرة من الزيت.

وذكر ليو جيا أن توجد درجة معينة للتقليل من الزيت؛ لأن الدهون مصدر مهم للطاقة البشرية، فهي تمد الجسم بالأحماض الدهنية الأساسية، وفي الوقت نفسه تُعد مذيبًا للفيتامينات القابلة للذوبان في الدهون، ويحتاج كل من  فيتامين E، وفيتامين A ، وفيتامينD ، وفيتامين k الدهون للهضم والامتصاص.

لذلك، يوصى بالإضافة إلى الدهون الموجودة في الطعام نفسه، يجب على كبار السن التحكم في استهلاكهم اليومي من زيت الطهي عند 20-25 جرامًا، فالإفراط الشديد أو التقليل الشديد ليس جيدًا للصحة.

الإفراط في تناول الحبوب الخشنة

يقال إن الحبوب الخشنة مفيدة للصحة، لذا بعض كبار السن يسرفون في تناول الحبوب الخشنة تقريبًا في كل وجبة، ما يؤدي إلى الإصابة بعسر الهضم، وبعضهم يصاب بالإمساك بسبب الإفراط في تناول الألياف الخشنة.

وذكر ليو جيا أنه بغض النظر عن مدى إفادة الحبوب، فمن الأفضل تناولها بدرجة معتدلة دون إكثار.

قد يهمك أيضًا التغذية المناسبة لكبار السن حسب العلم والطب التقليدي

أضرار سوء التغذية

مع تحسن مستويات المعيشة، يشعر كثير من كبار السن بالقلق من الإفراط في التغذية، لكنهم لا يدركون أنه مع تقدم العمر، يزداد معدل الإصابة بسوء التغذية أيضًا.

وفقًا لنتائج المسح الوطني للتغذية للمرضى المسنين في المستشفيات عام 2012، يعاني نحو ثلثي المرضى المسنين من سوء التغذية.

يضر سوء التغذية بصحة كبار السن بمرور الوقت. ويمكن أن يؤدي إلى درجات متفاوتة من فقدان الشهية، وفقدان الوزن، وضعف المناعة لدى كبار السن، أو التقليل من فاعلية علاج المرض الأساسي، أو حتى تفاقم الحالة في الحالات الخطيرة.

ويمكن أيضًا أن يتسبب سوء التغذية في إصابة كبار السن بالساركوبينيا (ضمور اللحم) وتفاقمه، ومن ثم الإصابة بمتلازمة الوهن، ما يقلل قدرة كبار السن على ممارسة حياتهم على نحو مستقل.

قد يهمك أيضًا فوائد الغذاء الصحي و الرياضة لجسم الإنسان.. معلومات لا تفوتك

كيف نحكم مبدئيًا على وجود مخاطر غذائية على كبار السن في الأسرة؟

ذكر ليو جيا أنه إذا كان كبار السن في الأسرة يعانون لا إراديًّا من فقدان الوزن، فإن الوصول إلى فقدان الوزن بنسبة 10%  في غضون 6 أشهر (أو مدة غير معروفة)، أو فقدان الوزن بنسبة 5% في غضون 3 أشهر، أمر يستحق الانتباه  والحذر.

لذا يجب على كبار السن الذين يعانون من الأمراض الأساسية والذين يقللون تناول الطعام عن طريق الفم مقارنة بكمية الغذاء اليومية الذهاب إلى قسم التغذية لفحص التغذية وتقييمها في أسرع وقت ممكن، وبمجرد اكتشاف سوء التغذية، يجب علاجها في الوقت المناسب.