الإعلام السلبي وتأثيره في الأجيال القادمة: قراءة في حالة الكابتن مجدي عبد الغني

لا شك أن الإعلام بشتى صوره، التقليدية والرقمية، يمثل مرآة تظهر الأحداث والشخصيات العامة أمام الجماهير، لكن هذه المرآة قد تصبح أداة لتعزيز الصور السلبية إذا أُسيء استخدامها.

إن حالة الكابتن مجدي عبد الغني، اللاعب المصري السابق والإعلامي الحالي، تقدم نموذجًا واضحًا لما يمكن أن يحدث عندما يتحول الإعلام إلى ساحة لتداول الجدل والنقد بدلًا من التركيز على القيم الإيجابية.

اقرأ أيضًا وسائل الإعلام وأهميتها في المجتمع

أرقام ودلائل مقلقة

أظهرت الإحصائيات المتعلقة بالكابتن مجدي عبد الغني 259 ذكرًا خلال مدة زمنية قصيرة، منها 36 ذكرًا سلبيًا مقارنة بـ 7 فقط إيجابية.

تمحورت معظم هذه التفاعلات عبر منصات التواصل الاجتماعي مثل Facebook وYouTube، بجانب بعض التغطيات الإخبارية.

تكشف هذه الأرقام عن انحياز واضح نحو التركيز على الجدل والخلافات بدلًا من الاحتفاء بإرث الكابتن بوصفه رياضيًّا قديرًا أسهم في رفع اسم مصر في المحافل الدولية.

اقرأ أيضًا الإعلام الرياضي وتعصب الجماهير وتأثيرهم في كرة القدم

الإعلام أداة للهدم بدلًا من البناء

الإعلام الحديث، وخاصة منصات التواصل الاجتماعي، يتحمل جزءًا كبيرًا من المسؤولية في تضخيم الذكر السلبي عن الشخصيات العامة.

فبدلًا من تسليط الضوء على إنجازات الكابتن ومسيرته المهنية، نجد تركيزًا مفرطًا على تصريحاته المثيرة للجدل، أو مواقفه الإعلامية التي قد لا تلقى استحسانًا لدى الجميع.

هذه الظاهرة تسلط الضوء على خطورة الإعلام السلبي، الذي لا يكتفي بإبراز العيوب، بل قد يعزز الانقسام داخل المجتمع، خاصة في ظل وجود أجيال شابة تعتمد على هذه المنصات لتكوين آرائها في الشخصيات العامة.

اقرأ أيضًا الإعلام الإيجابي والسلبي.. أهم عناصر نجاح برمجة الوسائل

تأثير الإعلام السلبي في الأجيال القادمة

انعدام القدوة

عندما يصبح النقد السلبي محور الحديث عن الشخصيات العامة، يفقد الشباب القدرة على رؤية هذه الشخصيات كنماذج يُحتذى بها. وبذلك يضعف الإيمان بأهمية النجاح والتفوق في الحياة.

تعزيز ثقافة الانتقاد

ينتج الإعلام السلبي أجيالًا تعتمد على السخرية والنقد بدلًا من الحوار البناء؛ ما يخلق بيئة مشحونة بالمشاعر السلبية وعدم الثقة.

تدهور القيم المجتمعية

 الشخصيات العامة، سواء أكانوا رياضيين أم إعلاميين، يؤدون دورًا في تشكيل الوعي العام.

عندما يتم تقويض هذا الدور عبر الإعلام السلبي، يؤدي ذلك إلى تآكل القيم الإيجابية مثل الاحترام والعمل الجماعي.

اقرأ أيضًا أخلاقيات الإعلام ورهانات الواقع المعاش .

هل يمكن للإعلام أن يصبح شريكًا إيجابيًّا؟

على الرغم من تأثير الإعلام السلبي، يمكن تحويل هذا التوجه إلى إيجابي باستراتيجيات واعية تهدف إلى تعزيز الحوار البناء، ومن أهمها:

  • التركيز على النجاحاتيجب أن يخصص الإعلام مساحة أكبر لتسليط الضوء على إنجازات الشخصيات العامة بدلًا من تضخيم أخطائهم.
  • إعادة تعريف دور الإعلاميالشخصيات الإعلامية مثل الكابتن مجدي عبد الغني يمكنها العمل على بناء جسور تواصل إيجابية مع الجمهور عبر محتوى هادف ومؤثر.
  • التوعية الإعلامية للشبابيجب على المؤسسات التربوية أن تعلم الأجيال القادمة كيفية التعامل مع المحتوى الإعلامي بوعي ونقد بناء.

اقرأ أيضًا ما هو الإعلام الجديد وكيف استفادت السعودية منه وما الذي يمكن تطويره

دعوة للتغيير

إن حالة الكابتن مجدي عبد الغني ليست استثناءً، بل تمثل نمطًا متكررًا يظهر أزمة الإعلام السلبي وتأثيره في المجتمع.

إذا استمرت هذه الظاهرة دون رقابة أو توجيه، فإننا نخاطر بفقدان أجيال قادمة قادرة على التمييز بين الحقائق والدعايات السلبية.

لذا، نحن بحاجة إلى إعادة التفكير في دور الإعلام وتأثيره، وتحويله إلى أداة بناء تعزز القيم الإيجابية وتلهم الشباب للبحث عن النجاح بدلًا من الانغماس في دوامة الجدل والنقد.

 

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة