الإدمان هو الاستسلام الجسدي والنفسي لمادة أو أدوية أو نشاط معين، بحيث يصبح العيش متوقفًا عليها عضويًا ونفسيًا، ويصعب تركها، ويؤثر الإدمان على عمل الجسم والدماغ، ويترتب عليه أضرار ومشاكل وخيمة تصيب العائلات، والعلاقات الاجتماعية، وأماكن العمل والدراسة.
المدمن هو من يجد مبررًا وحافزًا مقنعًا لتكرار النشاط الإدماني على الرغم من أضراره وعواقبه الوخيمة.
تجتاح وتغزو أجهزة التكنولوجيا الحديثة معظم بيوتنا، حتى إنها أصبحت من أساسيات الحياة وفي متناول أطفالنا بشكل لافت، وخاصة في ظل الحجر الصحي الذي فرضته جائحة كورونا.
قلق الأسر على أطفالهم من إدمان التكنولوجيا
الأمر الذي أثار حالة من الرعب والقلق لدى الكثير من العائلات على مستقبل أطفالها خاصة مما تعلقوا باستخدام تلك الأجهزة في تصفح مواقع التواصل الاجتماعي ومشاهدة مقاطع الفيديو والأطفال وإدمانهم على الألعاب الإلكترونية.
هذه الحالة التي وصلت لها معظم العائلات والبيوت في الوطن العربي على وجه الخصوص دفعت بالعديد من الأخصائيين للتحذير من المخاطر النفسية والاجتماعية التي يمكن أن يسببها الإدمان الإلكتروني وانعكاساته على الأطفال.
فقد حذرت دراسة ألمانية سابقة من استخدام الأطفال للهواتف الذكية والأجهزة اللوحية، بشكل مفرط إذ قد تسبب ضررًا كبيرًا على سلوكيات الطفل.
وأوضحت الدراسة التي نشرتها العديد من وسائل الإعلام المرئية والتي أجريت في لايبزغ الألمانية أن تلك الأجهزة تؤدي إلى حدوث فرط نشاط وشعور باللامبالاة وزيادة احتمال إصابة الأطفال بالاكتئاب والعزلة خصوصًا ممن تتراوح أعمارهم بين 2-6 أعوام.
وأكد باحثون أن الإفراط في استخدام الوسائل التكنولوجية الحديثة خاصة في مرحلة ما قبل المدرسة، يؤدي إلى حدوث اضطرابات في العلاقات الأسرية أيضًا.
إن إدمان الأطفال وحتى الشباب على استعمال أجهزة التكنولوجيا الحديثة بشكل لافت يساهم في احتمالية إصابتهم بالاكتئاب النفسي والانطوائية، الأمر الذي يدفع بهم إلى التوحد والعزلة وقلة التواصل والعلاقات مع الناس من حولهم.
كما أن الإدمان على الكمبيوتر والموبايل والألعاب الإلكترونية يعد حالة نفسية وسلوكية، ولا يمكن التخلي عنها بسهولة كونها أصبحت جزءًا أساسيًا من الحياة تدفعهم للتخلي عن واقعهم الحقيقي والعزلة التامة عن الأسرة والمجتمع.
المدمن على التكنولوجيا لا يستطيع التحكم بغضبه عند طلب أحد والديه ترك الأجهزة الذكية أو أخذها منه، كما لا يعير أي اهتمام لتناول الطعام، أو الجلسات العائلية ووجود الأصدقاء، ويعاني من فقدان الوقت وعدم الاهتمام بالأنشطة التعليمية والرياضية.
الإدمان الإلكتروني هو نوع من أنواع الاضطرابات التي يعاني منها بعض الأشخاص، كما صنفها بعض الأطباء النفسيين، والذي يوحي بالاستخدام القهري للإنترنت وتصفح المواقع الإلكترونية بشكل متواصل والاعتماد عليه في كافة الأمور الحياتية.
سواء تصفح مواقع التواصل الاجتماعي أو التسوق عبر الإنترنت، ويؤثر إدمان التكنولوجيا بشكل سلبي على الصحة النفسية والعقلية للفرد كما تتعدد أنواع الإدمان على الإنترنت.
تتعدد أنواع الإدمان على الإنترنت وإدمان التكنولوجيا للأطفال، حيث يرى بعض الأشخاص تحسين حالتهم المزاجية في بعض هذه الطرق:
ستجد أيضاً على منصة جوك الحرية المطلقة مفسدة مطلقة ؟
أنواع الإدمان على الإنترنت
الألعاب الإلكترونية
يلجأ العديد من الأشخاص إلى التركيز على أحدث إصدارات الألعاب الإلكترونية، وقضاء العديد من الساعات المتواصلة دون الشعور بالوقت.
المواقع الإباحية
تعتبر أكثر الأنواع انتشارًا في الإدمان الإلكتروني، وهي تصفح مواقع الصور الإباحية، وغرف الدردشة الجنسية بين الشباب والفتيات، والجلوس لساعات أمام كاميرات الهواتف للوصول إلى النشوة الجنسية.
وسائل التواصل الاجتماعي
يعد هذا النوع من الإدمان الإلكتروني أكثر انتشارًا، بعد تعدد وسائل التواصل الاجتماعي من فيس بوك وتويتر وإنستغرام والتي يقضي عليها الأشخاص العديد من الساعات، لمتابعة كل ما هو جديد، ومشاركة لحظاته أول بأول، وعدم الاهتمام بأي أمور حياتية.
الرسائل النصية
تتمثل في الرغبة الملحة في التواصل مع الآخرين عبر الرسائل النصية، وإرسال الرسائل وتبادلها مع الآخرين.
لعب القمار على الإنترنت
يقوم مدمني المواقع الإلكترونية بقضاء الساعات في لعب القمار أو الألعاب المحرمة على الإنترنت، للكسب غير المشروع، دون الشعور بالملل.
هوس البيع والشراء عبر الإنترنت
هوس الشراء والبيع عبر الإنترنت الذي يصيب البعض، حيث يفضل بعض الأشخاص تصفح مواقع البيع أونلاين يوميًا لساعات، وعدم الرغبة في شرائها من المتجر.
أكدت بعض الدراسات ارتفاع نسبة من يعانون الإدمان الإلكتروني في الولايات المتحدة وأوروبا إلى 8.2% من عدد السكان، ويؤثر إدمان التكنولوجيا على 38 % من عامة السكان.
كما أشارت بعض الدراسات التي تم إجراؤها مؤخرًا حول الإدمان الإلكتروني لبعض المراهقين، التي تؤكد أن 90% من المراهقين يخضعون للعلاج النفسي بسبب عدم التخلص من إدمان الإنترنت.
تتعدد كافة أشكال الإدمان على التكنولوجيا، حيث يلجأ بعض الأشخاص إلى إدمان المواقع الإلكترونية؛ لتلبية العديد من الرغبات الملحة، منها:
1. توفير السرية والخصوصية التامة لمن يبحثون عن السرية، وتفريغ الرغبات المكبوتة.
2. الفراغ والملل الذي يدفع الأشخاص إلى البحث عن ملاذ يلجؤون إليه للتخلص من أوقات الفراغ.
3. توجه البعض ممن يعانون بعض الاضطرابات النفسية مثل القلق والاكتئاب، وافتقارها إلى الدعم العاطفي، واللجوء إلى الإنترنت لسد هذه الحاجة.
4. الهروب من الواقع إلى عالم التكنولوجيا والإنترنت أو ما يسمى بالعالم الافتراضي، ممن يعانون من اليأس والملل والانزعاج.
5. الخروج من علاقة عاطفية والتعرض للصدمات النفسية التي تجعل الشخص بحاجة إلى الخروج من الحالة النفسية السيئة.
6. إدمان المواد المخدرة مثل الإدمان على المخدرات والمشروبات الكحولية.
7. الأشخاص الذين يعانون من العزلة الاجتماعية والشعور بالخجل في التواصل مع الآخرين، هم أكثر عرضة للإصابة بالهوس الإلكتروني.
8. انتشار الألعاب الإلكترونية الحديثة، وقضاء البعض العديد من الساعات المتواصلة على الإنترنت.
ستجد أيضاً على منصة جوك المخاطر الصحية والاجتماعية لإدمان الأطفال على استخدام الموبايل
العلامات الجسدية لإدمان الإلكترونيات
1. ألم في الظهر.
2. الصداع المتواصل.
3. زيادة الوزن أو فقدانه.
4. الاضطرابات في النوم.
5. التشويش في الرؤية.
علامات إدمان الإلكترونيات النفسية
1. الشعور بالذنب.
2. القلق والارتباك.
3. عدم الأمانة.
4. العزلة الاجتماعية.
5. الاندفاع.
6. الكآبة.
7. التقلبات المزاجية.
8. عدم الاهتمام بالوقت.
9. الإفلاس وضياع الأموال بسبب لعب القمار.
آثار إدمان الأطفال على الأجهزة الإلكترونية
1. إصابة الأطفال بمرض التوحد خاصة في السنوات الأولى.
2. زيادة العدوانية والعصبية بسبب الألعاب الإلكترونية العنيفة.
3. الضعف العام في النظر.
4. ضعف القدرات العقلية لدى الطفل.
5. حالة الإنهاك المعلوماتي بسبب التصفح كثيرًا.
6. التعرض للانتهاك الجسدي والتحرش بسبب عدم الرقابة على الطفل.
7. ضعف الشخصية بسبب غياب الهوية وعدم وجود انتماء مجتمعي، خاصة الانفتاح على الثقافات الأخرى.
ستجد أيضاً على منصة جوك الادمان السلوكي
آثار إدمان التكنولوجيا على المراهقين
1. الانحراف الأخلاقي، والتوجه إلى العلاقات غير الشرعية.
2. التوجه إلى إدمان المخدرات.
3. العزلة الاجتماعية وعدم المشاركة مع الآخرين.
4. إهمال الدروس والواجبات والرسوب في الدراسة.
5. عدم وجود اهتمامات شخصية، أو ممارسة رياضة وهواية مفضلة.
6. الإرهاق الجسدي والنفسي والضعف العام.
علاج إدمان الألعاب الإلكترونية للكبار والأطفال والمراهقين
1. شغل أوقات الفراغ بممارسة الرياضة أو القراءة أو التنزه.
2. تحديد أوقات محددة من اليوم لممارسة الألعاب الإلكترونية.
3. متابعة أو مراقبة الأطفال أثناء تفاعلهم مع تلك الألعاب.
4. التقرب إلى المراهقين ومناقشة مشاكلهم والعمل على حلها.
5. عدم تعنيف الأطفال ومحاولة تغيير سلوكياتهم حتى لا تتحول إلى إدمان.
6. مشاركة الطفل بعض الألعاب العادية غير الإلكترونية للترفيه والتواصل الإيجابي.
7. الاشتراك في ناد لممارسة الأنشطة الرياضية.
8. الاهتمام بالحيوانات الأليفة لشغل أوقات الفراغ.
9. اكتشاف المواهب لدى الأطفال والعمل على دعمها وتطوير مهاراتهم.
10. المشاركة في الأعمال التطوعية.
التخلص من إدمان الألعاب الإلكترونية
1. استشر طبيبًا نفسيًا.
2. خصص ساعات للعب يوميًا.
3. اسأل عن برنامج إدمان المراهقين.
4. تواصل مع الأهل والأصدقاء دائمًا.
5. العلاج المعرفي السلوكي الحل الآمن لإدمان الألعاب الإلكترونية.
بالنهاية فإن الإدمان بكل أشكاله يعتبر من أهم المشاكل التي يعاني منها شباب اليوم في مختلف البلدان نامية أم متحضرة، فقيرة كانت أم غنية، والحل حتمًا ليس بتجاهل المشكلة.
وإنما بالاعتراف بها والبحث عن جذورها، والعمل بشكل تعاوني مع كل الأطراف المعنية بالموضوع (جمعيات، منظمات، أهل، أصدقاء، أطباء، أخصائي دعم.....) لإيجاد الحلول المناسبة وإخراج المدمن من دوامة الإدمان.
ستجد أيضاً على منصة جوك ادمان الاباحيه
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.