الإدريسي.. رائد علم الجغرافيا وصاحب الخريطة الأشهر للعالم

أبو عبد الله محمد بن محمد الإدريسي هو عالم جغرافي ورحالة ومؤرخ مسلم، وُلد عام 1100م في مدينة سبتة (المغرب حاليًا). وتعود أصوله إلى الأدارسة، وهي سلالة حاكمة يعود نسبها إلى الحسن بن علي بن أبي طالب. وتلقى تعليمه في قرطبة بالأندلس، حيث درس العلوم المختلفة، خاصة الجغرافيا والتاريخ والفلك.

واشتهر الإدريسي بمهاراته في رسم الخرائط ووصف المناطق الجغرافية بدقة كبيرة، ما جعله من أبرز الجغرافيين في عصره، وقد سافر إلى بلدان عدة مثل شمال إفريقيا، والأندلس، والشرق الأوسط، وأوروبا، وجمع معلومات دقيقة عن هذه المناطق.

ففي عهد الملك روجر الثاني ملك صقلية، دُعِي الإدريسي إلى باليرمو، حيث أعدَّ أطلسًا جغرافيًّا دقيقًا، مستعينًا بمعارفه وخبراته في الرحلات، وقد استخدم تقنيات متطورة في رسم الخرائط، إذ دمج المعلومات الجغرافية التي جمعها من المسافرين والتجار والعلماء.

مؤلفاته

أبرز أعماله هو كتاب "نزهة المشتاق في اختراق الآفاق" الذي يُعد موسوعة جغرافية شاملة تضم خرائط مفصلة للعالم المعروف آنذاك، كما رسم خريطة العالم "خريطة الإدريسي" على لوح من الفضة بناءً على طلب الملك روجر الثاني.

اشتهر الإدريسي بدقته في رسم الخرائط وتقسيم العالم إلى سبعة أقاليم

ومن مؤلفاته:

  • "نزهة المشتاق في اختراق الآفاق"، يُعرف أيضًا بـ "كتاب روجر"، وقد كُتب بطلب من ملك صقلية روجر الثاني. يُعد من أهم الكتب الجغرافية في العصور الوسطى، إذ احتوى خرائط دقيقة ووصفًا مفصلًا للأقاليم والبلدان.
  • "روض الأنس ونزهة النفس"، كتاب آخر في الجغرافيا، لكنه لم يصل إلينا كاملًا، ويُعتقد أنه كان توسعًا لمعلوماته عن العالم.
  • "الممالك والمسالك"، يتناول وصف الطرق والتضاريس والممالك في مختلف أنحاء العالم الإسلامي وما وراءه.
  • "أنس المهج وروض الفرج"، وهو كتاب في علم النبات والصيدلة، إذ جمع فيه معلومات عن النباتات واستخداماتها الطبية.

اشتهر الإدريسي بدقته في رسم الخرائط وتقسيم العالم إلى سبعة أقاليم، وهو من أوائل العلماء الذين وضعوا أسسًا متينة لعلم الجغرافيا في العصور الإسلامية.

وفاته

توفي الإدريسي في عام 1165م (أو 1166م) في صقلية، تاركًا وراءه إرثًا علميًّا ضخمًا كان له أثر كبير في تطور علم الجغرافيا في العالم الإسلامي وأوروبا.

إرثه وتأثيره

يُعد الإدريسي من رواد علم الجغرافيا، واستخدمت خرائطه ومؤلفاته قرونًا عدة في الشرق والغرب، وقد تأثر به عدد من العلماء الأوروبيين في العصور الوسطى، وظلت أعماله مرجعًا أساسيًّا لعلماء الجغرافيا والمستكشفين، كما وصف النباتات والمناخات في أماكن مختلفة، ما أثر في علم البيئة والجغرافيا الطبيعية. وقد اعتمد على منهج علمي دقيق، إذ جمع بين الملاحظات الشخصية ومصادر متعددة لتقديم صورة متكاملة عن العالم.

وفي الختام عزيزي القارئ، يُعد الإدريسي نموذجًا للعالم المسلم الذي أسهم في نهضة العلوم والمعرفة، وأسهم في تطوير فهم البشرية للكرة الأرضية، ليظل اسمه خالدًا في سجلات التاريخ. رحم الله عالمنا الجليل الذي أفاد العالم كله بما أنعم الله عليه من العلم والمعرفة.

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.