الأنثى هي أصل الحياة وسرها؛ فهي تحمل صفة من أهم صفات الخالق ألا وهي منح الوجود ووهب الحياة لذلك فهي أكثر قدرة من الذكر وأعلى قيمة، هذه حقيقة كونية ولها أبعاد بيولوجية وجسمانية وفلسفية واجتماعية، وليست مجرد هرطقة ومزايدات أو تحيزًا للأنثى، في علم الوراثة البشرية تجد أن الكروموسوم الأساسي للحياة هو الكروموسوم X، ولا يوجد إنسان لا يدخل في تركيبته الوراثية هذا الكروموسوم بعكس الكروموسوم Y فهو غير ضروري، ولا يدخل في تركيبة الأنثى بينما يدخل في تركيب الذكر، فالأنثى تحمل كروموسومين Xx والذكر يحمل الكروموسومين Xy، وهذا يعني أن الأنثى تستطيع في الأساس أن تعيش في الحياة بمفردها دون ذكر، ووجود الذكر في تركيبتها ليس أساسيًا بينما الذكر حياته ووجود نفسه متوقف ومعتمد على الكروموسوم X أى الأنثى وبالتالي يشعر بالنقص دومًا في غياب الأنثى عن حياته مهما كان ناجحًا أو متحققًا في حياته وعمله بعكس الأنثى التي كلما زاد نجاحها وتحققها زاد عزوفها عن الرجال وانصرافها عنهم.
ولذلك من المستحيل أن تجد ذكرًا يدخل في تركيبه الكرومسومين Yy فقط فإنه سيصبح رجلًا ميتًا، وإنه يحتاج إلى ما لا يقل عن كروموسوم X واحد لينجو ويصبح على قيد الحياة، أما في مراحل نمو الذكر سنجد أنه يعتمد جسمانيًا على الأنثى في كل مراحل تطوره الأولى حتى يضمن بقاءه حيًا فهو يعيش داخل رحمها تسعة أشهر، ويعتمد عليها في غذائه وتنفسه من خلال حبلها السري، ثم يخرج للحياة من رحم أنثى ويحصل على غذائه من الحليب الذي ينتجه ثديها خلال عملية الرضاعة الطبيعية، وهو ما يفسر لنا سر انجذاب الرجل غرائزيًا وجنسيًا للأعضاء التي أخرجته وأرضعته ومنحته الحياة نتيجة تعلقه والتصاقه الجسدي والفطري بجسد الأنثى، بينما الأنثى تخرج من رحم أنثى وتتغذى من ثدي أنثى مثلها فيكون انجذابها للرجل مكتسب وليس فطري، فإن لم تجد ذكرًا في حياتها لا تستشعر بالنقص من دونه ولا بالحاجة إليه إلاّ لو ظهر في حياتها ذكرًا نجح في استمالة قلبها وعقلها نحوه واستثارة عاطفتها ومشاعرها اتجاهه حتى في ظل المجتمعات الأبوية التي يهيمن عليها الذكور وتقوم باضطهاد وتحقير الأنثى وتهميشها وتقليص دورها ووأدها خشية العار والفقر، نجدها تتسم بالفوضى والخراب والتخلف والرجعية وانتشار الظلم والعنف وتشهد تدهورًا واضمحلالًا كبيرًا في كل جوانب الحياة على عكس المجتمعات والمنظمات الأمومية القديمة التي حكمتها الأنثى، كانت مجتمعات يسودها العدل والنظام وتتسم بالرقي والحضارة والازدهار في شتى مجالات الحياة لأنها مجتمعات تعي جيدًا قيمة الأنثى، وتدرك قدرها ودورها في النهوض بالمجتمع فنظرت لها نظرة تقديس ورفعتها لمصاف الآلهة ولم لا وهي الكمال وسر الوجود وكل الحياة.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.