الأنانية المطلقة هي حالة من التصرفات التي تركز على الذات دون اعتبار للآخرين؛ لأن الأناني في هذا الموقف يهتم فقط بمصالحه واحتياجاته، ويُظهر قلة اهتمام وإهمالًا لمشاعر واحتياجات الآخرين.
وتختلف الأنانية المطلقة عن الأنانية العادية في كونها أكثر تطرفًا ورفضًا لكل ما يتعلق بالآخرين.
في المجتمع الإنساني، تتفاوت الدوافع والسلوكيات بين الأفراد، ويظهر البعض قدرة على التوازن بين اهتمامهم بأنفسهم واحتياجات الآخرين، في حين يكون لدى آخرين درجة عالية من التركيز على الذات.
إن الأنانية المطلقة تُعبِّر عن عدم اكتراث مطلق بالآخرين أو بمصالحهم، بحيث تكون مصلحة الشخص الأناني هي المعيار الوحيد في اتخاذ القرارات.
هذه الأنانية قد تظهر في عدة أشكال، فحينما يحقق الأناني من الآخرين أهدافه الشخصية، يتجاهل مشاعر وحقوق الآخرين، ويعتقد أنه الأفضل أو الأكثر أهمية.
عند تحليل ظاهرة الأنانية المطلقة، سنكتشف أن لهذه الظاهرة أبعادًا مختلفة، منها أنها تعبر عن شعور عميق بعدم الأمان أو نقص في تقدير الذات؛ لأن صاحبها يحاول تعويض هذا الشعور عبر التركيز على ذاته فقط، دون الانتباه إلى علاقاته بالآخرين.
وفي بعض المجتمعات، قد يُشجع الفرد على تبني مواقف أنانية، خاصة في بيئات تروِّج للمنافسة الشديدة والتفوق الفردي على حساب التعاون الاجتماعي.
الأنانية المطلقة قد تُؤدي إلى تفكك العلاقات الاجتماعية والشعور بالوحدة، حيث يشعر الآخرون بالاستغلال أو التهميش، ما يؤدي إلى العزلة الاجتماعية.
وفي بعض التوجهات الفلسفية، مثل الفلسفة الفردية، قد تُعد الأنانية جزءًا من تعبير الفرد عن ذاته وتحقيق استقلاله. ومع ذلك، تبقى الأنانية المطلقة، حيث يُنظر إلى الآخرين بأنهم كائنات بلا قيمة، محل نقد ورفض.
تُظهر الأنانية المطلقة صورة من السلوك البشري قد تكون ضارة للفرد والمجتمع على حد سواء.
فالشخص الذي يمارس الأنانية المطلقة يعزل نفسه عن باقي الناس؛ ما يقلل فرص التعاون والنمو الجماعي. وقد يشعر الشخص الأناني بالعزلة أو الوحدة على المدى البعيد، حيث يؤدي تركيزه على الذات فقط إلى ضعف الروابط الإنسانية.
والأنانية المطلقة تميل إلى إضعاف القيم مثل التعاون، والتضامن، والمساعدة المتبادلة، على الرغم من أن هذه القيم تُعد أساسية في بناء مجتمعات صحية ومتوازنة.
تُعد الأنانية المطلقة سلوكًا مدمرًا على المستويين الفردي والاجتماعي، إذ تتسبب في تفكك العلاقات الإنسانية والمجتمعية، وتؤدي إلى العزلة النفسية.
فبينما الاهتمام بالنفس أمر ضروري للحفاظ على التوازن الشخصي، فإن الانغماس في الذات إلى درجة الإضرار بالآخرين قد يؤدي إلى فقدان المعنى العميق للعلاقات الإنسانية والروابط الاجتماعية.
رائعة
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.